St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي (مع حياة وخدمة يسوع) - الأنبا بيشوي

82- الصلاة الربية

 

 قال السيد المسيح لتلاميذه: "صلوا أنتم هكذا: أبانا الذي في السموات.." (مت6: 9).

إنه شرف عظيم أن يتجه الإنسان نحو الله أبو ربنا يسوع المسيح ويدعوه أبًا.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

مفهوم البنوة لله

 إن السيد المسيح هو ابن الله الوحيد الجنس.. أي الوحيد الذي له نفس جوهر الآب وطبيعته وذلك في ولادته الأزلية من الآب قبل كل الدهور. فبنوة السيد المسيح للآب هي بالطبيعة وهو الوحيد الفريد في ولادته بهذه الصورة من الآب.

ولكن السيد المسيح أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له: أي أخذ البنوة للإنسان بالتجسد فصار ابنًا للإنسان بولادته من العذراء مريم وأعطانا أن نصير أولادًا لله بالتبني بولادتنا الجديدة في المعمودية.

الرب يسوع المسيح هو ابن الله بالطبيعة من حيث لاهوته أما نحن فبعد أن كنا أبناء للجسد صرنا أولادًا لله بالتبني، ونلنا طبيعة جديدة تمتلئ من بر المسيح كقول الكتاب: "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة" (2كو5: 17). ومعنى ذلك أن الطبيعة الجديدة التي نلناها في المعمودية هي أيضًا طبيعة مخلوقة، ولكنها تكتسي ببر السيد المسيح "لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح" (غل 3: 27).

St-Takla.org         Image: The Lord's Prayer in Coptic and Arabic languages, by Kami Nassief صورة: الصلاة الربانية: أبانا الذي في السماوات باللغة العربية و اللغة القبطية، فن كامي نصيف

St-Takla.org Image: The Lord's Prayer in Coptic and Arabic languages, by Kami Nassief

صورة في موقع الأنبا تكلا: الصلاة الربانية: أبانا الذي في السماوات باللغة العربية و اللغة القبطية، فن كامي نصيف

فلكي يدعو الإنسان الله أبًا له؛ ينبغي أن يتحلى بالفضائل الروحية، وأن يكتسب الطبيعة الجديدة، وأن يسلك في وصايا الله بالطاعة والمحبة، وأن يحيا بالإيمان، وأن يكون نورًا في العالم، وملحًا للأرض.. لهذا قال السيد المسيح لتلاميذه: "كونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل" (مت5: 48).

وقال يوحنا الرسول: "انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله" (1يو3: 1).

إنها عطية فائقة ينبغي أن نعرف مقدارها.. وحينما نصلي نطلب من الله أن يمنحنا الاستحقاق أن ندعوه أبًا لنا.

ففي صلاة القداس الإلهي يقول الكاهن: [طهّر نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا وقلوبنا وعيوننا وأفكارنا وأفهامنا ونياتنا. لكي بقلب طاهر ونفس مستنيرة، ووجه غير مخزي، وإيمان بلا رياء، ومحبة كاملة، ورجاء ثابت نجسر بدالة بغير خوف أن ندعوك يا الله الآب القدوس الذي في السماوات، ونقول: أبانا الذي في السماوات..] (القداس الباسيلي).

فلكي نجسر أن ندعو الله الآب أبًا لنا نطلب منه أن يطهر نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا وقلوبنا وأفكارنا وأفهامنا ونياتنا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. أي أن يطهر فينا كل شيء في الداخل والخارج.. ولكي نطلب بدون خوف فينبغي أن يكون ذلك بقلب طاهر ونفس مستنيرة ووجه غير مخزي، وإيمان بلا رياء، ومحبة كاملة ورجاء ثابت.. كل هذه الصفات الرائعة نحتاج إليها لكي تكون لنا دالة ولكي نجسر أن ندعو الله الآب ونقول له: "يا أبانا..".

كم من مرة يصلي فيها المرء الصلاة الربية دون أن ينتبه إلى خطورة مناداة الله الآب بهذا النداء بدون الاستعداد الكافي واللائق. وها هو صوته يعاتبنا قائلًا: "إن كنت أنا أبًا فأين كرامتي؟!" (ملا 1: 6).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

أبوة الله وحنانه

 إن السيد المسيح بدعوته لنا أن نصلي ونقول: "أبانا الذي في السماوات.." يقصد أن يذكرنا بقداسة الله، وما يليق به من كرامة، كما أنه يريد أن يذكرنا بأبوته لنا. أي أن الله الآب قد أحبنا وينبغي أن تقوم علاقتنا معه على الثقة والمحبة.

كان الإنسان يشعر أنه يتعامل مع الله كعبد يخشاه ويتقيه، ولكن ليس كابن يشعر بمحبته وعنايته وأبوته وحنانه.

لهذا قال السيد المسيح: "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16).

أي إلى هذه الدرجة.. إلى هذا المقدار وصلت محبة الله أن يقدم أغلى ما عنده من أجل خلاص الإنسان.

وهكذا قال الرب لشعبه في نشيد الكرمة: "ماذا يُصنع أيضًا لكرمي وأنا لم أصنعه له؟!!" (إش5: 4).

لقد فعل الرب من أجلنا أكثر مما نطلب وأكثر مما نفتكر.. وقد بيّن محبته إذ ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا.

كان السيد المسيح يؤكد باستمرار لتلاميذه أبوة الله الآب لهم ويكشف لهم محبته مثلما قال: "الآب نفسه يحبكم، لأنكم قد أحببتموني، وآمنتم أني من عند الله خرجت" (يو16: 27).

وفي مناجاته مع الآب قبل الصلب في ليلة آلامه قال له: "أنا أظهرت اسمك للناس الذين أعطيتني من العالم.. وعرفتهم اسمك وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم" (يو17: 6، 26).

إن اسم "الآب"لم يكن معروفًا ولا مستخدمًا بنفس الصورة التي أبرزها السيد المسيح.. إذ جعله مثل أنشودة جميلة يتغنى بها ويكررها باستمرار. وهكذا دعانا أن نردد هذا الاسم الحسن والمحبوب ونقول: "أيها الآب أبانا".


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/pray.html

تقصير الرابط:
tak.la/5axp9rq