St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-020-Father-Tadros-Yaacoub-Malaty  >   005-Al-3eza-3ala-Al-Gabal
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الموعظة على الجبل للقديس أغسطينوس - القمص تادرس يعقوب ملطي

6- أغسطينوس في ميلان

 

St-Takla.org Image: Saint Augustine Bishop of Hippo, painting by Sandro Botticelli, 1480, Fresco (transferred to canvas), 185 x 123 cm, Ognissanti, Florence صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة القديس الأنبا أغسطينوس أسقف هيبو، رسم الفنان ساندرو بوتيشيللي سنة 1480، فريسكو (تصوير جصي) محول إلى قماش بمقاس 185×123 سم، في أوجنيسانتي، فلورنسا

St-Takla.org Image: Saint Augustine Bishop of Hippo, painting by Sandro Botticelli, 1480, Fresco (transferred to canvas), 185 x 123 cm, Ognissanti, Florence.

صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة القديس الأنبا أغسطينوس أسقف هيبو، رسم الفنان ساندرو بوتيشيللي سنة 1480، فريسكو (تصوير جصي) محول إلى قماش بمقاس 185×123 سم، في أوجنيسانتي، فلورنسا.

أرسل حاكم ميلان يطلب من حاكم مدينة روما أستاذًا للبيان فأرسل له أغسطينوس. وهناك دبرت له العناية الإلهية الالتقاء بأسقف المدينة القديس أمبروسيوس (أمبروزو)، الذي شمله بعطفه وحنانه حتى أحبه أغسطينوس، كما أعجب بعظاته. فكان مداومًا على سماعها لما فيها من قوة البيان، دون أن يهتم بما احتوته من معانِ جليلة وغذاء دسم للروح. لكن سرعان ما بدأ النور ينبعث وتتجلى المعاني أمامه، إذ أعجب أغسطينوس من تفسير الأسقف للعهد القديم، الذي يحتقره المانويين، بطريقة روحية رائعة. كما كان يسمع ردوده على أتباع ماني وغيرهم من المبتدعين. فانكشفت أضاليل المانوية أمام أغسطينوس ووضح خداعها له فقطعها بعد أن قضى تسعة أعوام سماعًا فيها (السماعون في المانوية هم معتنقو المذهب غير العاملين به، أما الصديقون أو المختارون فهم أتباعه الأوفياء علمًا وعملًا). ويذكر الأستاذ يوسف كرم أن القديس أغسطينوس لم يعرف أين يتوجه إذ كان مضطربًا بحجج الشكاك بسبب ما كان قد قرأه في كتاب "المقالات الأكاديمية" لشيشرون، فوقع في أزمة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). غير أن شكه لم يتناول وجود الله أو عنايته بالخليقة. فعاد ونظر إلى الكنيسة التي وجد فيها أربع علامات تدل على أنها من الله، هي أن فيها تتحقق نبوات العهد القديم، وفيها يتصل الكمال الروحي، وتصنع المعجزات، وقد انتشرت رغم ما لاقته من عنت شديد. فاعتقد أن النجاة في الكنيسة، غير أن اعتقاده هذا لم يبدد شكوكه، بل كان مترددًا في إمكان اليقين وحل المشكلات الأكاديمية.

نعود إلى مونيكا التي سمعت بسفره إلى ميلان، فقامت تخوض البحار وتجوب القفار مسرعة إلى ميلان، لتحيا مع ابنها لعلها تستطيع بنعمة الله أن تهديه إلى الحياة. ويذكر أغسطينوس عنها أنه بينما كانت آتية إليه هبت عاصفة شديدة في البحر فلم تضطرب، مع أنه لم يسبق لها أن ركبت سفينة، بل كانت تشجع ربان السفينة والبحارة.

قابلها أغسطينوس بذلك الخبر السار ألا وهو تركه المانوية تمامًا غير أنه لم يؤمن بعد بالإيمان المسيحي المستقيم. فالتفتت إليه بهدوء، وقالت: "إن لي رجاء بالمسيح بأن قبل مفارقتي هذه الأرض أراك مؤمنًا"، وأخذت تحثه على معاشرة الأسقف واستماع عظاته ونصائحه. كل هذا ودموعها لم تنضب بعد لأجل توبته ورجوعه، لأنه إلى ذلك الحين لم يكن مؤمنًا بالمبادئ المستقيمة بل كان منجذبًا بالشهوات حتى كان يقول إن حفظ العفة يعتبر أمرًا مستحيلًا.

بدأ أغسطينوس يقرأ بعض كتب الأفلاطونيين المنقولة من اليونانية بواسطة فيكتريانوس، التي استفاد منها الكثير، على أنها لم تقُده إلى المسيحية، بل كان قد آمن بالمسيحية (عقليًا) وقد أفادته هذه الكتابات في حل مشكلات عقلية، كانت تحول بينه وبين فهم المسيحية. ويعلل الأستاذ يوسف كرم ذلك بأن أغسطينوس فرح بالفلسفة الأفلاطونية لأنه ظن أن فيها العقائد المسيحية الكبرى رغم عدم وجود هذه العقائد فيها، مما يدل على أنه كان قد آمن بالمسيحية قبل قراءته لهذه الكتابات.

عاد أغسطينوس إلى الكتاب المقدس مرة أخرى وبخاصة رسائل بولس الرسول التي أعجب بها كل العجب، كما أعجب بتوفيقها بين العهد القديم والجديد. قرأ الكتاب المقدس في هذه المرة  فرأى ما لم يره قبلًا عند قراءته الأولى، ولا في كتب الفلاسفة، رأى مخلصًا جاء ليمحو كل آثامنا ورأى النعمة الإلهية تعيننا على فعل الخير والانتصار على الشر.

دبرت العناية الإلهية أن يزوره سمبليانس حيث بدأ يخبره عن قراءته في كتب الفلسفة الأفلاطونية التي عنى بنشرها فيكتريانوس (فيكتوريانوس هو معلم البيان في روما، ذاعت شهرته حتى نصب له تمثالًا في روما. وقد ترجم بعض كتابات أرسطو وبعض رسائل أفلاطين كما ترجم بعض كتابات الأفلاطونيين الجدد. وقد اعتنق المسيحية، وألف كتب لاهوتية عديدة)، فأظهر له سمبليانس سروره من مطالعته لهذه الكتب. ثم أخبره عن اعتناق فيكتريانوس للمسيحية وسلوكه في حياة الفضيلة. فلما سمع ذلك شبت فيه نيران الغيرة راغبًا في الإقتداء به، غير أنه كان لا زال أسيرًا للعادات الشريرة المرة.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-020-Father-Tadros-Yaacoub-Malaty/005-Al-3eza-3ala-Al-Gabal/Sermon-on-the-Mount-006-Augustine-Milan.html

تقصير الرابط:
tak.la/6rbnznh