St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   16-El-Kahanout
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث

41- معلمون

 

ليس لكل أحد سلطان أن يعلم، بل للذين أعطى لهم.

لذلك قيل في (رو 12: 7): "أما المعلم ففي التعليم". وقال القديس بولس إن الله: "وضع في الكنيسة أولًا رسلًا، ثانيًا أنبياء، ثالثًا معلمين" (1كو 12: 28). وقال أيضًا: "إنه أعطى البعض أن يكونوا رسلًا، والبعض أنبياء والبعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين" (أف 4: 11).

وهذه الآية تربط بين الرعاية و التعليم. ولما كان الأساقفة هم الرعاة، لذلك نجد من شروط الأسقف أن يكون "صالحًا للتعليم" (1تى 3: 2)

وفى الرسالة إلى تيطس، يقول القديس بولس عن الأسقف، إنه يجب أن يكون "ملازمًا للكلمة الصادقة التي بحسب التعليم، لكي يكون قادرًا أن يعظ بالتعليم الصحيح ويوبخ المناقضين" (تى 1: 9).

St-Takla.org Image: An icon of Saint Timothy the Bishop. صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة القديس تيموثاوس الأسقف.

St-Takla.org Image: An icon of Saint Timothy the Bishop.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة القديس تيموثاوس الأسقف.

ويقول للقديس تيطس أسقف كريت: "وأما أنت فتكلم بما يليق بالتعليم الصحيح ويوبخ المناقضين" (تى 1: 9).

ويقول للقديس تيموثاوس أسقف أفسس: "اكرز بالكلمة. اعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب. وبخ انتهر عظ، بكل أناة وتعليم" (2تى 4: 2) "لاحظ نفسك والتعليم، وداوم على ذلك.." (1تى 4: 16).

وعمل التعليم مرتبط بالكهنوت منذ العهد القديم (ملا 2: 7). وفي العهد الجديد صار للرسل، والأساقفة وباقي رجال الكهنوت.

المسيح إلهنا المعلم الصالح، عهد إلى الرسل بالتعليم، حينما قال لهم: "اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مر 16: 15) " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم.. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى).  وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (مت 28: 19، 20). والرسل سلموا التعليم للأساقفة، وأمروهم أن يعلموا الشعب.

وهؤلاء رسموا قسوسًا وشمامسة، ليكونوا أمناء على التعليم. وفي (1تى 5: 17) يتحدث الرسول عن القسوس: "الذين يتعبون في الكلمة والتعليم".

وبقيت عبارة العهد القديم قائمة: "من فم الكاهن تطلب الشريعة".

أو كما ورد في سفر ملاخي النبي: "لأن شفتي الكاهن تحفظان معرفة. ومن فمه يطلبون الشريعة، لأنه رسول رب الجنود" (ملا 2: 7).

حقًا، ما أعجب هذا الوصف الذي قيل هنا عن الكاهن إنه "رسول رب الجنود".

ليس عمل الكاهن إذن مقتصرًا على تقديم الذبائح، إنما من أهم أعمالة: التعليم..

لأنه من فم الكاهن تطلب الشريعة. والشريعة موجودة كما في العهد القديم، كذلك أيضًا في العهد الجديد، تحتاج إلى من ينقلها إلى أسماع وأفهام الناس.

ولكن البعض يريدون أن يتعلموا من الروح القدس مباشرة! ويفهمون خطأ قول الكتاب: "ويكون الجميع متعلمين من الله" (يو 6: 45).

إن كان الله يريدنا أن نتعلم منه مباشرة، فلماذا إذن أعطى البعض أن يكونوا معلمين (أف 4: 11)؟

ولماذا وضع في الكنيسة معلمين (1كو 12: 28)؟ ولماذا أمر الأساقفة بالتعليم (1تى 4: 16)؟ ولماذا أمر بالوعظ والكرازة (2تى 4: 2)؟

عبارة "يكون الجميع متعلمين من الله" نفهمها بآية أخرى هي: "الذي يسمع منكم، يسمع منى" (لو 10: 16).

أي أن التعليم يكون مصدره هو الله، وشريعته التي تخرج من فم الكاهن، وليس من الهراطقة أو المبتدعين أو الأنبياء الكذبة، أو مدعى العلم والمعرفة وليس من الحية التي تكلمت في أذن الإنسان الأول، وليس من الذات.. إنما إن تعلمت من وكيل الله، يكون التعليم هو من الله، الذي قال لوكلائه: "لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم" (مت 10: 20).

أما أن ينتظر كل مؤمن أن يكلمه الله مباشرة في كل صغيرة وكبيرة، ويصبح كل واحد من رجال الوحي، فهذه كبرياء مستترة ترفض سماع التعليم. وهؤلاء لا نضمن ما هو الروح الذي سيكلمهم!

هوذا يوحنا الرسول يقول في صراحة كاملة: "لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله.." (1يو 4: 1).. ألعل الجميع - على مختلف مستوياتهم. لهم موهبة تمييز الأرواح؟!

على أن هذه النقطة تحتاج إلى شرح كثير؛ فكل الطوائف لها اجتماعات للوعظ والتعليم، ولها رجالها المسئولون عن تعليم الشعب..

هنا ونقف أمام آية تحتاج إلى شرح وهي قول الرب لتلاميذه القديسين:

"ولا تدعوا معلمين. لأن معلمكم واحد هو المسيح" (مت 24: 10).

لا يقصد السيد المسيح إطلاقًا إلغاء التعليم، لأنه دعا إلى ذلك بقوله: "وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (مت 28: 19). ولا يتفق إلغاء التعليم مع الحق الكتابي، ولا مع نشر الإيمان، ولا مع إرسال الله للأنبياء، ولا مع قوله عن الكاهن إن " من فمه يطلبون الشريعة" (ملا 2: 7).

إنما عبارة: "معلمكم واحد هو المسيح " قالها السيد لرسله فقط، وليس لجميع الناس. وتنطبق أيضًا على خلفائهم.

وبنفس المعنى قال: لا تدعوا لكم أبًا، ولا تدعوا سيدي. أما باقي المؤمنين، فلهم آباء روحيون، ولهم معلمون، فهكذا تعليم الكتاب بعهديه القديم والحديث.

هناك كلام كان الرب يقوله لتلاميذه فقط، وكلام آخر يقوله لجميع الناس. لذلك قال له بطرس في مثل السهر والاستعداد:

"يا رب ألنا تقول هذا المثل أم للجميع أيضًا" (لو 12: 41).

أما الذين يقدمون آية واحدة، لينشروا بها تعليمًا، تاركين باقي آيات الكتاب التي يتكامل بها المعنى، فهؤلاء يوبخهم الرب قائلًا:

"لا تضلوا إذ لا تعرفون الكتب" (مت 22: 29، مر 12: 24).

في كل تعليم إذن، علينا لكي نفهم المعنى، أو نتعمق فيه، أن نجمع الآيات الخاصة بهذا الموضوع "قارنين الروحيات بالروحيات" (1كو 2: 13) في غير تحيز أو تعصب. ننتقل إلى نقطة أخرى من عمل رجال الكهنوت وهي أنهم: مرشدون ومدبرون.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/16-El-Kahanout/Priesthood-041-Teachers.html

تقصير الرابط:
tak.la/3dhrkpx