St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-020-Father-Tadros-Yaacoub-Malaty  >   007-Short-Stories
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب قصص قصيرة (مع مجموعة من القصص الطويلة) - القمص تادرس يعقوب ملطي

480- قصة: خلف الجبل

 

إعداد: جرجس تادرس قريصة

 

مع غروب الشمس

ما أن أذنت الشمس بالمغيب، حتى خرج الرهبان، كل من قلايته، في لباسه الأسود، حاملًا على رأسه قلنسوة، ممسكًا بيده عكازه. الكل يسرع ليبتعد حتى يحظى بجلسة هادئة يتأمل فيها أعمال الله في الطبيعة ومحبته له.

مرت دقائق وإذا بالكل قد اختفى أو كاد يختفي، ولكن شخصًا واحدًا هرمًا كان قد اتكأ على عكازه، وبالكاد تتحرك قدماه. عيناه قد ارتفعتا إلى فوق تتأملان الشمس في أجمل لحظاتها وهي تقترب من المغيب، وترسل أشعتها القرمزية فتسطع على رمال

الإسقيط لتحيلها إلى حبيبات من الذهب المنثور... وهدوء البرية يخيم على كل الأرجاء.

بدأ الشيخ يناجي الله قائلا: "يا للمحبة الأبوية التي لخالقنا. لقد أعطيتنا هذه الشمس لتخدم البشرية كلها فتنير ظلمة الدنيا، وتبعث في الأرض حياة".

سجد الأب الراهب في خشوع ورهبة، ثم انتصب في شباب رافعًا عينيه إلى السماء مناجيًا.

"ربي. خالقي.

السموات تحدث بمجدك.

والفلك يخبر بعمل يديك.

يوم إلى يوم يذيع كلامًا، وليل إلى ليل يبدي علمًا. لا قول ولا كلام.

الذي لا يسمع صوتهم في كل الأرض خرج منطقهم، وإلى أقاصي المسكونة بلغت كلماتهم.

جعلت الشمس مسكنًا.

وهي مثل العروس الخارج من خدره.

St-Takla.org Image: A Coptic Orthodox monk sitting in his cell, reading and praying صورة في موقع الأنبا تكلا: راهب قبطي أرثوذكسي يقرأ في قلايته ويصلي

St-Takla.org Image: A Coptic Orthodox monk sitting in his cell, reading and praying

صورة في موقع الأنبا تكلا: راهب قبطي أرثوذكسي يقرأ في قلايته ويصلي

يبتهج مثل الجبار للسباق في الطريق.

من أقاصي السموات خروجها ومدارها إلى أقاصيها، ولاشيء يختفي من حرارتها".

عندئذ صمت الأب غارقًا في تأملاته لا يعرف كيف يعبر بلسانه. جال ببصره في البرية، وإذا بالرهبان متناثرين مثل الكواكب التي ترصع جلد السماء. كان يسمع ترانيم شجية وتسابيح مفرحة. اهتزت نفسه إذ رأى أولاده البالغين أكثر من 1000 ابن في الرهبنة، الكل يناجي خالقه.

وعندئذ بدأ يفكر في نفسه:

"ترى هل أنا بين ملائكة أرضيين أم بشر سمائيين؟

ألهب يا رب قلوب الكل بمحبتك".

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

وبينما هو يسير مبتعدًا عن الدير قليلًا قليلًا، إذ به يلمح أشباحًا غريبة تسرع لتختفي خلف الجبل. أجل هو يعرفهم جيدًا: إنهم بعض أفراد القبيلة التي بالقرب من دير العذارى المجاور لجبل شيهات؟

"ترى فيمَ يفكرون الليلة؟ وعلى من يتآمرون؟

فإنني أعرفهم تمامًا وأعرف رئيسهم.

إنه رجل شرس الطبع، لا يعرف قلبه الرحمة ولا يلين أمام إنسان.

إنه مجرم، قد احترف الإجرام.

