St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   68-Horoub-Al-Shayateen
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث

44- إنه عالم مشغول

 

إن الله يطل من سمائه على العالم، فيجده عالمًا مشغولًا.

إنه عالم يجري بسرعة، لا يجد وقتًا يتوقف فيه ليفكر إلى أين هو ذاهب...! وهو أيضًا عالم صاخب، كله أحاديث وضوضاء ومناقشات وانفعالات... وأين الهدوء اللازم للعمل الروحي؟ غالبًا ما تبحث عنه فلا تجده...! حتى أن كثيرًا من رجال الإكليروس الذين كرسوا أنفسهم للرب، وأصبحوا "نصيب الرب"، تجدهم أيضًا مشغولين عن الرب بأمور كثيرة! إن حرب (مرثا) حرب قائمة ودائمة، كما يبدو في عالمنا الحاضر "أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة، والحاجة إلى واحد" (لو10: 41، 42). أما أنت يا إبن الله وصورته، فينبغي أن يكون لك الطابع الروحي.

ليكن الله في مقدمة مشغولياتك، إن لم يكن شاغلك الوحيد.

عملك الروحي، وصلتك بالله، وحياتك الروحية، ينبغي أن تكون باستمرار في مقدمة مشغولياتك وفي توزيع وقتك، وبعد ذلك كل شيء. ضع خلاص نفسك أولًا، وأبديتك أولًا. ثم رتب باقي مسئولياتك مهما كانت أهميتها. وتذكر في ذلك قول الرب:

St-Takla.org         Image: Busy people working clipart صورة: كليبارت أشخاص مشغولين و يعملون، مشغولية

St-Takla.org Image: Busy people working clipart

صورة في موقع الأنبا تكلا: كليبارت أشخاص مشغولين و يعملون، مشغولية

ماذا ينتفع الإنسان، لو ربح العالم كله وخسر نفسه!" (متى16: 26).

وإن خسرت نفسك، ماذا تعطي عوضًا عن نفسك؟! وكل أولئك الذين ماتوا وتركوا هذا العالم، بماذا نفعتهم مشغولياتهم؟! ولما تركوا هذه المشغوليات بموتهم، هل ارتبك العالم؟ كلا، طبعًا. هذا العالم قال عنه الحكيم:

"الكل باطل وقبض الريح. ولا منفعة تحت الشمس" (جا2: 11).

ابدأ صباحك بالله، قبل أية مشغولية أخري. ليكن الله "في البدء". قل له "يا الله أنت إلهي. إليك أبكر. عطشت نفسي إليك" (مز63: 1). ونظم وقتك بحيث لا تطغي أية مشغولية على الوقت الذي تقضيه مع الله. ولا تخرج من منزلك قبل أن تقوم بكل واجباتك الروحية. ولا تجعل شيئًا يفوق روحياتك مهما كان ريحه، ومهما كانت قيمته أو أهميته...

إن الشيطان دائمًا يضخم في أهمية المشغوليات التي تعطلنا.

أو يضخم في إغرائنا بهذه المشغوليات. ولكن لا يوجد مطلقًا ما هو أهم من الله في حياتك. ولا يصح أن تضحي بعلاقتك مع الله من أجل أي شيء، أو أي شخص، أيًا كان. هوذا الرب يقول "من أحب أبًا أو أمًا... أو ابنة أكثر مني، فلا يستحقني" (متى10: 37). فكم هي أقل، باقي الأمور!

لذلك إن أتتك مشغولية جديدة، فكر كثيرًا قبل قبولها.

لأن الشيطان قد لا يكتفي بمشغولياتك الحالية التي تعطلك، فيحاول أن يضيف إليها مشغوليات أخري، لكي ترتبك..، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. ويقدم لك في كل يوم عروضًا ربما تكون سخية، ليشغلك بها. أما أنت فكن محترسًا. وضع روحياتك أمامك، قبل كل المشغوليات... إن كانت المشغولية حيلة من حيل الشياطين، لتعبدك عن الله، فهناك حيلة أخري أكثر مكرًا وهي:


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/68-Horoub-Al-Shayateen/Diabolic-Wars-44-Absorbed.html

تقصير الرابط:
tak.la/9c9f4pq