St-Takla.org  >   articles  >   fr-botros-elbaramosy  >   a
 

مكتبة المقالات المسيحية | مقالات قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

مقالات الراهب القمص بطرس البراموسي - تاريخ المقال: 27 فبراير 2015

59- أعداء النجاح

 

في طريق حياتنا اليومي نتقابَل مع مثل هؤلاء الذين يهدمون كل شيء جميل، ويحطمون كل ما هو إيجابي في شخصية مَنْ يتعاملون معهم، وينقضون كل ما هو بَنَّاء ومُفيد، ويُعادون كل مِنْ هو مُتَفَوِّق وناجِح في عمله أو دِراستهُ أو بيته أو  خدمته..  فهم دائمًا -أعداء النجاح- يُعادون كل مَنْ نَجَح في شيء.  وهذا يُعَبِّر عن الفشل الذريع الذي يُعانون منه في كل جوانب حياتهم..  هؤلاء قد لا يكونون من المجتمع الغريب فقط/ ولكن قد يكونوا من أقرب الناس إلينا فـ"أَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ" (سفر ميخا 7: 6؛ إنجيل متى 10: 36).

St-Takla.org Image: Sanballat the Horonite, Tobiah the Ammonite official, and Geshem the Arab laughing at Nehemiah and the people (Nehemiah 2:19-20) صورة في موقع الأنبا تكلا: "سنبلط" و"طوبيا" و"جشم" يهزأون بنحميا والشعب (نحميا 2: 19-20)

St-Takla.org Image: Sanballat the Horonite, Tobiah the Ammonite official, and Geshem the Arab laughing at Nehemiah and the people (Nehemiah 2:19-20)

صورة في موقع الأنبا تكلا: "سنبلط" و"طوبيا" و"جشم" يهزأون بنحميا والشعب (نحميا 2: 19-20)

قد يكون أحد هؤلاء يعيش معك في نفس المنزل، أو مَنْ يخدم معك في الكنيسة، أو يكون مِن أعزّ الأصدقاء لك..  ولكن بمرور الوقت تكتشِف شخصيته عن قُرب؛ فالبعض يَتَبَنَّى هذا السلوك الَهدَّام بغرض تحطيم الآخرين، أو قل إفشالهم في كل ما ينجحون فيه.  وقد تجد مَنْ يُخْرِج لك عيوبًا في كلامك، وفي أسلوبك، وفي علاقاتك بالآخرين..  إذا فعلت شيئًا حسنًا امتدحهُ الكثيرين، يذِمَّهُ هو، ويبدي استياءه من نفس الفِعل الممدوح..  إذا دخلت في إحدى المشروعات أيًّا كانت كبيرة أم صغيرة، وَحَقَّقت فيها نجاحًا نسبيًّا، تجد الغيرة تملأه، ويفكر كثيرًا في كيفية إفشال هذا المشروع، وتظهر عليه علامات الغضب والغيرة في الكلام وملامح الوجه، ويبدي الملاحظات الغير قابِلة للنقاش..  وأنت لا تُعطَى فرصة للتفكير، فيفرِض عليكَ أن تستمع لنصيحَتهُ وإلا تكون من المُخالِفين والمُعانِدين المشورة ممَّن هم أكثر خِبرة منك.  وتكون المشورة خاطئة عن قصد، وذلك لهدف وهو إفشالَك فيما أنت ناجِح فيه.  وهذا يُذَكِّرنا بمشورة أخيتوفَل التي نُصَلِّي من أجلها في كل قداس أن يُبَدِّد الرب هذه المشورات: "بَدِّد مشورتهم يا الله الذي بَدَّدَ مشورة أخيتوفَل".

* فأعداء النجاح هم مَنْ لا يرغبون في النجاح على المستوى الشخصي أو المُجتمعي أو الكنسي..

* نرى أو نسمع مَنْ ينتقدون الأيام الروحية أو اللِّقاءات الكَنَسيَّة المُجَمَّعة أو المؤتمرات أو غير ذلك، بهدف الهَدم وليس البِناء، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى..  لا يعجبهم أي شيء؛ لا الشكل ولا المضمون، وعِندما تسألهم عن سبب النقد أو سبب تذمرهم لا يفيدونك بأي شيء، سوى أنهم غير موافقين على أي شيء يُقَدَّم..  هم يحيون حياة التذمر على كل شيء باستمرار.

* ناهيك أيها الحبيب عن الغيرة القاتِلة التي تُسَيطِر على البعض نحو الناجحين في خِدمتهم أو عملهم أو أسرهم..  نجدهم لا يهدأ لهم بال إلا حينما يعلنون أمام الجميع وبكل مجاهرة أخطاءك التي وقعت فيها بهدف هَدْمَك نفسيًا وفِكريًا وعَمَليًّا..  يبحثون عن الثغرات، وبدلا من أن يرمموها ويكملوا ما نقص أو قَصَّرت فيه، يشيعون عنك أنك كل ما تعمله تَفْشَل فيه..  إذا قمت بخدمة معينة أظْهَروا ضعفها وعدم إتيانِها بالثمر المطلوب..  وإذا اهتممت بأولادك في تربيتهم وتعليمهم يحقدون عليك، ويوجِدون الأسباب الواهية لكي يعلنوا للجميع فشلك في ذلك..  إذا سَمِعوا عن أيّ خِلاف بينك وبين زوجتك وأولادَك، جَعَلوه في الصفحات الرئيسية للجرائِد العامة (أي نشروه بكل قوة بين الجميع)..  وهكذا يسعون بكل قواهم في تحطيمك النفسي والعَمَلي والعاطِفي..

* فإذا تقابَلت أيها الحبيب مع أحد هؤلاء، فلا تهتم بما يقولون أو يَتَصَرَّفون أو ينتقِدون، فهؤلاء هم الخاسرين لحياتهم الروحية والكَنَسِيَّة والاجتماعية..  واستمِرّ في طريق نجاحك بنعمة ربنا يسوع المسيح السَّانِدة لنا..  "وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ فَكَانَ رَجُلاً نَاجِحًا" (سفر التكوين 39: 2).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/articles/fr-botros-elbaramosy/a/success-enemies.html

تقصير الرابط:
tak.la/v22r98j