St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   33-El-Khalas-Fel-Mafhoum-El-Orsozoksy
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

68- نحن أولاد الله، و ورثة مع المسيح

 

الاعتراض الرابع

+ (غلا 4: 7)

نحن أولاد الله، وورثة مع المسيح

يعترضون أيضًا بقول بولس الرسول (إذن لست بعد عبدًا، بل ابنًا فان كنت ابنًا، فوارث لله بالمسيح) إن هذا الاعتراض يدعونا إلى أن نبحث معًا ما هو المعنى الروحي لكلمة ابن:

يقول يوحنا الرسول في تعريف كلمة ابن (إن علمتم أنه بار هو، فاعلموا عن كل من يصنع البر مولود منه) (1 يو 2: 29).

St-Takla.org Image: Christ and the Rich Young Ruler (details 2: Jesus' face), painting by Heinrich Hofmann, 1889, Riverside Church, New York, USA. صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح والشاب الغني (تفاصيل 2 وجه يسوع)، رسمي الفنان هينريتش هوفمان، 1889، كنيسة ريفيرسايد، نيويورك، أمريكا.

St-Takla.org Image: Christ and the Rich Young Ruler (details 2: Jesus' face), painting by Heinrich Hofmann, 1889, Riverside Church, New York, USA.

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح والشاب الغني (تفاصيل 2 وجه يسوع)، رسمي الفنان هينريتش هوفمان، 1889، كنيسة ريفيرسايد، نيويورك، أمريكا.

فان قلت أيها الأخ إنك ابن الله، وبالتالي وارث لله بالمسيح، فينبغي أن تبرهن على بنوتك ببرك. فان كنت لا تصنع البر فلست مولودًا منه.

يقول يوحنا أيضًا (كل من هو مولود من الله لا يفعل خطيئة، لأن زرعه يثبت فيه. ولا يستطيع أن يخطئ، لأنه مولود من الله. بهذا أولاد الله ظاهرون، وأولاد إبليس (ظاهرون). كل من لا يفعل البر فليس من الله) (1 يو 3: 9، 10) ويكرر معلمنا يوحنا الحبيب هذا المعنى في الإصحاح الخامس من رسالته فيقول (نعلم أن كل من ولد من الله لا يخطئ، بل المولود من الله يحفظ نفسه والشرير لا يمسه) (1 يو 5: 18).

فهل أنت ابن بهذا المعنى الذي يشرحه يوحنا الرسول؟ إن كنت كذلك فطوباك، لاشك إنك وارث لله بالمسيح. أما إن كنت -إذا ناقشك أحد في آية تتعلق بموضوع الخلاص- تتشاجر وتشتم وترفع صوتك وتقيم ضجة، ثم بعد ذلك تقول أنا ابن لله!! فاعلم أن أولاد الله لا يشتمون، لأن الشتامين لا يرثون ملكوت الله (1 كو 6: 10).

لا تفتخر باطلًا أيها الأخ كما افتخر اليهود قديمًا ببنوتهم لإبراهيم.

فأخجلهم السيد المسيح بقوله (لو كنتم أولاد إبراهيم، لكنتم تعملون أعمال إبراهيم) (يو 8: 39). فلو كنت أنت ابنًا لله، ووارثًا مع المسيح (ينبغي كما سلك ذاك هكذا تسلك أنت أيضًا) (1 يو 2: 6).

إن الولادة من الله ليست مجرد لقب زائف نفتخر به. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وإنما لها علامات تميزها. يقول الرسول (لأن كل من ولد من الله يغلب العالم) (1 يو 5: 4). ويقول أيضًا (وكل من يحب، فقد ولد من الله ويعرف الله) (1 يو 4: 7). فهل ينطبق عليك هذان الشرطان؟ وهل أنت ثابت في المحبة؟ وهل أنت تغلب العالم؟

علامة جوهرية أخرى للولادة من الله، تظهر في قول بولس الرسول إلى أهل رومية (لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون. لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أبناء الله) (رو 8: 13، 14). هنا شرط للبنوة لله، يحددها الرسول في الذين ينقادون بروح الله. من هو ابن الله؟ هو الذي ينقاد بروح الله. فهل ينطبق عليك هذا الشرط أيها الوارث مع المسيح والضامن للملكوت؟ اسأل نفسك..

شرط أساسي آخر للولادة من الله، أن تكون مولودا من فوق مولودًا من الماء والروح.

لأن ربنا يسوع المسيح نفسه قال لنيقوديموس (الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله) (يو 3: 5). فهل أنت أيضًا قد خلصت (بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس) (تى 3: 5)؟ وهل قدسك السيد المسيح مطهرًا إياك بغسل الماء بالكلمة؟ (أف 5: 26).

لا تقل بغير تمعن (أنا ابن الله، فوارث للمسيح، فضامن للملكوت) وإنما اختبر نفسك هل تحفظ نفسك والشرير لا يمسك؟ هل أنت تغلب العالم؟ هل أنت محب وصانع للبر؟ هل أنت لا تستطيع أن تخطئ؟ هل أنت تنقاد بروح الله؟ إن كنت كذلك فأنت ابن حقًا لله، وأعمالك تدل عليك (ومن ثمارهم تعرفونهم).

أما قول بولس (لست عبدًا بل ابنا) فيجب أن نضع إلى جواره قول السيد المسيح (إن كل من يعمل الخطيئة هو عبد للخطيئة، والعبد لا يبقى في البيت إلى الأبد. أما الابن فيبقى إلى الأبد. فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا) (يو 8: 34-36).

فالبنوة لله إذن من علاماتها التحرر من الخطيئة وعدم العبودية لها. فان كنت ما تزال تفعل الخطيئة فأنت عبد لها وأنت إذن خارج عن قول بولس الرسول (لست عبدًا بل ابنًا).

إن السيد المسيح يحسم هذا الأمر فيقول (ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات، بل الذي يفعل إرادة أبى الذي في السموات) (مت 7: 21). (لأن من يصنع مشيئة أبى في السموات هو أخي وأختي وأمي) (مت 12: 50) هذا هو حقًا الوريث مع المسيح.

* نفس الكلام الذي قلناه سابقًا ينطبق على آية بنفس المعنى يستخدمها المعترضون أحيانًا وهي:

(فإن كنا أولادًا، فإننا ورثة أيضًا، ورثة الله ووارثون مع المسيح إن كنا نتألم معه، لكي نتمجد أيضًا معه) (رو 8: 17).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/33-El-Khalas-Fel-Mafhoum-El-Orsozoksy/Salvation-in-the-Orthodox-Concept-68-Sons-of-God.html

تقصير الرابط:
tak.la/gqnk4z7