St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   50-Hayat-El-Touba-Wal-Nakawa
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حياة التوبة والنقاوة - البابا شنودة الثالث

19- الخطية هي موت...

 

حقيقي أن "أجرة الخطية هي موت" (رو 6: 23)، "والخطية إذا كملت تنتج موتًا" (يع 1: 15). ولكن بالإضافة إلى أن عقوبة الخطية هي الموت، نقول عن الخطية ذاتها هي حاله موت، موت أدبي وروحي.

والشواهد على ذلك كثيرة:

ففي مثال الابن الضال، قال الآب "لأن ابني هذا كان ميتًا فعاش، وكان ضالًا فوجد" (لو 15: 24). فوصفه بأنه في حالة الخطية "كان ميتًا". ولم يصبح إلا بعد رجوعه...

والقديس بولس الرسول يقول عن الأرملة المتنعمة إنها "مَاتَتْ وَهِيَ حَيَّةٌ" (1 تي 5: 6). كما يقول عنا جميعًا "كنتم أمواتًا بالذنوب والخطايا" (أف 2: 5).

وعندما اخطأ ملاك (راعي) كنيسة ساردس، أرسل إليه الرب رسالة على فم القديس يوحنا الرائي يقول له فيها "أنا عارف أعمالك، أن لك اسمًا انك حي وأنت ميت" (رؤ 3: 1).

فالإنسان الخاطئ هو شخص ميت، لأنه انفصل عن الحياة الحقة بانفصاله عن الله، والله هو الحياة...

ألم يقل السيد المسيح "أنا هو القيامة والحياة" (يو 11: 25). "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو 14: 6). حقًا "فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس" (يو 1: 4). فالذي ينفصل عن المسيح بالخطية، إنما ينفصل عن الحياة فيعد ميتًا، مهما كانت فيه أنفاس تتردد. لذلك صدق القديس أوغسطينوس عندما قال:

St-Takla.org Image: The Apostle, and the Letters - Coptic icon by Tasone Sawsan. صورة في موقع الأنبا تكلا: الرسول والرسائل - أيقونة قبطية رسم تاسوني سوسن.

St-Takla.org Image: The Apostle, and the Letters - Coptic icon by Tasone Sawsan.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الرسول والرسائل - أيقونة قبطية رسم تاسوني سوسن.

موت الجسد، هو انفصال الروح عن الجسد،

وموت الروح، هو انفصال الروح عن الله.

فالخاطئ إذن هو إنسان ميت، مهما ظن أنه حي وانه يتمتع بالحياة!! إن الخطاة لا يفهمون فهمًا سليمًا. يظنونها مجرد تمتع بالعالم ولذاته. وهكذا عندما تتحدث إلى أحد الخطاة عن التوبة، يجيبك قائلًا "أتركني أتمتع بالحياة يظن هذه المتعة الجسدية حياة وهي موت! كما قيل عن الأرملة المتنعمة إنها ماتت وهي حية.

فإن كانت الخطية موتًا، ألا يجدر بنا أن نسأل أنفسنا.

أحقًا نحن أحياء؟! كم هي إذن سنو حياتنا على الأرض؟

غالب الظن أننا سنجيب على هذا السؤال بنفس إجابة أبينا يعقوب، عندما قال لفرعون "أَيَّامُ سِنِي غُرْبَتِي... قَلِيلَةً وَرَدِيَّةً... وَلَمْ تَبْلُغْ إِلَى أَيَّامِ سِنِي حَيَاةِ آبَائِي" (تك 47: 9).

حياتنا تقاس فقط بالأيام التي قضيناها مع الرب ثابتين في محبته. أما فترات الخطية في حياتنا فهي فترات موت. لا تقل إذن "أنا في الأربعين من عمري"! فربما حياتك كلها لم تبلغ عشر سنوات مع الله. يا أخي اسأل نفسك: هل أنت حي أم ميت؟!

أخشى ما أخشاه أن تنطبق على أحد فينا العبارة التي قالها الرب لملاك كنيسة ساردس:

"أن لك اسمًا إنك حي وأنت ميت"..! (رؤ 3: 1).

ترى إن نزل ملاك الآن ليعد الأحياء الموجدين في الكنيسة، من منا يجده حيًا، ومن منا يجده ميتًا؟! يا للخجل، عندما نعرف حقيقتنا، أحقًا نحن أحياء أم أموات بالخطية؟

بهذا يحكم كل منا على نفسه:

كل يوم مثمر وثابت في الرب، هو يوم حي

وكل يوم مرَّ في الخطية، هو يوم ميت.

وبهذا يمكن أن تعرف عمرك وكم سنة لك...

فلا تسمح يا أخي أن يضيع يوم من أيام حياتك، ويموت ويدفن إلى الأبد لأن الأيام التي تذهب لا يمكن أن تعود. أما الأيام الحية فهي خالدة... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). هناك لحظات في حياة الإنسان تقتدر كثيرًا في فعلها. الدقيقة تساوي سنوات أو قد تساوي أجيالًا...

لذلك عِش حياتك كاملة، دسمة، غنية، مثمرة... تصور ساعة في حياة بولس الرسول، لها ولا شك قيمتها وقوتها، وربما تكون هذه الساعة أطول من حياة إنسان آخر بأكملها.

يا أخي، لا تفتخر باطلًا، ولا تقل بغير حق: أنا ابن الله، أنا صورته ومثاله. أنا هيكل للروح القدس، أنا شريك للطبيعة الإلهية، أنا عضو في جيد المسيح..!! كلا، إن كنت خاطئًا فأنت ميت، ولست شيئًا من هذا كله... تقول لله "أنا ابنك"، فيقول لك "اذهب عني... لا أعرفك"...

إن الخطية هي موت... وهي أيضًا ضلال، وضياع، وتوهان...


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/50-Hayat-El-Touba-Wal-Nakawa/Life-of-Repentance-and-Purity-019-Death.html

تقصير الرابط:
tak.la/ztcr2jm