St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   28-Al-Khedma-Wal-Khadem-3
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث

31- أمثلة للضياع في الخدمة

 

تحت هذا العنوان نقدم نوعين: نقدم أمثلة من أشخاص، وأمثلة من أخطاء.

الأبن الضال الكبير (لو15) كان مثلًا واضحًا حينما رفض أن يشترك في الفرح برجوع أخيه، بل احتج على ذلك، وكلم أباه بروح الانتقاد والشكوى والتذمر، قائلًا له "ها أنا أخدمك سنين هذا عددها، وقط لم تعطني جديًا لأفرح به مع أصدقائي، وإبنك هذا" وإذا به بعد سنين هذا عددها في الخدمة، يصل إلى هذا المستوى الساقط!

فهو مركز حول ذاته، وهو ساخط على وضعه، ويقارن نفسه بأخيه، ويغضب لأن أخاه في موضع الرضى وقد فرح به كل أهل البيت.. بينما هو ليس في شركة مع الآب!

St-Takla.org Image: Nicholas of Antioch the deacon: Nicolaus the heretic, who founded the "Nicolaism" - from "History of the Church and Heretics" book, Volume I, by Gottfried Arnold, Romeyn de Hooghe, Sebastiaan Petzold, 1701. صورة في موقع الأنبا تكلا: الشماس نيقولاوس الأنطاكي، صاحب بدعة النقولاويين - من صور كتاب "تاريخ الكنيسة والهراطقة"، ج1، تأليف: جوتفرايد أرنولد، رومين دي هوغ، سيباستيان بيتزولد، إصدار 1701 م.

St-Takla.org Image: Nicholas of Antioch the deacon: Nicolaus the heretic، who founded the "Nicolaism" - from "History of the Church and Heretics" book، Volume I، by Gottfried Arnold، Romeyn de Hooghe، Sebastiaan Petzold، 1701.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الشماس نيقولاوس الأنطاكي، صاحب بدعة النقولاويين - من صور كتاب "تاريخ الكنيسة والهراطقة"، ج1، تأليف: جوتفرايد أرنولد، رومين دي هوغ، سيباستيان بيتزولد، إصدار 1701 م.

وما أكثر الخدام الذي يعيشون في نفس هذا المشاعر، على الرغم من طول خدمتهم. لذلك يقول الرسول لكل منهم: لاحظ نفسك..

في الخدمة أيضًا سقط سليمان، مع أنه كان من قبل ممتلئًا حكمة..

وكان قد بدأ خدمته بروح عجيبة، وقام بأعمال عظيمة.  وتراءى له الله مرتين: في جبعون وفي أورشليم.  ولكنه إذ لم يلاحظ نفسه سقط (1 مل 11). وأبونا داود أيضًا الذي حلَّ عليه روح الرب (1 صم 16)، وكان رجل صلاة ومزامير، إذ لم يلاحظ نفسه لما كبر في الخدمة، سقط أكثر من مرة وتاب..

ديماس كان خادمًا كبيرًا من أعوان بولس الرسول، وإذ لم يلاحظ نفسه سقط وانتهى (2 تي 4: 10).  ونيقولاوس كان أحد الشمامسة السبعة المملوءين من الروح القدس وسقط!

هناك أمور عديدة يسقط فيها الخادم الذي لا يلاحظ نفسه، وفي مقدمتها الكبرياء.

الخادم الروحي يحتفظ بتواضع قلبه ويحب كل حين أن يتعلم ويزداد معرفة. ولكن يحدث أن البعض حينما يكبرون تكبر قلوبهم، ويفقدون تلمذتهم. ثم يعتزون برأيهم الخاص وبأفكارهم الخاصة. ولا يسترشدون بأحد. وقد يسألون أحيانًا أحد المرشدين لمجرد معرفة رأيه، دون التقيد بالسير حسب هذا الرأي؟

ثم يتطورون من حب التعلم واستلهام الطريق إلى المناقشة والمجادلة، ثم إلى المعارضة والتشبث بالرأي، ثم إلى الإدانة وتحطيم الغير.

وبعضهم قد ينتهي به الأمر إلى التأله، فيقدم فكره وكأنه عقيدة ولا يقبل مناقشة فيه ولا يتحمل معارضة، ويثور على كل من يخالفه في شيء من الخدمة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ويأتي وقت قد يفرض فيه رأيه فرضًا. ويصف كل من يخالف الرأي بالعناد والعصيان.. أليس من الأصلح لمثل هذا الخادم أن يلاحظ نفسه أولًا ليرى أين هو؟ وإلى أين يسير؟!

وكثير من الخدام كلما كبروا، يلاحظ أن أعصابهم قد ضعفت، وأصبحوا يثورون!

تكثر انتهاراتهم للغير، ويكثر توبيخهم وغضبهم. ولا يعودون يحتملون أخطاء الغير. وإن نبهوهم إلى هذه الأخطاء، يكون تنبيههم في عنف، وربما بأسلوب جارح وفي غير احترام لشعورهم، وتكثر إدانتهم للآخرين. وفي كل ذلك يفقدون وداعتهم ويفقدون اتضاعهم..

وتضيع صورتهم البشوشة ومعاملتهم الطيبة..

وبعض هؤلاء يكثر صياحه ويعلو صوته، ويكثر أمره ونهيه ويملكه روح التسلط.

ومثل هذا يحتاج بلا شك إلى عبارة "لاحظ نفسك" قوانين الكنيسة تشترط في الأسقف أنه لا يكون غضوبًا. وهذا هو تعليم الكتاب أيضًا (تي7:1). وهذا الوصف أيضًا للقسوس والشمامسة وكل الخدام..


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/28-Al-Khedma-Wal-Khadem-3/Spiritual-Ministry-and-Minister-III-31-Examples.html

تقصير الرابط:
tak.la/rp8z5wb