إنه رئيس عصابة، قاطع طريق خطير.

يا رب بدد مشورتهم كما بددت مشورة أخيتوفل.

اذكر يا رب خلاص نفسه، وأعلن ذاتك له ولمن لم يعرفوك بعد.

وأنت يا جبل الًله القدوس. أما زلت تأوي قطاع الطرق واللصوص.

أما يكفى ما فعله بك أبونا البار القديس أبو مقار إذ حولك بنعمة الله إلى دائرة روحانية: صلوات، تضرعات، قداسات.

لقد جعلك سماء ثانية، ودعيت بجبل شيهات، أي ميزان القلوب.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

قطع هدوء الدير صوت حلو قادم من بعيد، إنها دقات جرس كنيسة دير العذارى. ثم توالت إلى سمعه دقات أجراس الأديرة تأتي إليه عبر الأثير، داعية لحضور صلاة الغروب.

وعلى وقع الأجراس كانت قدما الأب الراهب تقطع طريق العودة إلى الدير، واغلق باب الدير.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

خلف السور العالي الذي يحيط بدير العذارى كانت الراهبات يتقاطرن في هدوء وسرعة إلى كنيسة الدير يسجدن أمام الهيكل، ثم يأخذن بركة من المقصورة التي تحوى أجساد القديسين، وبعدها يتم السلام على الأم وبقية الأخوات، ثم تأخذ كل أخت مكانها في الكنيسة.

وارتفعت إلى علو السماء صلوات الغروب، وعلا صوت الأم الوقور في روحانية رقيقة.

"الرب يظلل على يدك اليمنى، فلا تحرقك الشمس بالنهار، ولا القمر بالليل.

الرب يحفظك من كل سوء.

الرب يحفظ نفسك.

الرب يحفظ دخولك وخروجك من الآن وإلى الدهر. هللويا".

ثم رنمت كل أخت مزمورها، ونعمن ببركات المساء، وعدن كل إلى قلايتها، تتعبد في سرية خفية.

وأما الأم فبعدما اطمأنت على كل الأخوات نظرت إلى كنيسة الحصن التابعة فوق قمة الدير وقالت: "يا ملاك ميخائيل، يا حارس الدير، فلتبدأ عملك من الآن". واتجهت إلى قلايتها وأوصدت الباب خلفها.

وعلى ضوء خافت ينبعث من شمعة أمام أيقونة السيدة العذراء، كانت الأم داخل قلايتها تفكر في أمور الدير، وتستعرض أمامها حالة كل أخت في الدير، ذاكرة حالتها الروحية طالبة لكل واحدة منهن نموًا في النعمة.

وبين الحين والحين تنظر إلى العذراء الأم متشفعة بها في حب وحنان.

وبعد ذلك شكرت الله من أجل مراحمه ومحبته رغم ضيق العيش الذي كن فيه في تلك الأيام، وابتسمت إذ تذكرت أن بعض الراهبات يفرقن من رزقهن على المساكين والفقراء.

شكرًا لك يا حبيبي يسوع فأنت المدبر الوحيد للدير. نسلم لك ذواتنا فافعل ما تشاء يا رب.

← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: Behind the Mountain.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 أعجوبة في الدير

في الوقت الذي فيه كان الليل يزحف بظلامه على برية الإسقيط كانت قدما إنسان تتجه إلى دير العذارى.

كان طويل القامة، مرتديًا ثياب راهب، وبيده عصا طويلة من الجريد، يتوكأ عليها ويجر قدميه على الرمال. ويسير في هيبةٍ ووقارٍ، وما هي إلا لحظات حتى كانت يداه تستخدمان عصاه في القرع على باب الدير.

وجاء صوت خافت: "من أنت يا سيدي؟"

عندئذ أجاب الرجل بصوت هادئ: "قولي للأم بأن المسكين دانيال القسيس الذي من شيهات قائم على الباب".

أجابت الأخت من الداخل: "لحظات يا أبي لأخبر الأم".

