St-Takla.org  >   Saints  >   Coptic-Orthodox-Saints-Biography
 

سير القديسين والشهداء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

"انظروا إلى نهاية سيرتهم؛ فتمثلوا بإيمانهم" (عب7:13)

القديس أمونيوس المتوحد | الأنبا آمون السائح *

 

اللغة الإنجليزية: Saint Ammonius the Hermit / Ammonas / Amoun - اللغة اليونانية: Ἀμμώνας / Ἀμμώνιος / Ἀμοῦν - اللغة القبطيةAmwnioc - Amoun.

 

ولد هذا القديس في سنة 294 م. بجوار مريوط، وهو كزميله أنطونيوس كان من أسرة مسيحية تقية موسرة وفقد أبويه وهو في سن الحداثة فبات تحت وصاية عمه، وكانت كل آملاه متجهة إلى عيشة التبتل والقداسة، غير أن عمه خطب له فتاة غنية رغمًا عنه وعلى غير إرادته. ولما لم يكن في قدرته مخالفة أمر عمه أخذ في مخاطبة الفتاة التي خطبت له بالأقوال الروحية، وقد استطاع بسيرته المقدسة أن يؤثر عليها تأثيرًا حسنًا فحبب إليها عيشة الطهارة وغرس في قلبها الميل إلى تكريس النفس لتكون عروسًا محفوظة للعريس الحقيقي يسوع المسيح. ومن ثَمَّ اتفق الإثنان على أن يقبلا عقد زواجهما وهما مصممان على أن يعيشا معًا كأخ وأخت لا كزوج وزوجة. وقد لبثا على هذه الحال مدة طويلة وهما يحافظان كل المحافظة على شروط العفة والأمانة حتى مرت سبع عشرة سنة على زواجهما وبعدها انتقلت الزوجة إلى الدار الأبدية. فرأى هذا القديس في حلم أن القديس أنطونيوس يدعوه إلى لبس إسكيم الرهبنة `cxhma، ولما استيقظ من النوم نهض وذهب إلى حيث يقيم القديس إيسيذوروس وهذا ألبسه الإسكيم المقدس فأقام عنده مدة من الزمن ثم قصد بعد ذلك جبل تونة حيث يقيم القديس أنطونيوس.
St-Takla.org Image: Saint Amonious the Hermit of mount Tounah, designed by Mina Alkes Fam صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس الأنبا أمونيوس المتوحد بجبل تونة، تصميم مينا القس فام

St-Takla.org Image: Saint Amonious the Hermit of mount Tounah, designed by Mina Alkes Fam

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس الأنبا أمونيوس المتوحد بجبل تونة، تصميم مينا القس فام

وقد أقام القديس امونيوس عند القديس أنطونيوس مدة وتتلمذ له ودرس منه قوانين الرهبنة المقدسة ثم بنى له مغارة في تونة الجبل، وهناك أجهد نفسه بعبادات كثيرة فحسده الشيطان وأتاه في شكل امرأة راهبة وقرع بابه، فلما فتح له وطلب منه أن يصليا تحول الشيطان إلى لهيب نار. ثم مضى وسكن في امرأة وأغراها على إيقاع القديس في الخطية، فلبست أفخر ثيابها وأتت إليه نحو الغروب وبدأت تقرع باب مغارته قائلة: "إنني امرأة غريبة وقد ضللت الطريق وأمسى عليَّ الوقت، فلا تدعني خارجًا لئلا يأكلني وحش وتكون أنت المطالب بدمي". فلما فتح لها وعرف مكيدة الشيطان الذي أرسلها أخذ يعظها من الكتب الإلهية ويخوفها من عذاب الجحيم المعد للخطاة ويذكر لها الغبطة المعدة للصديقين، فتح الرب قلبها وفهمت قوله وخرَّت عند قدميه باكية وسألته أن يقبلها ويساعدها على خلاص نفسها ونزعت عنها ثيابها هذه. فحلق لها رأسها وألبسها ثوبًا من شعر وسماها "الساذج"، ثم علمها طريق الفضيلة فسارت فيها سيرًا حميدًا حتى فاقت فضائل القديسين بصومها الكثير وصلاتها المتواترة. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء).

ولما خاب الشيطان من هذا الأمر أيضًا عاد فدبر حيلة أخرى، وذلك انه تزيا بزي راهب وصار يتردد على الديارات ويقول لهم وهو باكٍ: "إن الأنبا أمونيوس الناسك قد تزوج بامرأة وها هي نده في المغارة، فجلب بعمله هذا الفضيحة للرهبان والإهانة للإسكيم المقدس.فلما سمع بذلك الأنبا أبوللو المتشبه بالملائكة أخذ معه الأنبا يوساب والأنبا نوهي وأتوا إلى جبل تونة وقصدوا مغارة الأنبا أمونيوس، فلما قرعوا باب المغارة وفتحت لهم تحققوا الأمر. فلما دخلوا صلوا كالعادة ثم جلسوا يتحدثون في عظائم الله إلى آخر النهار، فقال لهم الأنبا أمونيوس: "هلموا لنرى الساذج لأنها تخبز لنا قليلًا من الخبز". فلما خرجوا إليها وجدوها واقفة تصلي وسط التنور وهو محمى وناره مضطرمة ويداها مبسوطتان، فتعجبوا من ذلك ومجدوا الله. وبعد أن أكلوا من الخبز وشربوا انفرد كل واحد إلى محل نومه، فعرف ملاك الرب الأنبا أبللو بقضية الساذج مع الأنبا أمونيوس، وأن الرب إنما أرسلهم إلى هنا لكي يحضروا نياح الساذج.

وقد تم قول الملاك، إذ أنها نحو الساعة الثالثة ليلًا اعترتها حمى شديدة فسجدت للرب وأسلمت روحها بيده، فكفنوها وبعد الصلاة دفنوها، ثم عرفهم الأنبا أمونيوس بفضائلها وأنها أقامت عنده 18 سنة لم ترفع وجهها إلى فوق لترى وجههن وكان طعامها خبزًا وملحًا.

بعد ذلك أوفده الأنبا أنطونيوس إلى وادي النطرون ليؤسس أديرة هناك، فتبعه جمهور عظيم من نادري العفة فنظم لهم الأحوال ورتب لهم معيشتهم واستمر يسوسهم بالفضائل. وبعد قليل تنيح بسلام وكانت نياحته سنة 73 للشهداء الموافقة لسنة 357 م.

ويعيد له يوم 20 بشنس.

_____

* المرجع Reference (الذي استخدمه كتاب "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية" للقمص تادرس يعقوب ملطي):

السنكسار، 20 بشنس.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_297.html

تقصير الرابط:
tak.la/spjsh78