St-Takla.org  >   articles  >   fr-botros-elbaramosy  >   a
 

مكتبة المقالات المسيحية | مقالات قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

مقالات الراهب القمص بطرس البراموسي - تاريخ المقال: 30-3-2009

5- الخادم والصوم

 

فهرس

المفهوم العام للصوم:

* الصوم هو حرمان من بعض الأطعمة، ويتدرج حتى يصبح زهدًا اختياريًا.

* فهو ليس إضعافًا للجسد.. بل قمعًا وإذلالًا لإنعاش الروح.

* وهو ليس فرضًا موضوعًا علينا، لكننا نُمارسه لشعورنا بالاحتياج إليه من أجل شقاوتنا وجسدنا المشاغب.

* وهو لم يُرتب للتكفير عن الذنوب والخطايا، ولكن لإعداد النفس لاقتبال الله.. إذ لا يوجد عمل ما يكفّر عن الخطايا سوى دم السيد المسيح المسفوك على عود الصليب.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

مركز الصوم في الحياة الروحية في رأي القديسين:

* "إن جهاد الصوم ينبغي أن يتقدم كل الجهادات الأخرى في الحياة الروحية، لأنه هو الذي يُمهد لها الطريق".

* "كل جهاد ضد الخطية وشهواتها يجب أن يبتدئ بالصوم، خصوصًا إن كان الجهاد بسبب خطية داخلية" (القديس مار اسحق).

* "مُخلِّصنا الصالح حينما أظهر نفسه للعالم عند الأردن ابتدأ من هذه النقطة.. فحينما اعتمد قاده الروح إلى البرية مباشرة وصام أربعين يومًا وأربعين ليلة.. وكل الذين يريدون أن يتبعوا خطواته عليهم أن يضعوا أساس جهادهم على مثال عمله" (القديس مار اسحق).

إن أول قضية وُضعت على طبيعتنا في البدء كانت ضد تذوق الطعام.. ومن هذه النقطة سقط أول جنسنا.. لذلك فإن أولئك الذي يُجاهدون من أجل خوف الله يجب أن يبدأوا البناء من حيث كانت أول ضربة.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

مكانة الصوم عند آباء الكنيسة

إن كافة القديسين بلا استثناء مارسوا الصوم، وبرعوا فيه بعد أن أدركوا فوائده، ودوّنوا لنا اختباراتهم عنه في كتاباتهم.. بل دُعي بعضهم بـ"الصوامين".

St-Takla.org Image: 2COR 6 - 5 In watchings in fastings - St. Paul the Apostle صورة في موقع الأنبا تكلا: في أسهار، في أصوام (2 كورنثوس 6: 5) - بولس الرسول القديس

St-Takla.org Image: 2COR 6 - 5 In watchings, in fastings - St. Paul the Apostle.

صورة في موقع الأنبا تكلا: في أسهار، في أصوام (2 كورنثوس 6: 5) - بولس الرسول القديس.

* "لقد نُفينا من الفردوس الأرضي لأننا لم نصُم.. فيجب أن نصوم لنرجع إلى الفردوس السمائي، لأن الصوم يرُد لنا الخسائر المُسببة عن عدم صوم آدم، ويُصالحنا مع الله" (القديس باسيليوس الكبير).

* "إن مَنْ كان بريئًا من كل خطية (السيد المسيح) صام أربعين يومًا.. وأنت أيها الخاطئ تكره هذا الصوم وتأباه!! ها هوذا صومًا من جديد يدوم مدة أربعين يومًا.. لا تزال السماء فيها هاطلة علينا بأمواه النعم الإلهية.. وبه تغرق خطايانا وتحفظ قلوبنا الفضائل والقداسة" (القديس أمبروسيوس أسقف ميلانو).

* "الصوم هو بدء طريق الله المقدس. هو يتقدم كل الفضائل، بداية المعركة، جمال البتولية، حفظ العفة، أبو الصلاة، نبع الهدوء، مُعلّم السكوت، بشير الخيرات" (القديس مار اسحق السرياني).

