St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   22-Al-Wasa2et-Al-Ro7eya
 

كتب قبطية

كتاب الوسائط الروحية - البابا شنودة الثالث

26- مشاعر المُعْتَرِف

 

المُعْتَرِف إذن لا بد أن يشعر أنه أخطأ. ولابد أن يندم على خطيئته وينسحق قلبه بسببها.

داود النبي كان من فرط ندمه، كان يبكي بمرارة على خطيته، وبدموعه يبل فراشه" (مز 6). وكان يرى أن خطيئته تحتاج إلى غسيل وتطهير، فيقول للرب "أغسلني كثيرًا من إثمي، ومن خطيئتي طهرني"، "انضح عليَّ بزوفاك فأطهر..." (مز 50).

كثيرون يأتون إلى الاعتراف بغير ندم، وبغير شعور بالخجل والخزي والعار من خطاياهم. ولذلك لا يستفيدون من اعترافهم. ويصبح اعترافهم مجرد كلام بغير روح!! أما أنت فبقدر ندمك تكون توبتك، وتكون استفادتك من الاعتراف.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ومع الندم يوجد عزم أكيد على تغيير حالتك.

St-Takla.org Image: A man kneeling and praying in repentance (confession), black and white clipart. صورة في موقع الأنبا تكلا: رجل يركع ويصلي (الاعتراف)، كليبارت أبيض وأسود.

St-Takla.org Image: A man kneeling and praying in repentance (confession), black and white clipart.

صورة في موقع الأنبا تكلا: رجل يركع ويصلي (الاعتراف)، كليبارت أبيض وأسود.

إصرار على ترك الماضي الخاطئ، وغلق كل السبل الموصلة إلى الخطية. لأن الاعتراف ليس معناه التخلص من حساب قديم، لفتح حساب جديد إنما هو قطع كل صلة بالخطية، متعرفًا بأنها طريق خاطئ يمنع الحياة مع الله وسكنى روحه في القلب.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

كذلك ينبغي أن يوقن المعترف أنه قد أخطأ ضد الله نفسه...

فالخطية هي عصيان لله وكسر لوصاياه. هي تمرد على الله وثورة عليه، وتفضيل محبة العالم والمادة والجسد على محبة الله. وكما قال القديس يعقوب الرسول: "أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله؟! فمن أراد أن يكون محبًا للعالم، فليست فيه محبة الآب" (1يو 2: 15). إذن الخطية ضد محبة الله. وفي نفس الوقت هي رفض للشركة مع روحه القدس، لأنه " أية شركة للنور مع الظلمة؟!" (2كو 6: 14)... ولأن الخطية ضد الله، إذن فهي غير محدودة لأن الله غير محدود...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

لهذا نرى داود النبي يقول للرب "لك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت" (مز 50). ولم يقل أخطأت إلى أوريا وبتشبع زوجته... كذلك لما عرضت الخطية على يوسف الصديق، رفضها قائلًا "كيف أصنع هذا الشر العظيم، وأخطئ إلى الله؟!" (تك 39: 39)... ضع هذا إذن في ذهنك، وأنت تعرف أنك أخطأت إلى الله.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

كذلك ليس الاعتراف مجرد علاقة بينك وبين أب الاعتراف. إنما قبل كل شيء هو علاقة مع الله.

إنك تعترف إلى الله في سمع الكاهن، كما قال يشوع بن نون لعخان "يا ابني أعط مجدًا للرب... اعترف له وأخبرني الآن ماذا فعلت..." (يش 7: 19)... كذلك في التحليل، أنت تأخذ حلًا من الله من فم الكاهن. بهذا تشعر بوجود الله أثناء الاعتراف، وتستفيد روحيًا من اعترافك. كثيرون ينسون الوجود في حضرة الله أثناء الاعتراف. فتضيع هيبة الاعتراف، ولا يستفيدون الفائدة المرجوة.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/22-Al-Wasa2et-Al-Ro7eya/Spiritual-Means-26-CH07-Confession-2-Feelings.html

تقصير الرابط:
tak.la/a7k2dds