عندئذ قال لها: "بل قولي لها اقبليني عندكن للغداة لكي أستريح".

أسرعت الأخت مهللة، تحمل للأم نبأ قدوم الأنبا دانيال قس الإسقيط ووجوده خارج ديرهن طالبًا الدخول. وكان سرور الأم أعظم، فأمرت بقرع جرس الدير. فتجمعت الأخوات وأسرعن جميعهن ليستقبلن رجل الله الأنبا دانيال.

وفى سكينة الليل دوت الألحان. فأحالت الدير إلى ليلة عيد. وطأطأت الأم في مطانية metanoia وخشوع أمام الزائر القديس. وقبلت الأخوات قدمي ذلك الإنسان، وكانت لأكثرهن أمنية محببة هي رؤية الأنبا دانيال والنعمة التي تشع من وجهه، فتبعث في النفس سلامًا عجيبًا، يزيل الهموم ويحيلها إلى فرح دائم.

وكعادة الدير مع الضيوف، أسرعت الأخوات وأحضرن ماء في لقان، وغسلن رجليه. وكانت الأم القديسة تكرر الترحيب بالضيف، طالبة صلواته وبركاته من أجلها ومن أجل جميع الأخوات لكي يكلل الله حياتهن بسلام وهدوء إلى يوم اللقاء.

قالت الأم لتسمح لي يا أبي أن أحضر لك الأخت هيلانة فقد ولدت عمياء. وحضرت إلينا منذ سنوات وحياتها هادئة، تمارس الأسرار في نشاط دائم. ومحبتها في قلب كل أخت في الدير، لا ينقصها من نعم الله سوى نعمة النظر لتتمتع بقراءة كلمة الله.

وجاءت هيلانه بهداية إحدى الأخوات حتى أمام الضيف، وقالت الأم: "يا ليت قداستكم تصلي عليها لتبرأ مما بها.

قال: "قدمن لها فضلة الماء الذي في اللقان".

أخذت هيلانه الماء ورشمت عليه باسم يسوع وارتفع صوتها قائلة: "بصلاة القديس الأنبا دانيال يا رب لتكن إرادتك". وما أن اغتسلت حتى أسرعت الراهبة وارتمت عند قدمي الرجل وهى تقبلها وتقول:

" أبي. أبي.

إنني أبصر، بالحق أراك.

أنت رجل الله، أنت قديس البرية.

ماذا أرد من أجل صلواتك ومحبتك؟"

وفى وسط تهليل الراهبة وبهجتها انطلقت الراهبات ترتلن وتنشدن ممجدات الله صانع الخيرات. وكانت الأم تصرخ وتقول: "مباركة هي الساعة التي وصلت فيها إلينا. مباركة الساعة التي وطأت فيها قدماك عتبة الدير، يا أنبا دانيال. مبارك الآتي باسم الرب. شكرًا لله الذي أرسلك إلينا الليلة".

أما الرجل فلم يدرِ ماذا يفعل، وكانت الدموع تنهمر من عينيه. يحاول أن يمنع الراهبات من تقبيل قدميه، أما هن فقد تسابقن في التمسك به وأخذ البركة منه. راح الرجل في غيبوبة، ومرت أمام نظره كل حياته.

انزرفت الدموع من عينيه تجرى كما من ينبوع، وإذ طلبن منه أن يأتي ليصلي لهن تسبحة الشكر والتمجيد في الكنيسة، أجاب بدموع:

"يا بناتي. لتصلين من أجلي.

إني بالحق خاطئ...

اذهبوا ومجدوا الرب.

اتركوني وحدي لأبكي على خطاياي".

وبقدر ما كان يردد هذه الكلمات كن يتمسكن ألا يتركن إياه، ولكنه أصر على عدم ترك مكانه، وأمام إلحاحه ذهبن إلى الكنيسة وبقين طوال الليل يصلين ويسبحن ويمجدن الله.