* "الكبير البطن أحلامه الرديئة تكدّر قلبه، والذي ينقص من أكله يصير في كل وقت منتبهًا، لأن مثلما يظلم الجو من الضباب كذلك يظلم العقل إذا امتلأت من المأكولات" (القديس غريغوريوس رئيس متوحدي قبرص).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

لماذا نصوم؟

 

(1) كثرة المأكولات تحرك الشهوات:

الأقوياء الأشداء لديهم استعداد أكثر للغضب والقتل وربما الزنا.. وهذه الطاقة تخرج في صورة تصرفات عنيفة.. فالقصد من الصوم هو إذلال الجسم وإخضاعه.. فضلًا عن الحد من تغذيته.

القديس يوحنا كاسيان:

* "حينما تمتلئ المعدة بكل أنواع الطعام فذلك يولد بذور الفسق، والعقل حينما يختنق بثقل الطعام لا يقدر على توجيه الأفكار والسيطرة عليها".

* "فليس السكر من الخمر وحده هو الذي يذهب العقل، لكن الإسراف في كل أنواع المآكل يضعفه، ويجعله مترددًا، ويسلبه كل قوته في التأمل النقي".

* "فإن كانت زيادة الخبز وحده أدت إلى مثل هذا السقوط السريع في الخطية عن طريق رذيلة الشبع، فماذا نقول عن أولئك الذين لهم أجسام قوية ويأكلون اللحم ويشربون الخمر بإفراط، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخر.. غير مكتفين بما تتطلبه حاجة أجسادهم، بل ما تمليه عليهم رغبة العقل المُلّحة".

 

(2) الصوم لجام قوي للجسد:

* "لأنَّ الجَسَدَ يَشتَهي ضِدَّ الرّوحِ والرّوحُ ضِدَّ الجَسَدِ، وهذانِ يُقاوِمُ أحَدُهُما الآخَرَ، حتَّى تفعَلونَ ما لا تُريدونَ" (غل5: 17).

* "لأني لستُ أفعَلُ الصّالِحَ الذي أُريدُهُ، بل الشَّرَّ الذي لستُ أُريدُهُ فإيّاهُ أفعَلُ. فإنْ كُنتُ ما لستُ أُريدُهُ إيّاهُ أفعَلُ، فلستُ بَعدُ أفعَلُهُ أنا، بل الخَطيَّةُ السّاكِنَةُ فيَّ. إذًا أجِدُ النّاموسَ لي حينَما أُريدُ أنْ أفعَلَ الحُسنَى أنَّ الشَّرَّ حاضِرٌ عِندي. فإني أُسَرُّ بناموسِ اللهِ بحَسَبِ الإنسانِ الباطِنِ. ولكني أرَى ناموسًا آخَرَ في أعضائي يُحارِبُ ناموسَ ذِهني، ويَسبيني إلَى ناموسِ الخَطيَّةِ الكائنِ في أعضائي. ويحي أنا الإنسانُ الشَّقيُّ! مَنْ يُنقِذُني مِنْ جَسَدِ هذا الموتِ؟" (رو7: 19-24).

* "ليس لأن الله الرب وخالق الكون يجد منفعة في قعقعة أمعائنا وخلو معدتنا والتهاب رئتنا.. ولكن لأن هذه هي الوسيلة لحفظ العفة" (القديس جيروم).

* "الصوم بالنسبة للشهوات كالماء بالنسبة للنار" (القديس يوحنا الأسيوطي).

 

 (3) الصوم هو بدء طريق الروح:

الإنسان مكوّن من روح وجسد، وبقدر ما يغلب أحدهما على الآخر.. بقدر ما يصبح روحانيًا أو جسديًا.

* "مُخلِّصنا الصالح حينما أظهر نفسه للعالم عند الأردن ابتدأ من هذه النقطة.. فحينما اعتمد قاده الروح إلى البرية مباشرة وصام أربعين يومًا وأربعين ليلة.. وكل الذين يريدون أن يتبعوا خطواته عليهم أن يضعوا أساس جهادهم على مثال عمله" (القديس مار اسحق).

