St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   71-Abana-Allathy-Fel-Samawat
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

23- أمثلة في طلب مشيئة الله

 

ما أكثر الأمثلة التي يقدمها لنا الكتاب عن حياة التسليم هذه: في مقدمتها في العهد القديم مثال أبينا إبراهيم: قال له الرب في بدء دعوته "اخرج من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك، إلي الأرض التي أريك.." (تك 12: 1). فخرج إبراهيم من وطنه حسب أمر الرب له "وهو لا يعلم إلي أين يذهب" (عب 11: 8). وأمامه عبارة "لتكن مشيئتك"..

ثم كانت مشيئة الرب الأخرى لإبراهيم، فوق الطاقة البشرية!

حيث قال له "خذ ابنك وحيدك، الذي تحبه، إسحق.. واصعده لي محرقة علي الجبل الذي أريك إياه" (تك 22: 2). فبكر إبراهيم صباحًا جدًا، وأخذ ابنه معه ليقدمه محرقة للرب، وهو الابن الذي نال به المواعيد، والذي أنتظره من عشرات السنوات..

St-Takla.org Image: The sacrifice of Isaac by Abraham, Ethiopian icon - Lake Tana Monasteries, Bahir Dar - From St-Takla.org's Ethiopia visit - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008. صورة في موقع الأنبا تكلا: ذبح إسحق عن طريق أبيه إبراهيم، أيقونة حبشية - من ألبوم صور أديرة بحيرة تانا، بحردار، الحبشة - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، من رحلة موقع الأنبا تكلا إلى إثيوبيا، إبريل - يونيو 2008.

St-Takla.org Image: The sacrifice of Isaac by Abraham, Ethiopian icon - Lake Tana Monasteries, Bahir Dar - From St-Takla.org's Ethiopia visit - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008.

صورة في موقع الأنبا تكلا: ذبح إسحق عن طريق أبيه إبراهيم، أيقونة حبشية - من ألبوم صور أديرة بحيرة تانا، بحردار، الحبشة - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، من رحلة موقع الأنبا تكلا إلى إثيوبيا، إبريل - يونيو 2008.

إبراهيم في إيمانه بمشيئة الرب، لم يناقش، بل أطاع.

كان يؤمن بصلاح الله، وبمحبته، وبصدق مواعيده حتى إن ذبح إسحق وقدمه محرقة.. كان يؤمن بقدرة الله علي إقامة إسحق من الموت (عب 11: 19). وأيًا كان الأمر لم يضع أمامه أن يفكر، إنما هي مشيئة الرب الصالحة يجب أن تنفذ..

السيدة العذراء لم تفكر في يوم من الأيام أنها ستحبل وتلد.

ولكن لما أتتها مشيئة الله، أنها ستكون أمًا، وبطريقة معجزية، قالت للرب "ليكن لي كقولك"، "هوذا أنا أمة الرب".

وحياة التسليم كانت منهجًا ثابتًا للقديسة العذراء.

لا شك إنها كانت تحب البقاء في الهيكل، في حياة الصلاة والتأمل والعبادة، ولكن الرب نقلها إلي أماكن متعددة، من الهيكل، إلي بيت يوسف، إلي بيت لحم، إلي مصر، إلي الناصرة، وهي لا تقول سوي " ليكن لي كقولك".. "لتكن مشيئتك".. ومع أن بشري الميلاد كانت تحمل معني الفرح بميلاد مخلص هو المسيح الرب (لو 2: 11). حسبما قال الملاك للرعاة " ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لكم ولجميع الشعب".. إلا أنه بدلًا من هذا الفرح، صدر الأمر الإلهي أن تهرب العذراء بهذا المخلص إلي أرض مصر، إلي بلاد غريبة عنها موضعًا وديانة ولغة، يطردونها فيها من مدينة إلي أخري، بسبب تساقط الأصنام (أش 19: 1) أن العذراء لم تحتج علي سفرها وعدم استقرارها في موضع، بل كانت في قلبها تلك التسبحة "ليكن لي كقولك".

الملائكة أيضًا لا يناقشون مشيئة الله.

ويسرعون في تنفيذها بلا إبطاء..

وهكذا يقول عنهم المرتل في المزمور "باركوا الله يا ملائكته.. الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه" (مز 103: 20). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهم ينفذون الأمر مهما كان يبدو عجيبًا أو شديدًا.. مثل الملاك الذي أمره الرب بضرب كل أبكار مصر (خر 12: 13). أو الذي أمره أن يرفع السيف علي أورشليم (2 صم 24: 16).. والإنسان الذي يطيع بلا جدال مهما كان الأمر هذا يتشبه الملائكة.

ليس عمل الملاك هو التدبير أو التفكير، إنما عمله أن ينفذ.

عمله أن يقول للرب "لتكن مشيئتك".. فملائكة الأبواق، أو ملائكة الضربات، الذين وردت رسالتهم في سفر الرؤيا (رؤ 8، 9)، لم يقولوا للرب: يا رب نحن ملائكة للرحمة، وليس للإهلاك أو العقوبة. أعفنا من هذا الأمر! كلا، بل نفذوا ولم يناقشوا..


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/71-Abana-Allathy-Fel-Samawat/Our-Father-Who-Are-in-Heaven-23-Example.html

تقصير الرابط:
tak.la/f3fzx4r