St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   abraham
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   abraham

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب إبراهيم أبو الآباء - الأنبا بيشوي

36- كما تكثر الآلام تكثر التعزية

 

St-Takla.org Image: Resurrection, Oil on Canvas, 1972 - Addis Ababa Universirty Museum - From St-Takla.org's Ehiopia visit - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008 صورة في موقع الأنبا تكلا: القيامة، لوحة زيتية على قماش، 1972 - متحف جامعة أديس أبابا - من زيارة موقع الأنبا تكلا للحبشة - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا، إبريل - يونيو 2008

St-Takla.org Image: Resurrection, Oil on Canvas, 1972 - Addis Ababa Universirty Museum - From St-Takla.org's Ehiopia visit - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008

صورة في موقع الأنبا تكلا: القيامة، لوحة زيتية على قماش، 1972 - متحف جامعة أديس أبابا - من زيارة موقع الأنبا تكلا للحبشة - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا، إبريل - يونيو 2008

لا يستطيع الإنسان أن يدرك قوة قيامة المسيح، ولا أن يدرك إعلان أسراره الإلهية، ولا يمكن أن يدخل إلى أمجاد الحياة الأبدية.. لا يمكن أبدًا أن يشترك مع المسيح في مجده إلا إذا اشترك معه في آلامه.

لاشك أن الإنسان في لحظات الألم يكون موضع عناية خاصة من الله ويحل عليه روح الله، وإذا حل عليه روح الله فهناك نعمة وفرح وتعزية وسلام، كما يقول معلمنا بولس الرسول: "وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ. وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ" (غل5: 22). "وَلَكِنَّنَا فِي هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا" (رو8: 37).

فإبراهيم مع أنه نبي ويرشده روح الله ويعلن له أمورًا كثيرة، لكن في لحظات ذروة الألم أخذ إلهامًا خاصًا من الروح القدس، رفعه إلى مستوى الرؤيا السامية جدًا والإعلان الفائق للطبيعة..

وهو يجتاز بحر الآلام ويمسك السكين لكي يذبح إسحاق ابنه. في هذه اللحظة كان في حالة رؤيا واستعلان يفوق النظرة البشرية تمامًا، واستطاع أن يرى السيد المسيح معلقًا على صليب الجلجثة.. واستطاع أن يرى التدبير الإلهي لخلاص البشرية، واستطاع أن يرى السيد المسيح قائمًا من الأموات منتصرًا على الموت والخطية، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى.. هكذا اختفى إسحاق من قدامه، لم يعد يرى إسحاق ولكنه رأى السيد المسيح نفسه معلقًا على الصليب.

ومن يتطلع لهذا المشهد يرى أبًا يمسك بالسكين لكي يذبح ابنه، لكن هذا الأب لم يكن يرى هذا الابن ولم يكن يرى هذه السكين، ولكنه كان يرى العدل الإلهي وهو يستوفى حقه في ذبيحة الصليب. وعندما رجع إسحاق معه حيًا، بعدما أرسل الله حملًا من السماء لفداء إسحاق، لم يكن إبراهيم يرى إسحاق، إنما كان يرى بعين النبوة السيد المسيح عندما ظهر لتلاميذه في العلية وقال لهم سلام لكم "فَفَرِحَ التّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوُا الرَّبَّ" (يو20: 20). 

عاش إبراهيم تلك اللحظات المجيدة في أيامه.. عاش وشعر بها. ويقول معلمنا بولس الرسول: "فِي الإِيمَانِ مَاتَ هَؤُلاَءِ أَجْمَعُونَ، وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا الْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيُّوهَا، وَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عَلَى الأَرْضِ" (عب11: 13).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/abraham/pain.html

تقصير الرابط:
tak.la/nh6qwfn