St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-018-Father-Athanasius-Fahmy-George  >   011-Resala-LeKol-Nafs-Motadika
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب رسالة إلى كل نفس متضايقة | إيميل لكل متضايق، للقمص أثناسيوس فهمي جورج

10- المطرقة والأكاليل والبركات

 

St-Takla.org         Image: Jesus in heaven with Saints, by T. Sawsan, modern Coptic art صورة: السيد المسيح مع القديسين في السماء - رسم تاسوني سوسن، فن قبطي حديث

St-Takla.org Image: Jesus in heaven with Saints, by T. Sawsan, modern Coptic art

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح مع القديسين في السماء - رسم تاسوني سوسن، فن قبطي حديث

حقًا يود الله أن يقدم الإكليل للنفس التي تتزكى فحينما تقف كل الأذرع البشرية عاجزة تظهر يد المسيا المخلصة والشافية والمحيية، لتخلص ولتشفي ولتحيي، إنه لا ينتظر من يدعوه، شافيًا كل الجراحات المستعصية فالشفاء الروحي أحد المكونات الأساسية لعمله الخلاصي.

عندما يسقط الإنسان تحت التأديب يظن أن الله قد نسيه أو أنه قد نقض عهده معه، هذه هي إحساسات المجربين عندما لا يرون حب الله وعنايته وأن هذه الآلام هي لخيرهم ولخلاصهم وأنها تحولهم إلى مدينة حصينة وإلى حقل مثمر ولمرعى خصب ولقصر ملوكي ولعرش يحمل روح الغلبة محققين بذلك قصد الله.

ما أتعس الذين يستخفون بإنذارات الله والذين لا يريدون أن يبقوا الله أساسًا لهم يسُلمون إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق، فالبار يصير له التأديب كتجربة تنقية الذهب، أما الشرير تصير له كعقوبة سحق الزجاج للأول تؤول للمجد وللثاني تؤول للرماد "كالقش الذي تذريه الريح" (مز1: 4).

فإن كان الشيطان كالمطرقة والنفس البارة هي كالماسة التي يمسكها الله في يديه ويحميها ويضعها تحت نظره، فإن تلك الماسة لا يمكن أن يصيبها أي ضرر، لأنها محمية بحماية الحمل ومصونة بحفظ يده العالية.

إن النفس البارة لا تقوى عليها المطرقة لأنها حجر كريم وماسة أصيلة ولأنها تعتبر أن التأديب علامة الحب والاهتمام لذا تحتملها وتصبر عليها، فعندما لا يُعاقب الإنسان على الأرض يظل هكذا بدون عقاب حيث يتم عقابه في يوم الدينونة لأن الله لا يعاقب الخطاة بسبب غضبه عليهم كما يظن البعض، أو بمعنى آخر عندما يوقع الله عقابًا على إنسان خاطئ، لا يوقعه بدافع الغضب بل على العكس فإن غضب الله على الإنسان يظهر في عدم توقيع العقاب عليه، لأن الإنسان المُعاقب حتى ولو تألم تحت تأثير هذا العقاب إلا أن القصد هو إصلاحه وتقويمه، يقول داود "يا رب لا توبخني بغضبك ولا تؤدبني بسخطك" (مز6: 1) إن أردت أن تؤدبني يا رب فكما يقول أرميا "أدبني يا رب ولكن بالحق لا بغضبك لئلا تفنيني" (أر24: 10)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. كثيرون أصلحوا بسبب عقوبات الرب وتأديباته لهم، فحينما يخطئ أبناء الله يتم عقابهم لكي تكون أمامهم فرصة للرحمة من قبل الرب لأن الذي يخطئ ولم يُعاقب حتى الآن يكون ذلك علامة على عدم استحقاقه للعقاب بعد. إذ أن عقابه مدخر ليوم الغضب.

إن صبرنا وشكرنا واحتمالنا للضيقات يجعلنا مستحقين لمزيد من البركات الإلهية، ما كان ممكنًا أن ننالها بدون هذه التجارب التي سمح بها الله لنا، فالتجارب تقومنا وتحفظ وديعة كنوزنا لذا يقول معلمنا بولس الرسول: "بل ونفتخر في الضيقات" "فَالضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا، وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً، وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي". إنها خبرة النفس التي دخلت آتون التمحيص ونار التجربة وخرجت ظافرة، تلك النفس المطلوبة بتزكيتها تنال إكليل الحياة (رو5: 3).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-018-Father-Athanasius-Fahmy-George/011-Resala-LeKol-Nafs-Motadika/Email-to-the-Disturbed-10-Hammer.html

تقصير الرابط:
tak.la/sr29jmp