St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   38-Al-Rogoo3-Ila-Allah
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الرجوع إلى الله لقداسة البابا شنودة الثالث

4- خطورة الانفصال وإمكانية الرجوع

 

أما أنت يا أخي، فلا تسمح للشيطان أن يفصلك عن الله، ويقتادك خطوة خطوة بعيدًا عنه، حتى يفصلك تمامًا، ويقطع كل الروابط الروحية التي تربطك بمحبة الرب..

St-Takla.org Image: A pigeon, photo from Saint Takla dot org's journey to Ethiopia, 2008  - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008

صورة في موقع الأنبا تكلا: حمامة من صور رحلة موقع الأنبا تكلاهيمانوت إلى أثيوبيا 2008 - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا، إبريل - يونيو 2008

إنما استيقظ بسرعة إلي نفسك، والتفت إلي خلاصك..

تأكد أنك أنت الخاسِر، بانفصالك عن الله..

إنك بهذا الانفصال تخسر نقاوة قلبك، وتخسر سمعتك، وتخسر أبديتك. تخسر الحياة الحقيقية التي هي المتعة مع الله، وتخسر نفسك، إذ تخسر الأبدية السعيدة وعشرة القديسين. وفي مقابل ذلك لا تحصل علي شيء ههنا. وكما قال السيد المسيح له المجد:

"ماذا يستفيد الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه" (مت 16: 26).

ماذا تستفيد إن فصلت نفسك عن الله وملائكته وقديسيه، وأصبح مصيرك هو الظلمة الخارجية في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت (رؤ 20: 15) ويصدر عليك الحكم الإلهي الذي لا استئناف له..

ولكن الآن ما تزال أمامك فرصة للرجوع إلي الله..

يقينًا إنك لا تستطيع أن تستمر في هذا الانفصال عن الله. في قلبك صوت ثائر عليك، يدعوك أنت تصطلح مع الله. وهو نفسه يريد لك هذا الرجوع. لأن انفصالك عن الله، ليس هو الوضع الأصيل، ولا هو القصد الإلهي من خلقك.

أنا أعرف أنك لا بد سترجع..

لن تجد راحتك في هذا العالم المتعب. وحينئذ سترجع إلي الله. ولعله ستنطبق عليك تلك العبارة الجميلة التي وردت في قصة الفلك إن الحمامة إذ لم تجد موضعًا لرجليها، رجعت مرة أخري إلي الفلك (تك 8: 9).

والفلك هو سفينة النجاة، التي يدعوك الله إليها.. حيث تكون في أمان من طوفان العالم الحاضر.

لا تنتظر حتى يرسل إليك ضيقة ترجعك، بل أرجع من نفسك حبًا لله، وحبًا للخير، وحبًا للملكوت الأبدي..

St-Takla.org Image: They came to Aaron and demanded, ‘We don’t know what has happened to Moses. Let us make gods to lead us.’ (Exodus 32: 1) - "Moses and the golden calf" images set (Exodus 32): image (2) - Exodus, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ في النزول من الجبل، اجتمع الشعب على هارون وقالوا له: «قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا، لأن هذا موسى الرجل الذي أصعدنا من أرض مصر، لا نعلم ماذا أصابه»" (الخروج 32: 1) - مجموعة "موسى والعجل الذهبي" (الخروج 32) - صورة (2) - صور سفر الخروج، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: They came to Aaron and demanded, ‘We don’t know what has happened to Moses. Let us make gods to lead us.’ (Exodus 32: 1) - "Moses and the golden calf" images set (Exodus 32): image (2) - Exodus, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ في النزول من الجبل، اجتمع الشعب على هارون وقالوا له: «قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا، لأن هذا موسى الرجل الذي أصعدنا من أرض مصر، لا نعلم ماذا أصابه»" (الخروج 32: 1) - مجموعة "موسى والعجل الذهبي" (الخروج 32) - صورة (2) - صور سفر الخروج، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

أعرف أن الخطية قد فصلتك عن كل ما هو خير، ولم تقدم لك عوضًا عن ذلك، فقد خسرت الله بلا مقابل. هوذا بولس الرسول يدعو كل مشتهيات العالم نفاية. ويقول في معرفته للرب "خسرت كل الأشياء، وأنا أحسبها نفاية، لكي أربح المسيح وأوجد فيه" (في 3: 8) بل يقول أيضًا "أني أحسب كل شيء أيضًا خسارة، من أجل معرفة المسيح ربي".

جاهد إذن بكل قوتك، لتضع نهاية لهذا الانفصال.

وإن لم تستطع، أصرخ إلي الله، وقل له:

أنا يا رب لا أستطيع أن أبعد عنك لحظة واحدة.

ولا طرفة عين. أنت بالنسبة إلي هو الحياة ذاتها.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لي الحياة هي المسيح. أنا إن فصلت عنك أصير ضائعًا بلا هدف، وتصبح حياتي بلا وزن. وكأني ميت، أولا وجود لي. وجودي الحقيقي هو فيك (في 3: 9).

لا يمكن أبدًا أن أنفصل عنك. وإن انفصلت في وقت ما ثق تمامًا أنه وضع مؤقت، وغير طبيعي، وأنا لا أريده..

لذلك أرجعني إليك بأية وسيلة.. رد نفسي..

لأنه بدونك لا أعيش. فبك أحيا وأوجد وأتحرك.. (أع 17: 28).

إذا انفصلت عنك، انفصل عن القوة والنعمة، وأصبح لا شيء. أعود ترابًا كما كنت، بل عصافة تذريها الريح (مز 1).

لذلك لا تسمح يا رب أن أنفصل عنك..

رد نفسي، وأهدني إلي سبل البر، لأجل اسمك (مز 23).

لك المجد من الآن، وإلي الأبد آمين.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/38-Al-Rogoo3-Ila-Allah/Return-to-God-04-Back.html

تقصير الرابط:
tak.la/jkg8jj8