St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   50-Hayat-El-Touba-Wal-Nakawa
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حياة التوبة والنقاوة - البابا شنودة الثالث

45- عقوبة القديس الأنبا بيمن

 

5- مثال القديس الأنبا بيمن:

قرأت قصة في أحدي المخطوطات الثمينة بالدير، قيل أن قديسًا يدعى الأنبا بيمن كان متقشفًا جدًا، وكان يعيش حياة الفقر والعوز، وتخلو مغارته من غطاء يقيه البرد بالليل، هذا القديس زاره شاب فقضى الليلة في مغارة أخرى إلى جواره ولما أصبح الصباح سأله القديس بيمن كيف قضى ليلته، فأجاب الشاب تعبت من شدة البرد لعدم وجود غطاء". فقال القديس في خجل "أما أنا فنمت متدفئًا". فسأله الشاب كيف كان ذلك، فأجاب "أتي أسد بالليل ونام إلى جواري فدفأني بجسمه".

ولما انذهل الشاب مما حدث للقديس وكيف يرقد إلى جواره أسد دون أن يفترسه. حينئذ قال القديس "أنا أعلم يا ابني، انه لابد ستفترسني الوحوش في يوم من الأيام. ذلك لأن شابًا طرقتي ذات ليلة فلم أفتح له، وكان خائفًا وقد افترسته الوحوش فعلًا كما عرفت"...

St-Takla.org Image: Coptic Confession, a priest and a man confessing his sins, artwork by Sis. Sawsan صورة في موقع الأنبا تكلا: سر التوبة والاعتراف، كاهن قبطي ورجل يعترف بخطاياه، رسم تاسوني سوسن

St-Takla.org Image: Coptic Confession, a priest and a man confessing his sins, artwork by Sis. Sawsan.

صورة في موقع الأنبا تكلا: سر التوبة والاعتراف، كاهن قبطي ورجل يعترف بخطاياه، رسم تاسوني سوسن.

وحدث ما توقعه الأنبا بيمن... هذه أمثلة للعقوبة الأرضية. ويوجد من أمثلتها الكثير جدًا لمن يقرأ الكتاب ويطلع على قصص التاريخ، وضعت كلها مثالًا لتعليمنا...

 

* لهذا كله، لا يصح أن نفهم مراحم الله الواسعة منفصلة عن عدله. لئلا بحجة مراحم الله وحنوه وعطفه، نقاد إلى الاستهانة والاستهتار، ونرتكب الخطية غير شاعرين بخطورتها، وفي محبة الله لنا نسي مخافته...!

لأن بعض الناس تسبيح لنفسها الخطية، وتظن أن الأمر في منتهى السهولة! مجرد دقائق تقضيها مع أب الاعتراف، تعترف وتنال الحل، وكان شيئًا لم يحدث..!! كان وصايا الله لم تكسر. وكأن قلب الله لم يُجْرَح...!

حقًا أيها الأخ، إن الأب الكاهن عندما يقرأ لك صلاة التحليل، إنما يضيف خطيتك إلى الكأس التي شرب الرب مرارتها، فتنجو من العقوبة الأبدية بدم المسيح أنت كنت تائبًا. أما العقوبة الأرضية فلها حساب آخر ربما لا تنجو منه...

احذر إذن لنفسك، فالأمر ليس سهلًا كما تظن...

ومع ذلك فلتعزيتكم، ولكي لا تقعوا في التعب واليأس، أقول لكم:

إن الله لا يعاقب بعقوبة أرضيه على كل خطية... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى).

وذلك لأن خطايا الإنسان لا تحصي، وهو في كل يوم يخطئ... و"فِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ نَعْثُرُ جَمِيعُنَا" (يع 3: 2). فلو كان الله يعاقب بعقوبة أرضية على كل خطية لتوالت العقوبات في غير نهاية، وبغير حصر، لتناسب عدد الخطايا...

ولكن الله يترك الكثير... ووسط مئات الخطايا، قد يعاقب على واحدة منها، حتى لا يستهتر الإنسان ويقع في اللامبالاة، وأيضًا لكي يتضِع ويستفيد روحيًا كما حدث لداود النبي.

إن العقوبة الأرضية، هي ولا شك من مراحم الله، يدعونا بها إلى اليقظة، فنضيق من غفلتنا، كما أنه يقودنا بها إلى الانسحاق. فنشعر أننا أخطأنا، وأننا أغضبنا الله منا، فنتوب، ونرجع إليه... وهكذا ننجو من العقوبة الأبدية، ليس لأن العقوبة الأرضية قد حلت محلها، حاشا! بل لأنها أيقظتنا لنتوب، فنستحق المغفرة.

إننا إن تألمنا هنا، فهذا أفضل من آلام الأبدية، ومن عارها...

ومع ذلك، فإن كانت عقوبات الأبدية مخيفة، فإن الأمر لا يزال بيدنا. فحتى هذه اللحظة، ما زال في أيدينا أن نقرر مصيرنا...

لقد استطاع القديس بولس الرسول أن يقول بكل جرأة "وأخيرًا وضع لي إكليل البر، الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل" (2 تي 4: 8).

فهل تستطيع أن تقول نفس عبارة القديس بولس؟! ليتك تستطيع...

وحتى إن كان إكليل البر قد وضع لك، فاحترس، و"تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك" (رؤ 3: 11). وعش في حياة التوبة والاحتراس كل أيامك.

إن الخوف من عقوبة الخطية، يدفعك إلى التوبة. ولا شك أن هناك دوافع أخرى، فما هي...؟


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/50-Hayat-El-Touba-Wal-Nakawa/Life-of-Repentance-and-Purity-045-Beemen.html

تقصير الرابط:
tak.la/f2shf98