St-Takla.org  >   Saints  >   Coptic-Orthodox-Saints-Biography
 

سير القديسين والشهداء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

"انظروا إلى نهاية سيرتهم؛ فتمثلوا بإيمانهم" (عب7:13)

الشهيدان مار بهنام وسارة أخته والأربعين شهيدًا *

(القرن الرابع الميلادي)

 

عناوين: (إظهار/إخفاء)

لقاؤه مع القديس متى
وليمة ملوكية
استشهادهما
حنق الملك عليهما
إيمان الملك

Saints Behnam and His sister Sarah

 

كان بهنام Behnam ابنًا لسنحاريب الملك الأشوري(1) Sinharib/Sanharib/Sennacherib، يسند والده في الحروب، وإذ حدثت هدنة استأذنه أن يخرج للصيد مع بعض جنوده، وبالفعل انطلق إلى البرية يمارس هوايته المحبوبة لديه، حتى ضلَّ الطريق لمدة يومين كاملين.

إذ جلس الكل للغذاء رأى الأمير صيدًا ثمينًا فصار يطارده حتى دخل مغارة، فدخل وراءه وأمسك به. وإذ كان الغروب قد حلّ نام الكل في المغارة. وفي الليل شاهد كما في حلم ملاكًا نورانيًا يناديه باسمه ويعلن له انه سيكون إناءً مختارًا لله، وينعم بالإكليل السماوي. وإذ كان متحيرًا لا يفهم ما يسمعه طلب منه الملاك أن يمضي إلى شيخٍ متوحدٍ يدعى متى بالقرب منه يرشده إلى الحق.
St-Takla.org Image: Saints Behnam and Sarah His sister, along with Saint Father Matthew, The Syrian Monastery, Wady Al-Natroun, Egypt, 1730 A.M. (2013-2014 - which corresponds with the year 6255 according to the ancient Egyptian calendar), Coptic art, used with permission - by Gerges Samir (Orthodox Iconographer) صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة القديس ماربهنام وسارة أخته والقديس متى الناسك، دير السريان، برية شيهيت، مصر، 1730 ش. (2013-2014 م. - والذي يوافق سنة 6255 حسب التقويم المصري القديم)، فن قبطي، موضوعة بإذن - رسم الفنان جرجس سمير: كاتب الأيقونة الأرثوذكسية

St-Takla.org Image: Saints Behnam and Sarah His sister, along with Saint Father Matthew, The Syrian Monastery, Wady Al-Natroun, Egypt, 1730 A.M. (2013-2014 - which corresponds with the year 6255 according to the ancient Egyptian calendar), Coptic art, used with permission - by Gerges Samir (Orthodox Iconographer)

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة القديس ماربهنام وسارة أخته والقديس متى الناسك، دير السريان، برية شيهيت، مصر، 1730 ش. (2013-2014 م. - والذي يوافق سنة 6255 حسب التقويم المصري القديم)، فن قبطي، موضوعة بإذن - رسم الفنان جرجس سمير: كاتب الأيقونة الأرثوذكسية

في الفجر استيقظ الكل ليجدوا الأمير مستعدًا للرحيل، وقد ظهرت علامات البهجة على وجهه. أخبرهم الأمير بما رأى، وكان الكثيرون قد سمعوا عن هذا الراهب الذي عاش في الجبل يجمع حوله جماعة كبيرة من المسيحيين الذين هربوا من ضيق يوليانوس الجاحد Julian the Apostate، وأن الله وهبه صنع المعجزات والآيات، وقد اجتذب كثيرين منهم مارزكا ومارإبراهيم.

 

لقاؤه مع القديس متى:

اصطحب الأمير رجاله حيث صاروا يبحثون عن القديس حتى التقوا به، فاستقبلهم بفرح عظيم وسار معهم وكان يحدثهم عن محبة الله الفائقة وعمل السيد المسيح الخلاصي، فتعلق قلب ماربهنام بالرب، وإن كان قد طلب من القديس متى أن ينزل معه ليشفي أخته المُصابة بالبرص. وبالفعل نزلوا من الجبل (جبل الألفاف Mount Alfaf) حتى اقتربوا من المدينة حيث توقف القديس هناك وطلب من مار بهنام أن يُحضر إليه القديسة سارة أخته.