 

 (4) الصوم مُمهد للفضائل والمواهب:

* "حينما يبدأ الإنسان بعمل فلاحة البر بذاته، فأول عمل يعمله هو أن يصوم، لأنه بدون النسك جميع فضائل فلاحة الذات مرتخية.. فالصلاة لا تكون نقية والأفكار لا تكون متنقية، والذهن لا يصفو والإنسان الخفي لا يتجدد..." (القديس مار فيلوكسينوس).

 

 (5) الصوم مُهذب للجسد ومُدرب للحواس:

* يقول داود النبي: "أذلَلتُ بالصَّوْمِ نَفسي" (مز35: 13).

* ويقول مُعلِّمنا بولس الرسول: "بل أقمَعُ جَسَدي وأستَعبِدُهُ" (1كو9: 27).

والقمع هو ما يحدث عادة في الثورات التي تقوم في الدول وضد الأمن العام.

* "لقد جرّب آباؤنا الصوم كل يوم فوجدوه نافعًا وموافقًا لنقاوة النفس، ونهونا عن امتلاء البطن من أي طعام كان، حتى من الخبز البسيط أو من الماء أيضًا" (القديس يوحنا كاسيان).

* "إن فمًا تمنع عنه الماء لا يطلب خمرًا، وبطنًا تمنع عنها الخبز لا تطلب لحمًا" (القديسة سارة).

 

 (6) الصوم خير مُقوي للإرادة:

سبب سقوط الإنسان في الخطية هو ضعف إرادته إزاء الإغراءات الخارجية المختلفة.. والصوم – خاصة الانقطاعي – هو في مقدمة الوسائل الفعّالة لتقوية الإرادة البشرية.. وفي الصوم نقوي إرادتنا على أن نمتنع عن بعض الأطعمة بإرادتنا.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

فوائد الصوم

 

(1) الروح تكون في حالة أقوى وقت الصوم:

في الصوم تكون صلواتنا أعمق، وتأملاتنا أعمق، وتكون صلتنا بالله أقوى.. وكل مناسبات وأعياد الكنيسة وأسرارها يسبقها أصوام.

 

(2) الصوم في وقت الضيق:

* صوم أستير الملكة وشعبها كله.. "اذهَبِ اجمَعْ جميعَ اليَهودِ المَوْجودينَ في شوشَنَ وصوموا مِنْ جِهَتي ولا تأكُلوا ولا تشرَبوا ثَلاثَةَ أيّامٍ ليلًا ونهارًا. وأنا أيضًا وجَواريَّ نَصومُ كذلكَ. وهكذا أدخُلُ إلَى المَلِكِ خِلافَ السُّنَّةِ. فإذا هَلكتُ، هَلكتُ" (أس4: 16).

* صوم نحميا عندما عرف أن سور أورشليم منهدم وأبوابها محروقة بالنار.. "فقالوا لي: "إنَّ الباقينَ الذينَ بَقوا مِنَ السَّبيِ هناكَ في البِلادِ، هُم في شَر عظيمٍ وعارٍ. وسورُ أورُشَليمَ مُنهَدِمٌ، وأبوابُها مَحروقَةٌ بالنّارِ". فلَمّا سمِعتُ هذا الكلامَ جَلستُ وبَكَيتُ ونُحتُ أيّامًا، وصُمتُ وصَلَّيتُ أمامَ إلهِ السماءِ" (نح1: 3-4).

 

(3) الصوم والخدمة:

أبرز مَثَل هو السيد المسيح نفسه الذي بدأ خدمته بصوم أربعين يومًا.. كذلك الآباء الرسل صاموا.. "حينَ يُرفَعُ العَريسُ عنهُمْ، فحينَئذٍ يَصومونَ في تِلكَ الأيّامِ" (مر2: 20).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

كيف أنمو في الصوم؟

 

(1) بضبط شهوات النفس:

الصوم وسيلة وليس غاية، فهو وسيلة لإخضاع الجسد وقهر ميوله المنحرفة وتدريب حواسه.