أما هو فقد بقى بجوار الباب يبكي بدموع غزيرة، وظل في صراع عنيف.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

خلف الجبل

خرجت العروس من خدرها. في بهاء وروعة. ومع شروق الشمس كانت الأخوات يحتفلن بتوديع الضيف الكبير.

ترك الدير وهن واقفات لتوديعه حتى اختفى عن أنظارهن. وخلف الجبل ارتمى على الرمال في عويل وبكاء مرير، وسرت في جسده رعشة، وانتابه خوف عظيم، وازداد في البكاء والنحيب حتى تورمت عيناه.

وبعد ساعات انتصب وهو يصرخ:

"ويلي أنا الشقي. إن كان باسم أنبا دانيال تنفتح أعين العميان، فكم تكون عظمة ذلك الذي يعمل عمل الرب؟

ويلي كيف ضيعت زماني في عمل الرجاسات والشرور؟

من أنا المتنكر في زي الأنبا دانيال؟ وكيف تتجاسر شفتاي النجستان أن تنطقا باسمك يا أنبا دانيال؟

وابتدأ يخلع عنه ثياب الراهب ويقول:

"مباركة أنت أيتها الثياب. إنني لست أهلًا أن تمسكك يداي. أنا الخاطئ اللص، بل زعيم الأشرار.

ويلي! يا لعظم شقاوتي! كم أغضبت خالق السموات والأرض؟

أيتها الشمس يا من تنظري تعاستي أخبري خالقك بأنني غير مستحق أن أنظر إليك.

أيتها الرمل المباركة من أنا حتى أسير، وأخذ بين يديه حفنة من رمال

الإسقيط يقبلها ويبللها بالدموع؟ أيتها الرمال لقد قبلت قدمي القديس العظيم أبو مقار صاحب هذه البرية المقدسة.

لقد سار عليك موسى الأسود لصًا شريرًا ثم تهادت عليك قدما الأنبا موسى الأسود القديس البار.

سامحني يا خالق الرمال، فأنا خاطئ.

كم مرة نهبت؟ وكم مرة خربت؟ وكم مرة امتدت يداي إلى مقدسات العلي، وأنت صابر عليً يا ربي وإلهي؟

كنت تقدر أن تبيدني، أن تهلكني، لكنك طويل الأناة؟ ومنتهى رغبتك هي خلاص الخطاة".

ورفع يديه نحو المشرق قائلًا: "يا رب إنك لم تأتِ لتدعو الصديقين، بل الخطاة. فاقبلني إليك بصلاة الذين تعبوا من أجلك وأرضوك منذ البدء، وبحق صلاة الأنبا دانيال من الآن لن أرجع أسلك الطريق التي كنت أسلكها".

وارتمى على الرمال وأخذ ثياب الراهب والتحف بها وراح في نوم هادئ بعد أن أنهكته تلك الساعات الطويلة منذ أن وطأت قدماه عتبة الدير حتى هذه اللحظات.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الرفاق

كان لما ترك هذا اللص أفراد قبيلته بعد أن تنكر في زي الأنبا دانيال قاصدًا دير العذارى ليهيئ لهم الموضع كي ينهبوه براحة أن رفاقه أخذوا يلاحظوه من بعيد إلى أن أغلق عليه باب الدير.

كانوا قيامًا وسيوفهم في أيديهم ينتظرون رئيسهم واللحظة التي سيدخلون فيها دير العذارى بسهولة، ذلك الدير الذي يحيط به الحصن العالي الذي كثيرا ما حاولوا أن يتسلقوه ولم يستطيعوا.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

طال انتظارهم وعيونهم على الباب، والباب موصد بلا حراك. مرت الساعات وانتابهم قلق عظيم تحول إلى شك، وتبدل بعد فترة إلى رعب وخوف. ولما أنار الضوء وانقطع رجاؤهم فيه انصرفوا إلى مكانهم حزانى وانتظروه حتى منتصف النهار فلم يعد.

