St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   monasticism
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   monasticism

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب كيف بدأت الرهبنة في المسيحية - الأنبا بيشوي

4- إشراقة للرهبنة في فجر المسيحية

 

هكذا كانت حياة يوحنا المعمدان إشراقة للرهبنة في فجر المسيحية. فقد كتب في إنجيل معلمنا لوقا البشير "كَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ عَلَى يُوحَنَّا بْنِ زَكَرِيَّا فِي الْبَرِّيَّةِ فَجَاءَ إِلَى جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنِّ يَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا" (لو3 : 2، 3).

St-Takla.org Image: Saint Anthony the Great, Father of all monks, 2011, tools used: Pencil and ink, then Graphic Tablet & Adobe Photoshop, used with permission - by Mina Anton صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس الأنبا أنطونيوس أب الرهبان المصري، 2011، الأدوات المستخدمة: قلم رصاص وحبر، ثم لوح جرافيك وأدوبي فوتوشوب، موضوعة بإذن - رسم الفنان مينا أنطون

St-Takla.org Image: Saint Anthony the Great, Father of all monks, 2011, tools used: Pencil and ink, then Graphic Tablet & Adobe Photoshop, used with permission - by Mina Anton

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس الأنبا أنطونيوس أب الرهبان المصري، 2011، الأدوات المستخدمة: قلم رصاص وحبر، ثم لوح جرافيك وأدوبي فوتوشوب، موضوعة بإذن - رسم الفنان مينا أنطون

ويذكر إنجيل معلمنا يوحنا البشير شهادة يوحنا المعمدان عن السيد المسيح بقوله "هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ... وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ" (يو1: 29، 34).

وفي إنجيل معلمنا متى البشير أيضًا كتب "وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ قَائِلًا: تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ... وَيُوحَنَّا هَذَا كَانَ لِبَاسُهُ مِنْ وَبَرِ الإِبِلِ وَعَلَى حَقْوَيْهِ مِنْطَقَةٌ مِنْ جِلْدٍ. وَكَانَ طَعَامُهُ جَرَادًا وَعَسَلًا بَرِّيًّا حِينَئِذٍ خَرَجَ إِلَيْهِ أُورُشَلِيمُ وَكُلُّ الْيَهُودِيَّةِ وَجَمِيعُ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنّ. وَاعْتَمَدُوا مِنْهُ فِي الأُرْدُنِّ مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ" (مت3: 1-6).

وعبارة "كان لباسه من وبر الإبل وعلى حقوية منطقة من جلد" تدل على أنه كان يعيش في البرية، ولا يتقابل مع أحد يمكنه أن يحضر له ملابس. كذلك عبارة "كان طعامه جرادًا وعسلًا بريًا" تبين أنه لم يكن هناك أحد يعد ويقدم له طعامًا. فلا كان يسكن في بيت ولا كانت له أي علاقة بالمجتمع.

إذًا عبارة "كان في البراري إلى يوم ظهوره لإسرائيل" تؤيدها مظاهر طعامه ولباسه لأنه عاش سنينًا طويلة في البرية.

وفي هذه السنين التي عاشها في البرية لم تكن له علاقة بالعالم نهائيًا، ولو كانت له أي علاقة بالعالم لكانت الناس أحضرت له لباس وطعام. وحتى بعدما بدأ يُعمّد لم يسكن في بيت ولم يأكل من أكل الناس العاديين.

وكأنما يوحنا يردد ما قاله البابا شنودة الثالث -أطال الله حياته- في قصيدة "غريبًا عشت في الدنيا" والموجودة هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: أسير كأنني شبح يموج لمقلة الرائي...

بمعنى أن من كان يرى يوحنا وهو يمشى في البرية كان يظنه شبحًا أو أحد حيوانات البرية، فهو يلبس وبر الإبل وشعره طويل لأنه نذير، وكما هو معروف فإن النذير في العهد القديم لا يقص شعره ولا يشرب خمرًا أو مسكرًا وهكذا قال والملاك عنه "خمرًا ومسكرًا لا يشرب" وهكذا قيل عن شمشون في العهد القديم.

وغالبًا عندما ظهر ليعمّد لم يعرف أحد من هو؟

ما يهمنا هنا هو أن يوحنا المعمدان حتى وهو يُعمد معمودية التوبة كان يعيش في البرية. وهذه كانت إشراقة عجيبة للرهبنة في فجر المسيحية.

عندما جاء السيد المسيح ليعتمد منعه يوحنا قائلًا "أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ! فَقَالَ يَسُوعُ لَهُ اسْمَحِ الآنَ لأَنَّهُ هَكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ. حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ" (مت3: 14، 15).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/monasticism/start.html

تقصير الرابط:
tak.la/ha9bk37