St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-020-Father-Tadros-Yaacoub-Malaty  >   005-Al-3eza-3ala-Al-Gabal
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الموعظة على الجبل للقديس أغسطينوس - القمص تادرس يعقوب ملطي

59- تعليق على آراء القديس أغسطينوس في الزنا والزواج

 

St-Takla.org Image: Jesus in the Sermon on the Mount painting, by James J. J. Tissot صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح في الموعظة على الجبل، رسم الفنان جيمز جي. ج. تيسوت

St-Takla.org Image: Jesus in the Sermon on the Mount painting, by James J. J. Tissot

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح في الموعظة على الجبل، رسم الفنان جيمز جي. ج. تيسوت

لقد ذاق أغسطينوس مرارة الزنا والشر حتى بلغ سن الثالثة والثلاثين من عمره وتمتع بحلاوة العفة والطهارة، وقد تحولت أحاسيسه وعواطفه نحو محبة إلهه... إنه يرى المسيح الأساس الحقيقي الذي تبنى عليه حياتنا وأفكارنا وتصرفاتنا كبيرها وصغيرها. لذلك لا يرى في الزواج مجرد إتحاد جسدي يهدف لإشباع غريزة جنسية بل اتحادًا جسديًا وروحيًا مع اتحادهما بالمسيح، فعلاقة الزوج بزوجته ليست مجرد علاقة جنسية بل علاقة محبة كعلاقة المسيح بعروسه "الكنيسة" كقول الرسول "أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضًا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها" (أف25:5، 26).

فالذي يربط الزوجين ويوحدهما هو الروح القدس لا الشهوة، لذلك إن كان الزواج صحيحًا فلا يمكن أن يحله أمر من الأمور سوى الزنا، ذلك الاستثناء الذي سمح به المسيح. وفي هذا يقول القديس أغناطيوس الشهيد "يجب على المتزوجين والمتزوجات أن يجروا اتحادهم برأي الأسقف لكي يكون الزواج مطابقًا لإرادة الله لا بحسب الشهوة" رسالة بوليكربوس فصل 6. ويذكر أغسطينوس في عظته الأولى من "عظات على فصول منتخبة من العهد الجديد" بأن الذي يأخذ زوجة ويلتقي بها لمجرد الشهوة فليعلم أنه مريض ويحتاج إلى شفاء.

غير أنه بلغ بأغسطينوس أن يرى أن الزواج يكون أكبر بركة لو لم يوجد بين الزوجين اتصالًا جنسيًا، ليس احتقارًا لهذا الأمر بل لأن الرباط الذي يربطهما هو الحب الخالص... وذلك كمن يرجو أن يحيا في هذا العالم بدون طعام لا لأن في الطعام نجاسة بل لأنه ليس هدفًا بل مجرد وسيلة للحياة (أنظر عظته الأولى التي أشرت إليها في هذا التعليق).

يجب أن نلاحظ بغاية الدقة أن أغسطينوس لم يحرم الزواج أو الاتصال الجسدي بين الزوجين وإلا كان مخطئًا.

يجب أيضًا ملاحظة أن عدم اتصالهما الجسدي لا يكون دائمًا لأنه ما داما قد أرادا البتولية فلم تزوجا؟! ألم تكن البتولية أو الرهبنة أفضل لهما؟! بل لو امتنع أحد الزوجين عن الآخر بدون تمييز فقد يعرض الآخر أو نفسه للعثرات، لهذا نهى الرسول عن مثل هذا الامتناع قائلًا: "لا يسلب أحدكم الآخر إلا أن يكون على موافقة إلى حين لكي تتفرغوا للصوم والصلاة ثم تجتمعوا معًا لكي لا يجربكم الشيطان بسبب عدم نزاهتكم (1كو5:7). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أما بالنسبة لبعض القديسين الذين عاشوا في حياة البتولية رغم زواجهم أمثال البابا ديمتريوس الكرام (البابا 12) بطريرك الإسكندرية والقديس مقاريوس الكبير وغيرهما فذلك لأنهم قد أجبروا هم وزوجاتهم على الزواج رغم إرادتهم من عائلاتهم مع أنهم قد رغبوا هم ونساؤهم في البتولية أو الرهبنة.

 

حقًا هناك مناسبات ينبغي فيها الامتناع المؤقت عن الاتصال الجنسي -لا بكونه دنساً أو نجسًا- بل يشبه الامتناع عن الأطعمة (الصوم) وذلك للتفرغ للعبادة ويشترط في ذلك موافقة الزوجين معًا حتى لا يعثر أحدهما. هذه المناسبات هي:-

1- ليلة التناول من الأسرار الإلهية.

2- أيام الصوم.

3- أيام الآحاد لأنها أيام مقدسة للرب يتفرغون فيها للعبادة.

4- يوم الزواج وذلك لتناولهما من الأسرار الإلهية... وحتى يشعرا بأن الهدف من زواجهما ليس مجرد إشباع الغريزة الجنسية بل المحبة أولًا في المسيح يسوع.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-020-Father-Tadros-Yaacoub-Malaty/005-Al-3eza-3ala-Al-Gabal/Sermon-on-the-Mount-059-Comment.html

تقصير الرابط:
tak.la/78x3hbm