سير القديسين والشهداء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

القمص عبد الملاك الهواري *

 

عناوين: (إظهار/إخفاء)

في استنبول

كان رهبان دير السيدة العذراء المعروف بالمحرق لا يزيدون على أفراد قلائل في أواخر القرن الثامن عشر، ولم يكن أحدهم قد حصل على رتبة القسّيسية، فكان يأتيهم كاهن من القوصية أو من السراقنة ليؤدي لهم شعائر القداس الإلهي أيام الآحاد والأعياد. ثم حدث أن نال أحدهم كرامة الكهنوت، وهو القمص عبد الملاك الهواري (من قرية هور) فاُختير رئيسًا لهم، وكان يتميّز بالحزم والشجاعة وعمق التفكير.

 

في استنبول:

مما يرويه عنه معاصروه والذين عاشوا تحت رئاسته أن الضنك اشتد بالرهبان وضاقت بهم السبل، فاستصحب القمص عبد الملاك الهواري خمسة عشر راهبًا وذهبوا جميعًا إلى استنبول İstanbul حيث التمس مقابلة السلطان. فلما حظي بالدخول إلى حضرته استعرض معه كل ما يلاقيه الرهبان من شدة وظلم، وأصغى إليه السلطان حتى أتمَّ حديثه ثم أعطاه فرمانًا يحدد أملاك الدير ويصون استقلاله كما يصون رهبانه من بطش الحكام.

مع كل هذه الخدمات فقد حدث أن اشتكاه بعض الرهبان إلى البابا ديمتريوس الثاني، فلما استمع إلى شكواهم وجدها تافهة إلى حد أنه لطم زعيمهم على خده وحكم عليه بالذهاب إلى دير البراموس بوادي النطرون بدلًا من العودة إلى ديره، أما بقية الرهبان فقد أعادهم إلى ديرهم بعد أن زوّدهم بنصيحته وبركته الأبوية.

_____

* المرجع Reference (الذي استخدمه كتاب "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية" للقمص تادرس يعقوب ملطي):

إيريس حبيب المصري، قصة الكنيسة القبطية، الكتاب الرابع صفحة 379.

عبد الملك تواضروس البار

قصص قديسين وشخصيات من التاريخ المسيحي

عبد المسيح صليب المسعودي القمص

---