St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   37-Al-Yakaza-Al-Roheya
 

كتب قبطية

كتاب اليقظة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث

24- الشعور بالخجل والخِزي

 

عندما يصحو الخاطئ إلى نفسه، يدرك بشاعة الخطية التي كان يعيش فيها، فيشعر بخزي من خطاياه، ويخجل من ماضيه .

وكلما تمر أمامه صور خطاياه تزعجه وتخزيه كيف أنه فقد صورته الإلهية، وفقد نقاوته..! كيف أنه دنس نفسه أو فكره، أو حواسه أو جسده..

St-Takla.org Image: Repent and Pray, by Sister Sawsan صورة في موقع الأنبا تكلا: توبة و صلاة، رسم تاسوني سوسن

St-Takla.org Image: Praying in repentance, Repent and Pray: A Coptic woman/girl praying and crying, with her hands up, along with a candle, by Sister Sawsan.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الصلاة بانسحاق، توبة و صلاة: امرأة/فتاة قبطية تصلي وتبكي، ويداها مرفوعتان، وخلفها شمعة، رسم تاسوني سوسن.

كيف أنه استهان بوصايا الله إلى هذا الحد..! كيف.. كيف...؟!

إنه يخجل أولا من الله ذاته ...

يخجل من قدسية الله وصلاحه... إن كانت الخطية بشعة أمام الإنسان، فكم تكون بشاعتها أمام الله القدوس، غير المحدود في قداسته.. ويخجل من طول أناة الله عليه وكيف أن الله الحنون لم يأخذه في سقوطه، إنما صبر عليه وهو يتعدى وصاياه، وأعطاه فرصة لكي يستيقظ ويتوب..

يخجل من محبة الله التي قابلها بالجحود والاستهانة،

وفي صلاته يقول لهذا الإله المحب (أنا يا رب مكسوف منك.. خجلان لا أعرف كيف أرفع وجهي إليك.. وكيف أتجرأ و أعود فأخاطبك، كأن شيئا لم يحدث صدقني يا رب إنني خجلان من محبتك التي تسمح الآن بأن تسمع لي، وتقبلني مصليًا محبتك التي ترضى بأن تصطلح معي، بهذه السهولة...!

هذا الخجل المقدس هو صفة لازمة لكل تائب، يعرف تماما أنه وضع نجاساته على كتف المسيح ليحملها عنه، ويخزى من محبة الفادي وهو يقبل هذا...

ولعل من أمثلة الشعور بالخجل، قصة العشار في الهيكل....

يقول عنه السيد المسيح إنه من خجله، لما دخل الهيكل (وقف من بعيد) وهو (لا يشاء أن يرفع عينيه إلى السماء) (لو 18: 13) وإنما في مذلة وفي شعور بالخزي، قرع صدره قائلًا: ارحمني يا رب أنا الخاطئ.

نفس الوضع يشبه مشاعر الابن الضال في يقظته..

لما استيقظ هذا الابن من غفلته، أو لما (رجع إلى نفسه)، شعر في خزيه أنه لم يصل إلى مستوى أجراء أبيه، وانه لا يستحق أن يكون له ابنًا. وكل ما يريده من أبيه هو هذه الطلبة (اجعلني كأحد أجرائك) (لو 15: 19).

لما استيقظت مريم الخاطئة، قالت لعمها الأنبا إبراهيم:

(لا أستطيع يا أبي أن أنظر إلى وجهك من فرط خزيي وعاري. بل كيف أرفع عيني إلى السماء نحو الله، وأنا ملوثة بكل الأوحال الدنسة؟!..

حقًا إن الإنسان الذي استيقظت روحه يقول مع المزمور:

(اليوم كله خجلي أمامي، وخزي وجهي قد غطاني) (مز 44: 15).

وإذا وقف أمام الله، لا يجد أمامه سوى عبارة (أنت عرفت عاري وخزيي وخجلي) (مز 69: 19) إنه إنسان خجلان من الله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). لا يجرؤ أن يرفع وجهه إليه، ولا يرى نفسه مستحقًا الدخول إلى البيت الله. بل يقول له (أما أنا فبكثرة رحمتك ادخل إلى بيتك) (مز 5: 7) إنها رحمة منك، تسمح لي بها أن ادخل إلى بيتك، وليس استحقاقا لي..

أنا يا رب اشعر بخجل أمامك .. كيف حدث أنني ضعفت إلى ذلك الحد؟! كيف أنني لم أقاوم، بل استسلمت وسقطت؟! كيف لم أضعك أمامي وقتذاك.. كيف استهنت بوصاياك..


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/37-Al-Yakaza-Al-Roheya/The-Spiritual-Wake-24-Feelings-1-Shame-1.html

تقصير الرابط:
tak.la/qgxk65m