St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   50-Hayat-El-Touba-Wal-Nakawa
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حياة التوبة والنقاوة - البابا شنودة الثالث

38- عذاب الأبدية المرعب

 

إن مجرد التفكير في يوم الموت ويوم الدينونة، يبعث في قلب الخاطئ قشعريرة، ويقوده إلى التخشع والتوبة...

 

St-Takla.org Image: The Last Judgment, Saints and faithfuls with Jesus Christ in the Kingdom of Heaven , and the devil (Satan) with the punished ones. صورة في موقع الأنبا تكلا: اليوم الأخير، الدينونة: القديسين مع السيد المسيح في ملكوت السموات، والشيطان (إبليس) مع المعاقبين.

St-Takla.org Image: The Last Judgment, Saints and faithfuls with Jesus Christ in the Kingdom of Heaven , and the devil (Satan) with the punished ones.

صورة في موقع الأنبا تكلا: اليوم الأخير، الدينونة: القديسين مع السيد المسيح في ملكوت السموات، والشيطان (إبليس) مع المعاقبين.

إنه يوم رهيب مخوف:

يقول عنه أشعياء النبي "هوذا يوم الرب قادم قاسيًا بسخط وحمو غضب، ليجعل الأرض خرابًا ويبيد منها خطاتها" (13: 9). "في ذلك اليوم يطرح الإنسان أوثانه... ليدخل في نقر الصخور وفي شقوق المعاقل، من أمام هيبة الرب ومن بهاء عظمته، عند قيامه ليرعب الأرض" (أش 2: 20، 21).

وعن هذا اليوم يقول ملاخي النبي "فهوذا يأتي اليوم المتقد كالتنور. وكل المستكبرين وكل فاعلي الشر يكونون قشًا، ويحرقهم اليوم الآتي -قال رب الجنود- فلا يبقى لهم أصلًا ولا فرعًا" (ملا 4: 1).

حقًا أن يوم مجيء الرب لرهيب شرحه قال عنه المرتل في المزمور "السحاب والضباب حوله. العدل والقضاء قوام كرسيه. النار تسبق وتسلك أمامه، وتحرق أعداءه من حوله. أضاءت بروقه المسكونة. نظرت الأرض فتزلزلت. ذابت الجبال مثل الشمع قدام الرب، قدام سيد الأرض كلها" (مز 97).

هذا اليوم الرهيب شرحه القديس يوحنا الرسول في رؤياه فقال "ونظرت لما فتح الختم السادس، وإذ زلزلة عظيمة حدثت. والشمس صارت سوداء كمسح من شعر، والقمر صار كالدم، ونجوم السماء سقطت إلى الأرض كما تطرح شجرة التين سقاطها إذا هزتها ريح عظيمة. والسماء انفلقت كدرج ملتف. وكل جبل وجزيرة تزحزحا من موضعهما. وملوك الأرض والعظماء والأغنياء والأمراء والأقوياء وكل عبد وكل حر. أخفوا أنفسهم في المغاير وفي صخور الجبال. وهم يقولون للجبال والصخور أسقطي علينا، وأخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف، لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم ومن يستطيع الوقوف" (رؤ 6: 12-17).

هذا هو حال الخطاة والأشرار في ذلك اليوم. أما الأبرار فإنهم يصعدون إلى الرب على السحاب، ويكونون في كل حين مع الرب، في مجده...

وبينما يكون الأبرار في "فرح لا ينطق به ومجيد" (1 بط 1: 8)، وبينما ترتفع تراتيل القديسين ومعهم قيثارات الله (رؤ 15: 2، 3)، وبينما يتمتع هؤلاء بصحبة الرب وقديسيه في أورشليم السمائية... بينما هؤلاء في النعيم، يكون الأشرار في عذاب لا يطاق، لا يعرفون للراحة طعمًا إلى الأبد.

 

عذاب الأشرار وآلامهم:

يقول الرب عنهم "فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي، والأبرار إلى حياة أبدية (مت 25: 46). ويقول أيضًا "يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم، ويطرحونهم في أتون النار. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان. حينئذ يضيء الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم" (مت 13: 41، 42).

ما أشد هذا العذاب الأبدي الذي لا ينتهي، في بكاء وصرير الأسنان في الظلمة الخارجية، وفي لهيب النار، يزيده ألمًا تلك المقارنة التي تعقد بين حال الأشرار وحال الأبرار.

يَصِف بولس حالتهم فيقول "... سيعاقبون بهلاك أيدي من وجه الرب ومن مجد قوته، متى جاء ليتمجد في قديسيه ويتعجب منه في جميع المؤمنين" (2 تس 1: 9، 10).

ويقول أيضًا "سخط وغضب، شده وضيق، على كل نفس إنسان يفعل الشر اليهودي أولًا ثم اليوناني. ومجد وكرامة وسلام لكل من يفعل الصلاح..." (رؤ 2: 8-10).

لا شك أننا نخاف ونرتعش حينما نسمع هذا الرسول القديس يقول: "فإنه إن أخطأنا باختيارنا -بعدما أخذنا معرفة الحق- لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا بل قبول دينونة مخيف وغيرة نار عتيدة أن تأكل المضادين" (عب 10: 26، 27). ويعلل الرسول ذلك قائلًا "من خالف ناموس موسى، فعلى شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة. فكم عقابًا أشر تظنون أنه يحسب مستحقًا من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قدس به دنسًا وازدري بروح النعمة فإننا نعرف الذي قال: لي الانتقام أنا أجازي يقول الرب، وأيضًا الرب يدين شعبه مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي" (عب 10: 31).

