St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي (مع حياة وخدمة يسوع) - الأنبا بيشوي

87- خبزنا الذي للغد، أعطنا اليوم

 

هذه هي الطلبة الرابعة في الصلاة الربية. ويلاحظ أن الطلبات الثلاث الأولى هي طلبات روحية خاصة بالله "ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك، كما في السماء كذلك على الأرض" (مت6: 9-10). وكذلك الطلبات التالية لطلبة "خبزنا الذي للغد، أعطنا اليوم" هي أيضًا طلبات روحية: "واغفر لنا ذنوبنا.. ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير".. إلخ.

فالصلاة الربية كلها طلبات روحية وليس من العقول أن نطلب الخبز الجسدي في وسط هذه الطلبات الروحية. لأن السيد المسيح قال: "اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية" (يو6: 27).. وقال أيضًا عن الطلبات المادية أو الجسدية "اطلبوا أولًا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم" (مت6: 33).

وقد فهمت كنيستنا القبطية منذ البداية معنى ترجمة هذه الفقرة من الصلاة الربية بأنها تعني "خبزنا الآتي" Pen wik `nte rac; أو "خبزنا الذي للغد" أي خبز الحياة الأبدية الذي هو بالدرجة الأولى جسد الرب ودمه في سر القربان المقدس أو غذاء الروح بصفة عامة من ممارسات النعمة وعطايا الروح القدس والشبع من كلام الله.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

معنى كلمة "إيبي أوسيون"

إن الكلمة اليونانية "إيبي أوسيون evpiou,sion" التي وردت كصفة لكلمة الخبز اليونانية "أرتونa;rton " وردت في العهد الجديد مرتين فقط في (مت6: 11، لو11: 3) ويمكن أن تعني هذه الصفة أحد المعاني التالية:

1- الجوهري أو الضروري للوجود والحياة.

2- الذي للغد - التالي - القادم - الآتي.

St-Takla.org Image: Sermon of the Beatitudes, by Jan Brueghel the Elder, 1598, Oil on copper, 10 1/2 x 14 1/2 in. صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة السيد يسوع المسيح في العظة على الجبل، رسم الفنان جان بروجيل الكبير، 1598، زيت على نحاس بمقاس 10.30×14.30 بوصة

St-Takla.org Image: Sermon of the Beatitudes, by Jan Brueghel the Elder, 1598, Oil on copper, 10 1/2 x 14 1/2 in.

صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة السيد يسوع المسيح في العظة على الجبل، رسم الفنان جان بروجيل الكبير، 1598، زيت على نحاس بمقاس 10.30×14.30 بوصة

3- بمعنى الكافي لليوم الحاضر، أي يكفى من يوم لآخر.

 

ونلاحظ الآتي:

1- إن بعض الكنائس أو الطوائف المسيحية تصلى "خبزنا الجوهري" والبعض "خبزنا الآتي أو الذي للغد" والبعض "خبزنا كفافنا".

2- إن هناك معنى مشترك بين جميع هذه الصيغ، وهو أن هذا الخبز هو الخبز الضروري للحياة واللازم لحياتنا ووجودنا. وقد وجد هذا المعنى في قواميس اللغة اليونانية مثل قاموس افستراتيادو المسمى "قاموس العهد الجديد" الإسكندرية سنة 1910م.

3- اتفقت اللجنة اللاهوتية التابعة لقسم الإيمان والوحدة بمجلس كنائس الشرق الأوسط بعد دراسة مستفيضة على مدى عدة سنوات على اختيار عبارة موحدة تجمع كل المعاني السالفة وهي: "خبزنا الضروري للحياة" وذلك لتوحيد استخدام الترجمة العربية للصلاة الربية أثناء الاجتماعات المسكونية في الشرق الأوسط.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ارتباط الخبز بالحياة

قال السيد المسيح: "أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء" (يو6: 51) "لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم" (يو6: 33).

وقال أيضًا: "من يأكلني فهو يحيا بي" (يو6: 57). وقال: "والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم" (يو6: 51).

ومن المعلوم أن المسيح هو الحياة إذ قال: "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو14: 6) وقال "أنا هو القيامة والحياة" (يو11: 25).

وبهذا نرى أن السيد المسيح قد أطلق على نفسه لقب "الخبز" (يو6: 33)، ولقب "الخبز الحي" (يو6: 51) ولقب "الحياة" (يو14: 6، 11: 25).

وفي التعبير الدارج يسمى الناس الخبز "عيش". وكلمة عيش مثلها كلمة "عِيشة" بكسر العين تعني "الحياة". فالناس أيضًا يطلقون لقب الحياة على الخبز. ولكن السيد المسيح قال مرددًا ما ورد في توراة موسى "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (مت4: 4، انظر تث8: 3).

إن السيد المسيح قد أوضح بهذا أنه كما يحتاج الجسد إلى الخبز المادي لكي يعيش أو لكي يحيا، هكذا تحتاج الروح إلى الخبز الروحي لكي تحيا، ولكي تنمو وتقوى، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فينبغي ألاّ يهمل الإنسان غذاء الروح في سعيه وراء غذاء الجسد. لذلك قال "ليس بالخبز وحده" أي هناك نوعان من الغذاء.

وبكل تأكيد فإن غذاء الروح هو المسيح كما قال معلمنا بولس الرسول: "لي الحياة هي المسيح" (فى1: 21).

المسيح هو الذي "به نحيا ونتحرك ونوجد" (أع17: 28) لا حياة على الإطلاق بدونه.. ولا نصرة على عوامل الخطية والموت بدونه.. ولا تحرر من الهلاك الأبدي بدونه.. ولا حياة قداسة ونعمة بدونه. إنه حياتنا كلنا وخلاصنا كلنا ورجاؤنا كلنا وقيامتنا كلنا.

إنه القيامة والحياة. لهذا قال: "مَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يو6: 54). وقال: "مَنْ يأكلني فهو يحيا بي" (يو6: 57).

ليتك يا رب تفتح قلوبنا وتنير أفهامنا حتى ندرك قوة الحياة الأبدية المذخرة لنا فيك يا قدوس.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/bread.html

تقصير الرابط:
tak.la/68j345h