St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي (مع حياة وخدمة يسوع) - الأنبا بيشوي

235- أقامنا معه

 

 لقد قام السيد المسيح من الأموات قيامة لا يعقبها موت. أما نحن فنموت بالجسد ونرقد إلى مجيء الرب، وحينئذ نقوم بأجسادنا نفسها، ولكن في وضع مختلف، حيث يخرج الأبرار إلى قيامة الحياة الأبدية، والأشرار إلى قيامة الدينونة.

إذًا فعبارة معلمنا بولس الرسول: "أقامنا معه، وأجلسنا معه في السماويات في المسيح" (أف 2: 6) لا تؤخذ بصورة حرفية كما لو كانت شيئًا قد حدث وانتهى حاليًا، كما قال قداسة البابا شنوده الثالث - أطال الرب حياة قداسته- لأن الأبرار سوف يقومون في اليوم الأخير، أما السيد المسيح فمكتوب عنه أنه "باكورة الراقدين" (1كو 15: 20).

"والباكورة" لا تعني إطلاقًا "الكل". فلو كان الكل قد قام بالفعل وانتهى الأمر، فكيف يعتبر السيد المسيح باكورة الراقدين؟!

 

إن عبارة "أقامنا معه" ينبغي أن تُفهم بطريقة روحية كما يلي:

أولًا: إنها وعد بالقيامة لكل من يؤمن ويثبت في المسيح فيغلب "هذه مشيئة الآب الذي أرسلني أن كل ما أعطاني لا أتلف منه شيئًا بل أقيمه في اليوم الأخير" (يو6: 39). و"مَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يو6: 54).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Living with God in Eternity, God with people صورة في موقع الأنبا تكلا: الحياة مع الله في الأبدية، يسوع مع الناس

St-Takla.org Image: Living with God in Eternity, God with people

صورة في موقع الأنبا تكلا: الحياة مع الله في الأبدية، يسوع مع الناس

ثانيًا: إننا في المعمودية قد صرنا متحدين مع الرب بشبه موته وبشبه قيامته [انظر (رومية 6)]: فنحن في المعمودية ننال قوة الموت مع المسيح وقوة القيامة معه "مدفونين معه في المعمودية، التي فيها أقمتم أيضًا معه" (كو2: 12).

فالقيامة المقصودة هنا هي قيامة الحياة في البر والنصرة على الخطية. كما قال معلمنا بولس الرسول عن الله: "يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين، ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان" (2كو 2: 14). وهذه هي القيامة الأولى.

أما القيامة الثانية فهي قيامة الراقدين في المسيح في اليوم الأخير "حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون" (يو5: 25).

ثالثًا: لا ينبغي الخَلْط بين القيامة الأولى والقيامة الثانية، كما لا ينبغي الخلط أيضًا بين الموت الأول والموت الثاني الذي تكلم عنه سفر الرؤيا والمقصود به الهلاك الأبدي، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. لذلك فمن يحيا في القداسة "فلا يؤذيه الموت الثاني" (رؤ 2: 11).

رابعًا: نفس الأمر ينطبق على الصعود: فإن عبارة "أجلسنا معه في السماويات في المسيح" (أف2: 6) لا تعني أننا صعدنا إلى السماء، بل كما يقول القداس الغريغوري (أصعدت باكورتي إلى السماء أظهرت لي إعلان مجيئك، هذا الذي تأتي فيه لتدين الأحياء والأموات وتعطي كل واحد كأعماله).

المسألة كلها ينبغي أن تفهم بطريقة روحية ولا داعي للمزايدة لأن القديس بولس الرسول يقول: "إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس" (كو3: 1) أي أن الإنسان الذي يتمتع ببركات القيامة يشتاق إلى الأمور السمائية.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/with-him.html

تقصير الرابط:
tak.la/q8hywz5