والقديس يوحنا الحبيب، الرسول المشهور بحديثة المستفيض عن محبة الله، يتحدث في رؤياه عن البحيرة المتقدة بالنار والكبريت" (رو 21: 8). ويصف عقاب الخاطئ فيقول "سيشرب من حمو غضب الله المصبوب صرفًا في كأس غضبه، ويعذب بنار وكبريات أمام الملائكة القديسين وأمام الخروف. ويصعد دخان عذابهم إلى الآبدين. ولا تكون راحة نهارًا وليلًا" (رو 14:10، 11). "وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَارًا وَلَيْلًا إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ" (رؤ 20: 10).

ويشرح كمثال لهذا العذاب عقوبة بابل الزانية فيقول "بقدر ما مجدت نفسها وتنعمت، بقدر ذلك أعطوها عذابًا وحزنًا... وسيبكي وينوح عليها ملوك الأرض الذين زنوا وتنعموا حينما ينظرون دخان حريقها واقفين من بعيد لأجل خوف عذابها قائلين: ويل ويل" (رؤ 18: 17-10).

ما أرهب تلك الدينونة. من أجل هذا وضعت الكنيسة المقدسة، أن يقال في صلاة الستار يا رب إن دينونتك لمرهوبة، إذ تحشر الناس، ويقف الملائكة وتفتح الأسفار، وتكشف الأعمال، وتفحص الأفكار. أية إدانة تكون إدانتي أنا المضبوط في الخطايا، مَن يطفئ لهيب النار عني، أن لم ترحمني أنت يا محب البشر..".

والله لا يرحم الخاطئ، إلا إذا كان يتوب...

حقًا، إنه خجلٌ عظيمٌ، أن تكشف جميع العمال والأفكار، أمام كل الناس والملائكة. من يستطيع أن يحتمل انكشافه في تلك الساعة؟!

ومُرْعِب أيضًا ومخجل أن ينفصل الخطاة عن الأبرار... هنا على الأرض يجتمع الكل معًا، أنجس الفاسقين مع أقدس الصالحين. أما هناك فلا. يبدأ الله فيفصل الزوان عن القمح، والجداء عن الخراف، وأهل الشمال عن أهل اليمين. يُحْرَم الخطاة من عشرة القديسين إلى الأبد، ومن عشرة الملائكة، ومن عشرة الله...

تَصَوَّرُوا الإنسان البار عندما ينتقل تحمله الملائكة مثل لعازر (لو 16: 22). وتأخذه إلى أحضان القديسين... تقوده في ذلك وتعرفه بكل أحد.

هذا هو نوح، وهذا هو هابيل، وهذا هو شيت، وباقي الآباء البطاركة:

وهؤلاء هم موسى، وصموئيل، وأرمياء، وأشعياء، ودانيال، وباقي الأنبياء...

وهنا الأنبا أنطونيوس، والأنبا مقاريوس، والأنبا باخوميوس، وباقي الآباء الرهبان... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى).

وتعال لنريك الأنبا بولا، وأبا نفر والأنبا ميصائيل وباقي الآباء السواح...

وانظر هنا الأنبا أثناسيوس، والأنبا كيرلس، والأنبا ديسقورس، وباقي أبطال الإيمان...

وهنا مارجرجس، ومارمينا، والقديسة دميانة، وباقي الشهداء...

وهؤلاء هم الملائكة، والقوات، والأرباب، والسلاطين، والشاروبيم، والسارافيم وكل الجمع غير المحصي الذي للقوات السمائية...

إنها حفلة تَعَارُف عجيبة تتعرف فيها الروح البارة على مجمع الملائكة والقديسين!

أما الخطاة فيكونون واقفين من بعيد، في الظلمة الخارجية، بينهم وبين الأبرار هوة عميقة، محرومين من مجمع الأبرار، ومن متعة الخِلْطَة بهم...

لا شك أنها مؤثرة جدًا تلك الكلمات التي تشرح حالة الغني في الجحيم، إذ يقول الكتاب في ذلك عنه:

"فرفع عينية في الجحيم، وهو في العذاب،

ورأى إبراهيم من بعيد، ولعازر في حضنه،

فنادي وقال يا أبي إبراهيم ارحمني...

وأرسل لعازر، ليبل طرف أصبعه بماء،

ويبرد لساني، لأني معذب في هذا اللهيب".

(لو 16: 23، 24).

يا للعجب!!‍‍ أليس هذا هو لعازر المسكين الذي كانت الكلاب تلحس قروحه الذي كان هذا الغني إليه من قبل في اشمئزاز... وهوذا الآن قد تغير الوضع، وأصبح الغني العظيم يشتهي أن يأتيه لعازر، ولا يحصل على مشتهاة...‍

إن الخطية هي حِرمان من القديسين، وهي بالأكثر حِرمان من الله...

كل هذا عن العقوبة الأبدية. ولكن بالإضافة إلى هذه، هناك عقوبات أخرى للخطية، عقوبات على الأرض.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/50-Hayat-El-Touba-Wal-Nakawa/Life-of-Repentance-and-Purity-038-Torment.html

تقصير الرابط:
tak.la/zbyz7fq