St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي (مع حياة وخدمة يسوع) - الأنبا بيشوي

73- ترك الرداء

 

 قال السيد المسيح: "من أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضًا، ومن سخرك ميلًا واحدًا فاذهب معه اثنين" (مت5: 40، 41).

تكلمنا عن الخد الآخر، وكيف ينبغي أن تقترن إدارة الخد الآخر لمن يلطمنا بالغفران القلبي الداخلي.. بل أن الخد الآخر في الداخل أهم من التظاهر بإدارة الخد الآخر مع وجود حقد وغيظ داخلي.

St-Takla.org Image: The Second Mile (Arabic and English words) - Designed by Michael Ghaly for St-Takla.org صورة في موقع الأنبا تكلا: كلمة الميل الثاني (باللغة العربية والإنجليزية) - تصميم مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت

St-Takla.org Image: The Second Mile (Arabic and English words) - Designed by Michael Ghaly for St-Takla.org

صورة في موقع الأنبا تكلا: كلمة الميل الثاني (باللغة العربية والإنجليزية) - تصميم مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت

هكذا أيضًا، فإن قول السيد المسيح إن من أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك، فأعطه الرداء أيضًا، معناه أن يتسامح الإنسان مع من اغتصب حقوقه.. فلا ينبغي أن يحقد عليه، أو ينتقم منه. أن يوجد لديه الاستعداد الداخلي للتخلي والترك والبعد عن العنف والعداوة. إن من يترك الثوب راضيًا، يمكنه أن يترك الرداء أيضًا.

فالإيمان بالحياة الأبدية والجزاء الأخروي يجعل من السهل على الإنسان أن يتنازل عن حقوقه ومكاسبه وممتلكاته الأرضية، عن طيب خاطر من أجل السيد المسيح. فالأمور الأرضية وقتية وزائلة، أما الأمور الأبدية فلن تزول كقول الرسول: "غير ناظرين إلى الأشياء التي تُرى، بل إلى التي لا ترى. لأن التي تُرى وقتية وأما التي لا تُرى فأبدية" (2كو4: 18).

كذلك فإن الإيمان يغمر الإنسان بفيض من الإحساس بعناية الرب به، وأنه سيعوض أضعافًا عن كل ما يتخلى عنه تنفيذًا لوصية المسيح. أليس الرب نفسه هو الذي قال: "ليس أحد ترك.. لأجلي.. إلا ويأخذ مئة ضعف الآن في هذا الزمان.. وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية" (مر10: 29، 30، انظر (مت19: 29، لو18: 30).

تعويض المئة ضعف الذي تكلّم الرب عنه لا يوجد صك مادي لضمانه.. ولكن الإيمان بصدق وعود السيد المسيح هو أقوى صك يستند إليه المؤمن في اتكاله على الرب وعلى عنايته.

غير المؤمن في نظره الدينار الذي في حوزته هو المضمون، أما المؤمن ففي نظره أن المئة دينار التي وعد بها الرب هي المضمونة.. فالمشكلة الحقيقية هي أن الإنسان أحيانًا يجد صعوبة في الثقة بأمور لا تُحس ولا تُرى.

لهذا قيل في تعريف الإيمان "أما الإيمان، فهو الثقة بما يُرجى، والإيقان بأمور لا تُرى" (عب11: 1).

إن تنفيذ الوصية هو فرصة لمعايشة عمل الله الإعجازي بقوة الإيمان، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. أما الذي يهرب من تنفيذ الوصية فإنه يخسر هذا الاختبار الفائق العظيم الذي يختبره أهل الإيمان. لهذا قال الله: "أما البار فبالإيمان يحيا وإن ارتد لا تسر به نفسي" (عب10: 38). كذلك قال الرسول: "يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن بأنه موجود وأنه يجازي الذين يطلبونه" (عب11: 6).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/robe.html

تقصير الرابط:
tak.la/8hzv3xq