St-Takla.org  >   articles  >   fr-seraphim-al-baramosy  >   a
 

مكتبة المقالات المسيحية | مقالات قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

مقالات أبونا الراهب سارافيم البرموسي - تاريخ المقال: إبريل 2012

80- ليتورجيتنا وإبداعات الإيمان -2

 

طلبة البار تقتدر كثيرًا في فعلها، تلك كلمات القديس يعقوب في رسالته (5: 16)، وهي حقيقة اختبرتها الكنيسة بعمق عبر العصور والأجيال. فكلّ من تبرّر بدماء المخلِّص وقدّم حياته ذبيحة له متجرّدة من الذات، صار من الأبرار الذين لهم دالة عنده.

إنّهم يسيرون حول عرشه كأبناء في بيت أبيهم، كلّ ما يسألونه في الصلاة ينالونه. إن كانت تلك الطلبة التي رفعها الربّ يسوع من أجل أولئك الذين يحيون على الأرض، إن كانت صلاتهم بإيمان تحقِّق لهم ما يطلبونه فكم وكم تكون فاعليّة الصلاة هناك بقرب العرش ومن أولئك الذين اكتسوا بالتمام برداء البرّ الذي لا تقربه شوائب الخطيئة بعد.

طلبة البار قادرة فلا تحارب وحدك، لا تتّكل على قواك وطلباتك وحدك مهما كانت صادقة وفاعلة وقويّة، استخدم كلّ وسائل ووسائط النصرة لكيما تتحرّك بقوّة نحو إكليل الغلبة. تحصّن بأولئك الذين تعكس نفوسهم مجد الخلاص وقد صار الله مُمّجدًا فيهم.

لك سحابة من الشهود فلما لا تستظل بها من لفحات الظهيرة، لماذا تحيا في صراع الشكوك مع أنّ نظرة خاطفة لسحابة الشهود تزيل الشكوك من جذورها وتحُرِّر أرضك من زوانها لتبذر بذار الملكوت.

لا تستبدل نداءك ليسوع بندائك لآخر ولكن دعِّم نداءك له بندائك لمحبيه وللقريبين منه. ليتك تشعر بمفهوم العائلة السماويّة ولا تدخل في بدليات يسوع أم آخر. فكلّ صلاة من أبنائه هي قوّة لصلاتك المرفوعة للربّ يسوع، فلا ترسل صلاة خافتة بل دعّمها بتضرُعات محفل ينتظر أن يرفع صلاتك كبخور أمام العرش.

شارك الجموع المصليّة في اللّيتورجيا تضرُّعها من أجل صلوات وشفاعات خاصّة تقدّمها والدة الإله البتول مريم عن كلّ من يسألها. هي لا ترفض طلبة الخاطئ بل ترفعها إلى ابنها الحبيب متوسّلة من أجل شفائك. هي أمٌ أحشاؤها مليئة بالرحمة والحبّ والحنان، لا تحتمل ألم متوسِّل إلى الابن الحبيب إلّا ودعمته بحنو الأمومة.

إذ ليس لنا دالّة ولا حّجة ولا معذرة من أجل كثرة خطايانا.

نحن بك نتوسّل إلى الذي وُلد منك يا والدة الإله العذراء

لأنّ كثيرة هي شفاعتك ومقبولة عند مخلِّصنا

أيّتها الأم الطاهرة

لا ترفضي الخطاة من شفاعتك عند الذي ولد منك لأنّه رحومٌ وقادرٌ على خلاصنا

(قطعة 3 / صلاة الساعة السادسة)

كلّما زاد عدّد المصلين لأجلك في وجعك، من السمائيين، كلّما كنت أقرب إلى الصحّة. احشد الجمع السمائي؛ نادِ ربوات الملائكة ورؤساء الملائكة والشهداء والمعترفين والرسل والمبشرين والإنجيليين وآباء البريّة، اطلب منهم صلاة عنك وعن وجعك. اطلب أن تشاركهم مائدة الحمل في أورشليم العليا في ذلك الموضع الذي هرب منه الحزن والكآبة والتنهّد في نور القديسين. ادفع أشواقك إلى فوق في الهيتنيّات (في القدّاس الإلهي) لأنّها فترة لحشد متضرّعين عنك.

تذكّر أولئك الذين دلّوا المفلوج على فراشٍ من ثقبٍ أمام يسوع، وكان شفاؤه من أجل إيمان أولئك المخلصين الذي وثقوا أنه مجرّد النزول أمام يسوع يعادل الشفاء. صدّق أنّهم قادرون أن يضعوك أمام يسوع حتى يتحرّكوا من أجلك. إن رفض المفلوج ما كان يفعله أصدقاؤه ما كان له بملاقاة الربّ يسوع وما كان له بالشفاء. حمّلهم بالصلاة أمام العرش حتى يحملونك أمام العرش..

تذكَّر أنّه مجرّد ذكر اسم أحد الذين غلبوا العالم وانتصروا في معركة الوجود الأرضي ونالوا الإكليل السمائي هو أمر مرعب للشياطين لأنّهم ذكرى فشل للشيطان وانفلات من قبضته -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى- لذا فإنّ تذكار القديسين هو إعلان أنّ النصرة للمسيح وأنه غلب العالم في أولئك الذين تبعوه إلى النهاية وأنّ خدعة الشيطان بأنه لا أمل في الإصلاح هي ادّعاء تقوِّضه حياة القديسين. شارك في نطق أسماء القديسين في الهيتنيات والذوكصولوجيّات والمجمع حتى تعلن أنّك تنتمي لهؤلاء المنتصرين وأنّهم عائلتك الجديدة وسندك الأكيد أمام عرش النعمة.

خاطب بقلبك وبصوتك بل وبعينيك أيقونات القدّيسين، اسبح في المجد والأفراح الأبديّة معهم وقل لهم أريد أن أشفى وليس لي أحد يلقيني في البركة. دعهم ينادون يسوع من أجلك. كلّما صدق قلبك في نداء جموع السمائيين كلّما ارتفعت التضرّعات بقوّة عنك.. ليأت يسوع وتشفى.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/articles/fr-seraphim-al-baramosy/a/liturgy-2.html

تقصير الرابط:
tak.la/4qyxvts