St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-020-Father-Tadros-Yaacoub-Malaty  >   005-Al-3eza-3ala-Al-Gabal
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الموعظة على الجبل للقديس أغسطينوس - القمص تادرس يعقوب ملطي

119- هل الخبز اليومي هو التناول؟

 

St-Takla.org Image: Jesus, Sermon on the Mount, painting by Fra Angelico, 1440 صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة العظة على الجبل، رسم الفنان فرا أنجيليكو، 1440

St-Takla.org Image: Jesus, Sermon on the Mount, painting by Fra Angelico, 1440.

صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة العظة على الجبل، رسم الفنان فرا أنجيليكو، 1440 م.

أما عن فهم الخبز اليومي على أنه سر الإفخارستيا - أي جسد ربنا يسوع - فإننا نجد البعض يعترضون على ذلك بسبب عدم اشتراكهم يوميًا في العشاء الرباني. فلكي يدافعوا عن عدم اشتراكهم اليومي فيه، وقد ساعدهم المسئولون في الكنيسة على ذلك بعدم ردعهم، لذلك لا يفهمونه على أنه خبز يومي. لأنهم لو نظروا إليه كخبز يومي لاعتبروا أنفسهم مرتكبين خطأ عظيمًا بعد اشتراكهم فيه... غير أنه ليس الآن مجال لمناقشة هذه الجماعة.

هناك اعتبار يجب أن يراعيه أولئك الذين يدركون ضرورة عدم إضافة أو حذف أي كلمة من الصلاة الربانية، وهو أنه إذا كان يفهم التناول على أنه هو الخبز اليومي، فكيف نصلي الصلاة الربانية مرة واحدة فقط في اليوم، أو حتى إن كنا نصلي بها مرتين أو ثلاث مرات قبل اشتراكنا في جسد الرب ودمه فإننا لا نستطيع أن نصلي بها بعد تناولنا، وإلا كأننا نطلب منه أن يعطينا ما قد نلناه، أو هل هناك ما يجبرنا على إقامة سر الإفخارستيا في آخر ساعات النهار حتى نتمكن من الصلاة بها طول اليوم؟!

أما الآن فقد بقى لنا أن نفهم الخبز اليومي على أنه خبزًا روحيًا، أي تنفيذ الوصايا الإلهية. فكما يقول الرب "اعملوا لا للطعام البائد"، علاوة على هذا فإنه يدعى طعامًا يوميًا في هذا الزمان ما دامت هذه الحياة تقاس بالأيام. والحقيقة أنه طالما تجتاز الروح فترات تسمو فيها وأخرى تنحط فيها، أي تارة تشتهي الأمور الروحية وأخرى الأشياء الجسدية، فتكون الروح كما لو كانت تنتعش بالطعام تارة وتجوع تارة أخرى. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فالخبز اليومي ضروري لإشباع الجائع وإقامة الساقط. فكما يشبع جسدنا في هذه الحياة بالطعام، لأنه يشعر بالفقدان. هكذا إذ تكابد الروح من الشهوات الزمنية يحدث لها ما يمكن أن يسمى فقدانًا أمام الله، لذلك تنتعش بطعام الوصايا. أضف إلى هذا أنه قيل "أعطنا اليوم" أي طالما يدعى اليوم أي ما دمنا في هذه الحياة، لأننا في الحياة الأبدية سننتعش بغزارة من الطعام دون أن يدعى خبزًا يوميًا، لأن الناجم عن تعاقب الأيام سوف ينتهي. "فاليوم" يقصد به الحياة الحاضرة، ذلك كما قيل "اليوم إن سمعتم صوته" مفسرًا الرسول ذلك في رسالته إلى العبرانيين ما دام الوقت يدعى اليوم.

أما إذا أراد شخص أن يفهم الخبز اليومي على أنه الطعام الضروري للجسد أو سر الإفخارستيا، ففي هذه الحالة ينبغي عليه الأخذ بالمعاني الثلاثة معًا أي نسأل من أجل الخبز الضروري للحياة وجسد الرب ودمه وكلمة الله الغير منظورة.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-020-Father-Tadros-Yaacoub-Malaty/005-Al-3eza-3ala-Al-Gabal/Sermon-on-the-Mount-119-Eukharist.html

تقصير الرابط:
tak.la/tdv8436