St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي (مع حياة وخدمة يسوع) - الأنبا بيشوي

242- شركاء الطبيعة الإلهية

 

للأسف فإن البعض يُحَرِّفون هذه الآية عند تعرّضهم لها، ويقولون "شركاء في الطبيعة الإلهية".. هذا لم يقله الرسول بطرس لأنه لا يمكن إطلاقًا أن يشترك أي مخلوق في طبيعة الله، أو في كينونته، أو في جوهره. ومن يدّعي ذلك يكون قد دخل في خطأ لاهوتي خطير ضد الإيمان بالله وبسمو جوهره وطبيعته فوق كل الخليقة. كما أن هذا الادعاء هو لون من الكبرياء سقط فيه الشيطان من قبل حينما قال: "أصير مثل العلي".. الرب يحمينا من هذا الكبرياء المهلك.

St-Takla.org Image: Ancient fresco of Jesus with Angels and Saints صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة فريسكو حائطة للمسيح والملائكة والقديسين

St-Takla.org Image: Ancient fresco of Jesus with Angels and Saints

صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة فريسكو حائطة للمسيح والملائكة والقديسين

أما قول معلمنا بطرس الرسول: "لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية" partakers of the divine nature فهو بمنتهى البساطة يقصد أن نشترك مع الله في ملكوته الأبدي من خلال اشتراكنا في قداسته حسب الوصية "كونوا قديسين لأني أنا قدوس" (1بط1: 16). وحتى الاشتراك في قداسة الله هو مسألة نسبية، ليست مطلقة. فكمال الخليقة هو كمال نسبي، أما كمال الله فهو كمال مطلق. وقداسة الله قداسة طبيعية غير مكتسبة، أما قداسة القديسين فهي قداسة مكتسبة.

إن الرسول بطرس يتكلم عن الاشتراك في الحياة الإلهية مثل ميراث القديسين في الحياة الأبدية. فقال: "بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة، اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة، لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية، هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة" (2بط1: 4).

إننا نشترك مع الله في العمل مثلما قال معلمنا بولس الرسول عن نفسه وعن أبلوس: "نحن عاملان مع الله" (1كو3: 9) نشترك مع الله في الحياة الروحية مثل البركة الرسولية التي يُقال فيها (شركة وموهبة وعطية الروح القدس تكون مع جميعكم).

"شركاء الطبيعة الإلهية" في الخلود، في القداسة، في الملكوت، في السعادة الأبدية، في الحب الذي قال عنه السيد المسيح للآب: "أيها الآب البار إن العالم لم يعرفك، أما أنا فعرفتك. وهؤلاء عرفوا أنك أنت أرسلتني. وعرّفتهم اسمك وسأعرّفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم" (يو17: 26).

إن السيد المسيح يقول للآب إن الحب الذي بينهما؛ من الممكن أن يكون في التلاميذ. والمقصود نوع الحب وليس مقداره. لأن الآب غير محدود والابن غير محدود، فالحب الذي بينهما غير محدود. أما نحن فمحدودون، وننال من الحب الإلهي على قدر استطاعتنا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وبهذا توجد شركة المحبة بيننا وبين الله. ونصير شركاء الطبيعة الإلهية.. ولكن ليس شركاء في الطبيعة الإلهية كما يتجاسر البعض ويقولون.

فليرحمنا الرب لكي نشعر بضعفاتنا وخطايانا فلا نسقط في الكبرياء.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/partner.html

تقصير الرابط:
tak.la/ga2p7sq