تَكَتَّم بهنام الخبر، وإذ التقى بأبيه الذي كان يبحث عنه طلب منه أن يمضي إلى أمه وأخته، وبالفعل التقى بهما وأخبر والدته بكل ما حدث، واستأذنها أن يأخذ أخته سارة ليصلي القديس متى عنها. طلب القديس من سارة أن تؤمن بالسيد المسيح وتجحد الشيطان وكل أعماله، وقام بتعميدها فخرجت من الماء وقد شُفيت من البرص. دُهش المرافقون لبهنام وسارة وآمنوا بالسيد المسيح.

تحدث القديس مع الحاضرين عن احتمال الآلام من أجل الإيمان، ثم انطلق في البرية متجهًا نحو مغارته، وعاد بهنام ومعه سارة إلى أمها التي فرحت جدًا بشفاء ابنتها.

 

وليمة ملوكية:

أقام الملك وليمة يجمع فيها العظماء من أجل شفاء ابنته، وإذ أُعد كل شيء صُدم الملك إذ رآها في الحفل ترتدي ثوبًا بسيطًا. وإذ كان يتحدث معها صارت تعلن إيمانها أمام العظماء والأشراف في هدوء وبحكمة. اغتاظ الملك وحسب ذلك إهانة له! تحوّل الحفل عن البهجة الزمنية إلى اضطراب شديد وخيبة أمل للكل.

 

استشهادهما:

في اليوم التالي جمع الملك بعض مشيريه ليسألهم عما يفعله ببهنام وسارة ولديه، فسألوه أن يتمهَّل عليهما ويقوموا هم بإغرائهما وتعقيلهما. أحضر الملك ابنيه وصار يطلب منهما أن يخضعا له ويسجدا للآلهة، أما هما فكانا في محبة ووداعة مع حزم يسألونه أن يقبل عمل الله الخلاصي ويتمتع بالشركة مع الله. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ).

خرج بهنام وسارة ليجتمعا مع بعض المؤمنين وأعلنا شوقهما أن يلتقيا بالقديس متى الذي في جبل القاف. وإذ سمع الملك أرسل وراء هذا الجمع جندًا لحقوا بهم وقتلوهم جميعًا، وكان عددهم نحو أربعين شهيدًا، وإذ أبقوا بهنام وسارة قليلًا مترقبين أمر العفو عنهما لم يصل الأمر وخشوا من الملك لذا استعدوا لقتلهما. بسط بهنام وسارة يديهما وصليا، وفي شجاعة قدما عنقيهما وهما يسبحان الله فنالا إكليل الاستشهاد في 14 كيهك عام 352.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

حنق الملك عليهما:

لم يهدأ الملك بقتل ابنيه والجموع المحيطة بهما، إنما طلب من الجند أن يرجعوا إلى الأجساد ويلقوا عليها خشبًا ونفطًا وكبريتًا ويحرقونها. لكنهم إذ رجعوا رأوا كأن الأجساد مملوءة بهاءً فخافوا ورجعوا ثانية. قيل أن الأرض انشقت لتحفظ هذه الأجساد إلى حين، لكن الملك حسب ذلك علامة غضب الآلهة عليهم. أصيب الملك بروح شرير حتى صار يؤذي نفسه، فكانت زوجته تصلي بدموع وتطلب من إله بهنام وسارة ابنيهما أن يخلصاه. وكانت الملكة، يشاركها بعض العظماء، يصومون ويصلون.

 

إيمان الملك:

بأمر الملكة حُمل الملك إلى مكان استشهاد ابنيها، وهناك صارت تسجد لله وتبكي، وإذ باتت الليلة هناك ظهر لها ابنها بهنام متوشحًا بثوب نوراني، يطلب منها أن تحضر القديس متى ليصلي من أجله ويرشدهما إلى الخلاص. في الصباح استيقظت الملكة وتممت ما طلبه ابنها منها، فجاء القديس وشفى الملك وكرز له ولمن حوله وقام بتعميد الكثيرين.

أقام الملك كنيسة في موضع استشهاد ابنيه وحفظ فيه جسديهما، وعاد القديس متى إلى جبله حيث تنيح بعد أيام قليلة.

_____

* المرجع Reference (الذي استخدمه كتاب "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية" للقمص تادرس يعقوب ملطي)

(1) توضيح وتعديل من الموقع: كان سنحاريب ملك أشوري على نينوى، حينما كانت نينوى تابعة للإمبراطورية الساسانية (الإمبراطورية الفارسية الثانية).  فتم تعديل من "ملك فارس" إلى "ملك أشوري".


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_590.html

تقصير الرابط:
tak.la/wm39m8t