St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-021-Sts-Church-Sidi-Beshr  >   002-Hatmeyat-Al-Tagasod-Al-Ilahy
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حتمية التجسد الإلهي - أ. حلمي القمص يعقوب

21- الطبيعة اللاهوتية للمسيح

 

St-Takla.org Image: From the contemporary Coptic art: Christ the Pantocrator صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة من الفن القبطي المعاصر: المسيح ضابط الكل

St-Takla.org Image: From the contemporary Coptic art: Christ the Pantocrator.

صورة في موقع الأنبا تكلا: من الفن القبطي المعاصر: المسيح ضابط الكل.

أولا - الطبيعة اللاهوتية:

أي جوهر اللاهوت الذي قال عنه الإنجيل " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله.. كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان.. فيه كانت الحياة" (يو 1: 1-3) فهو الابن الكائن منذ الأزل خالق كل شيء، وعندما تجسد في ملء الزمان لم يتخلَ عن ألوهيته ولم يُنتقص شيئًا من مجده بل ظل إلهًا في كمال مجده، فقد أخفى مجده "لم يزل إلهًا، أتى وصار ابن بشر، لكنه هو الإله الحقيقي، أتى وخلصنا" (ثيؤطوكية الخميس) حقًا انه تخلى عن مظاهر مجده خلال فترة التجسد " إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلًا لله. لكنه أخلى نفسه آخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس" (في 2: 6، 7) فهو الغني المساوي للآب ظهر في صورة الفقير من أجلنا " فأنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح انه من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره" (2 كو 8: 9) وهو القوي الذي ظهر في صورة الضعف وصنع بالضعف ما هو أعظم من القوة.

أما بالنسبة للبدع التي ثارت بشأن الطبيعة الإلهية، فأخطرها يتمثل في الأريوسية، فقد أخطأ أريوس القس السكندري في تفسير بعض آيات الكتاب المقدس التي تتناول جانب الناسوت في السيد المسيح، وتتكلم عن السيد المسيح في حالة تجسده وإخلائه مثل قول رب المجد "أبي أعظم مني" (يو 14: 28) "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلاَّ الآب" (مر 13: 32) والآيات التي تتكلم عن جوع وعطش وألم وموت السيد المسيح، ولذلك اعتقد بأن الآب أعظم من الابن، وتجرأ على القول بأن الآب خلق الابن، وبه خَلَقَ كل شيء، فتصدى له أباء الإسكندرية بداية من البابا بطرس خاتم الشهداء الذي حرمه وأوصى تلميذيه ارشيلاوس والكسندروس بعدم قبوله، وعُقِد بسببه مجمع نيقية سنة 325 م بدعوة من الإمبراطور قسطنطين، فوضع المجمع قانون الإيمان الذي يعلن مساواة الابن من الآب "نعم نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساو للآب في الجوهر.. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). " وطال الصراع مع الأريوسية بقيادة القديس أثناسيوس الرسولي الذي تحمَّل آلام النفي عدة مرات بسبب مؤامرات الأريوسيين ودسائسهم، والأمر العجيب أن هذه البدعة لم تنتهي لأنها ظهرت في أديان أخرى، وفي هذه الأيام تظهر في شهود يهوه (راجع كتابنا: البدع والهرطقات في الخمس قرون الأولى، وكتابنا: شهود يهوه.. هوة الهلاك، وكتابنا: ألوهية المسيح.. من يخفي الشمس؟) وعمومًا إن شاءت نعمة الله وعشنا فسيكون موضوع ألوهية السيد المسيح موضوع الكتاب الثالث من سلسلة الدراسات هذه.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-021-Sts-Church-Sidi-Beshr/002-Hatmeyat-Al-Tagasod-Al-Ilahy/Inevitability-of-the-Incarnation__21-Divinity.html

تقصير الرابط:
tak.la/z2jzj4y