خرجوا يبحثون عنه في الصحراء إلى أن مروا خلف الجبل، وهالهم المنظر. زعيمهم الجبار مُلقى على الرمال في حالة يُرثى لها.

أسرعوا إلى مكانه وابتدأوا يتشاورون في حيرة وتعجب: ماذا حدث؟ لماذا هو هكذا؟

قال أحدهم في سخرية: "لعل العذارى تغلبن عليه".

قال آخر: "لعله كان يريد أن يترهب ويسكن عندهن فطردنه".

وقال ثالث: "لعل راهبة منهن جعلته نصرانيًا".

ابتسم الوجه العبوس ورد في صوت هادئ: "حقًا لقد نطق روح الله على فمك بأنني أترهب، وأن راهبة منهن جعلتني نصرانيًا".

قال كبير الرفاق: "ما الذي أصابك؟ لعلك وجدت جواهر حسنة، وتريد أخذها لنفسك وتغدر بنا. أرنا ما معك".

فتشوه، فوجدوه بأسوأ حال، لقد اصفر وجهه وذبلت عيناه وقد تغير كل كيانه، وتبدلت طباعه الشرسة إلى هدوء لم يألفوه فيه من قبل.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

بدأ يقص عليهم ما حدث منذ دخوله الدير، وأمر العذراء العمياء حتى الساعة التي هم فيها. فلما سمعوا انتابهم خوف، وخيم عليهم صمت رهيب وعندئذ بدأ كل منهم يفكر في نفسه وحياته. وأخيرًا استقر رأيهم على رؤية هذا القديس التي تمت باسمه أعجوبة فتح عيني الراهبة. وقاموا لتوهم متوجهين إلى حيث يوجد الأنبا دانيال.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

عند الأنبا دانيال

قبيل الغروب التقى الرجال ومعهم شيخهم التائب بالقديس الأنبا دانيال. رحب القديس بهم، وكان يسلم عليهم كمن يعرفهم، وأخيرًا وجه نظره إلى صاحبنا الباكي وقال له:

"مالك تبكي يا ابني؟ فإن الرب قد اختارك إناء يحمل اسمه".

ثم ابتسم الأنبا دانيال وقال في هدوء: "كيف حال الدير؟ وما هي أخبار هيلانة؟"

ارتعب صاحبنا جدًا، وسقط عند قدمي القديس صارخًا:

أخطأت يا أبي. سامحني.

عندئذ استرسل اللص يقص ما حدث وهو يبكي. إلى أن قال: "وباستخفاف يا أبي أمرتهن أن تغسل عينيها بالماء الذي في اللقان. وبالإيمان، وبصلواتك يا أبي كانت الأعجوبة وشفاها الله".

عندئذ ابتسم الأنبا دانيال وقال:

"لقد عرفت كل شيء، فمنذ وقت دخولك إليهن، وأنا كنت حاضرًا بينكم بالروح.

وأنت أيها الحبيب. بالإيمان تستطيع أن تنقل الجبال.

بالإيمان تستطيع أن تسرق الملكوت، والباب مفتوح أمامك، والرب يسوع يدعوك أنت والرفاق الأحباء.

وما عليكم إلا أن تتوبوا بعزم أكيد بتوبة صادقة".

قال اللص التائب: "لقد عاهدت الله ألا أعود إلى حياتي الأولى، وأريد أن أترهب يا أبي".

عندئذ أخذ الأب يشجعه ويحدثه عن محبة الله، وقطع الحديث صوت حلو قادم من بعيد ثم توالت دقات أجراس الأديرة تدعو لصلاة الغروب.

انتصب الأب القديس ومن معه، وعلى وقع دقات الأجراس كانت الأقدام تتجه نحو الدير، وفتح الباب ليستقبل الأب القديس ومعه التائبون ودقت الأجراس.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-020-Father-Tadros-Yaacoub-Malaty/007-Short-Stories/Short-Stories-0480-Behind.html

تقصير الرابط:
tak.la/2kjr8qr