 

(2) بالصوم الانقطاعي:

St-Takla.org Image: These four young Jewish men were to be trained for three years in the language and literature of Babylon. They would also be given food and wine from the King’s own kitchens. Daniel knew the meat being offered was not prepared as God had set out in the laws of Moses. He did not want to become drunk either. (Daniel 4-5, 8) - "Daniel and his friends obey god" images set (Daniel 1:1-21): image (8) - Daniel, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: كان الغرض إحضار "فتيانا لا عيب فيهم، حسان المنظر، حاذقين في كل حكمة وعارفين معرفة وذوي فهم بالعلم، والذين فيهم قوة على الوقوف في قصر الملك، فيعلموهم كتابة الكلدانيين ولسانهم. وعين لهم الملك وظيفة كل يوم بيومه من أطايب الملك ومن خمر مشروبه لتربيتهم ثلاث سنين، وعند نهايتها يقفون أمام الملك.. أما دانيآل فجعل في قلبه أنه لا يتنجس بأطايب الملك (المخالفة للشريعة اليهودية) ولا بخمر مشروبه" (دانيال 4-5، 8) - مجموعة "طاعة دانيال والثلاثة فتية للرب" (دانيال 1: 1-21) - صورة (8) - صور سفر دانيال، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: These four young Jewish men were to be trained for three years in the language and literature of Babylon. They would also be given food and wine from the King’s own kitchens. Daniel knew the meat being offered was not prepared as God had set out in the laws of Moses. He did not want to become drunk either. (Daniel 4-5, 8) - "Daniel and his friends obey god" images set (Daniel 1:1-21): image (8) - Daniel, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: كان الغرض إحضار "فتيانا لا عيب فيهم، حسان المنظر، حاذقين في كل حكمة وعارفين معرفة وذوي فهم بالعلم، والذين فيهم قوة على الوقوف في قصر الملك، فيعلموهم كتابة الكلدانيين ولسانهم. وعين لهم الملك وظيفة كل يوم بيومه من أطايب الملك ومن خمر مشروبه لتربيتهم ثلاث سنين، وعند نهايتها يقفون أمام الملك.. أما دانيآل فجعل في قلبه أنه لا يتنجس بأطايب الملك (المخالفة للشريعة اليهودية) ولا بخمر مشروبه" (دانيال 4-5، 8) - مجموعة "طاعة دانيال والثلاثة فتية للرب" (دانيال 1: 1-21) - صورة (8) - صور سفر دانيال، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

لا يوجد صوم بدون انقطاع.. فترة الانقطاع هي المحور الرئيسي الذي يتركز عليه الصوم.. فقد ذُكر عن السيد المسيح أنه "جاعَ أخيرًا" (مت4: 2).

 

(3) بالتذلل:

الغرض من الصوم هو ضبط شهوات النفس وتهذيبها، ولذا فهو يُقترن دائمًا بالتوبة.

 

(4) بالاعتدال في الصوم:

ليس للشخص حرية تحديد ميعاد الانقطاع أو إلغائه.. ويقول القديس الأنبا أنطونيوس"لا تضعف جسدك بزيادة لئلا يضحك عليك أعداؤك".

 

(5) بالصوم ونوع الطعام:

الامتناع عن الأكل كلية (الانقطاع).. والامتناع عن بعض الأطعمة الدسمة.. "أمّا دانيآلُ فجَعَلَ في قَلبِهِ أنَّهُ لا يتنَجَّسُ بأطايِبِ المَلِكِ" (دا1: 8).. "جَرّبْ عَبيدَكَ عشَرَةَ أيّامٍ. فليُعطونا القَطانيَّ لنأكُلَ وماءً لنَشرَبَ" (دا1: 12).

 

(6) بضبط الفكر:

كما نضبط جسدنا نضبط فكرنا.. ونبتعد عن أفكار الشر وأفكار الدنس.. "وكُلُّ مَنْ يُجاهِدُ يَضبُطُ نَفسَهُ في كُل شَيءٍ" (1كو9: 25).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/articles/fr-botros-elbaramosy/a/fast.html

تقصير الرابط:
tak.la/fsxm5tj