St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي (مع حياة وخدمة يسوع) - الأنبا بيشوي

141- وهم قبلوا وعلموا يقينًا أني خرجت من عندك

 

د- " وهم قبلوا وعلموا يقينًا أني خرجت من عندك" (يو17: 8)

 ما أجمل أن يتكلم السيد المسيح عن إيمان التلاميذ اليقيني بخروجه من الآب أي بولادته الأزلية. وبإرساله إلى العالم "علموا يقينًا أني خرجت من عندك. وآمنوا أنك أنت أرسلتني" (يو17: 8).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

كلمة الله له ميلادان:

الميلاد الأول: أزلي بولادته من الآب قبل الدهور حسب لاهوته.

والميلاد الثاني: في الزمن بولادته من العذراء مريم في ملء الزمان بحسب ناسوته (إنسانيته).

فعبارة "خرجت من عندك" تشير إلى الميلاد الأزلي بنفس جوهر الآب غير المنقسم.

وعبارة "أنك أنت أرسلتني" تشير إلى الميلاد البتولي من العذراء مريم بجوهر مساوٍ لنا بلا خطية.

في ميلاده الأزلي وُلد من الآب بحسب لاهوته بغير أم.

وفي ميلاده الثاني وُلد من العذراء بحسب ناسوته بغير أب.

والذي ولد من الآب أي ابن الله الأزلي صار هو هو نفسه ابنًا للإنسان بولادته من العذراء مريم. فابن الله هو نفسه ابن الإنسان كما يقول معلمنا بولس الرسول "يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد" (عب13: 8).

وفي رسالة القديس كيرلس الكبير إلى فاليريان أسقف أيقونية؛ أكد القديس كيرلس هذه المعاني في دفاعه عن البطريرك يوحنا الأنطاكي وأساقفته بعد المصالحة التي أعاد بها القديس كيرلس الوحدة بين أنطاكية وباقي الكراسي الرسولية سنة 433م (بعد المجمع المسكوني الثالث في أفسس سنة 431م) فكتب يقول:

St-Takla.org Image: Jesus appearing to His disciples - Consolator - by Carl Heinrich Bloch (May 23, 1834 - February 22, 1890)

St-Takla.org Image: Jesus appearing to His disciples - Consolator - by Carl Heinrich Bloch (May 23, 1834 - February 22, 1890)

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح يظهر للتلاميذ، المعزي، رسم الفنان كارل هينريش بلو (23 مايو 1834 - 22 فبراير 1890)

[أوضح الأساقفة خائفو الله في الشرق كله مع سيدي يوحنا، أسقف أنطاكية الكلي المخافة لله، باعتراف مكتوب واضح للجميع أنهم يدينون الابتداعات التي لنسطور ويحرمونها معنا، وأنهم لم يعتقدوا أبدًا أنها تستحق أي اعتبار، بل يتبعون العقائد الإنجيلية الآبائية ولا يمسون على الإطلاق اعتراف الآباء.

لأنهم اعترفوا أيضًا معنا أن العذراء القديسة هي والدة الإله (ثيئوتوكوس qeotokoc)، ولم يضيفوا أنها والدة المسيح (خريستوتوكوس) أو والدة الإنسان (أنثروبوتوكوس) كما يقول هؤلاء الذين يدافعون عن آراء نسطور البائسة.. بل يقولون بوضوح أنه يوجد مسيح واحد، وابن ورب واحد. الله الكلمة المولود بطريقة تفوق الوصف من الله الآب قبل كل الدهور، وأنه ولد في الأيام الأخيرة من امرأة بحسب الجسد. وبهذا يكون إله وإنسان في نفس الوقت. كامل اللاهوت، وكامل الناسوت. ويؤمنون أن شخصه واحد، دون أن يقسموه بأي شكل إلى ابنين أو مسيحيين أو ربين].

وفي نفس الرسالة شرح القديس كيرلس سبب تسمية العذراء "والدة الإله" وذلك لأن كل ما يخص جسد كلمة الله يُنسب إليه لأنه جسده الخاص. وهكذا يُنسب إلى كلمة الله الولادة من العذراء مريم وأيضًا الآلام التي احتملها بشخصه من أجل خلاصنا بحسب الجسد مع أنه بحسب لاهوته غير متألم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. كتب القديس يقول:

[من المعترف به أن الإلهي -لأنه بلا جسد- لا يُمس ولم يُمس على الإطلاق، لأن الإلهي يفوق كل خليقة، منظورة وعقلية، وطبيعته غير جسدانية، طاهرة بلا عيب، لا تُمس ولا تُدرك. ولأن كلمة الله الابن الوحيد الجنس، بعدما أخذ جسدًا من العذراء القديسة وجعله خاصًا به - كما قلت قبلًا مرة ومرات- بذل نفسه رائحة سرور لله الآب كذبيحة بلا عيب، لذا تأكد (لنا) أنه احتمل عنا ما حدث لجسده، فكل ما حدث للجسد يُنسب بصواب إليه، فيما عدا الخطية. لأنه (أي الجسد) جسده هو الخاص بهHis Own body، وبالتالي، لأن الله الكلمة تجسد، ظل غير قابلًا للألم كإله، ولكن لأنه بالضرورة جعل أمور الجسد أموره (أي جعلها خاصة به) لذا تأكد (لنا) أنه احتمل ما هو بحسب الجسد، رغم أنه بلا خبرة في الألم عندما نفكر فيه كإله].

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

وديعة الإيمان

 هذا هو الإيمان المسلّم مرة للقديسين، الذي غرسه السيد المسيح في قلوب رسله القديسين "علموا يقينًا أني خرجت من عندك، وآمنوا أنك أنت أرسلتني" (يو17: 8). الإيمان بألوهية السيد المسيح وولادته الأزلية من الآب، والإيمان بأن الآب قد أرسله إلى العالم مولودًا من امرأة هي العذراء مريم "والدة الإله" ليفتدي العالم من لعنة الخطية والموت. وهو نفس الإيمان الغالي الثمين الذي حفظته الكنيسة الجامعة الرسولية، ودافعت عنه من جيل إلى جيل.

وكان لكنيسة الإسكندرية الدور الرئيسي في الحفاظ عليه بواسطة قديسيها أثناسيوس وكيرلس وديسقورس. كما رافقتها شقيقتها الكنيسة السريانية وسارت على منوالها في شخص القديس ساويرس الأنطاكي وأمثاله. وما زالت كنيسة الإسكندرية تحمل أمانة التعليم الأرثوذكسي وتحفظ الإيمان حسب وصية القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس "يا تيموثاوس احفظ الوديعة معرضًا عن الكلام الباطل الدنس ومخالفات العلم الكاذب الاسم. الذي إذ تظاهر به قوم زاغوا من جهة الإيمان" (1تى6: 20، 21).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/accept.html

تقصير الرابط:
tak.la/g8kmj9j