St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-013-His-Grace-Bishop-Metaos  >   003-El-Hekma
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الحكمة والإفراز في الجهاد الروحي - نيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس أسقف دير السريان

3- الحكمة الروحية والبساطة

 

St-Takla.org         Image: Grass, a photo from our journey to Ethiopia, 2008 صورة: عشب أخضر جميل، اللقطة من رحلتنا إلى الحبشة عام 2008

St-Takla.org Image: Grass, a photo from Saint TaklaHaymanot's Website journey to Ethiopia, 2008 - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008.

صورة في موقع الأنبا تكلا: عشب أخضر جميل، اللقطة من زيارة موقع الأنباتكلاهيمانوت إلى الحبشة عام 2008 - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا، إبريل - يونيو 2008.

العقل هو الملك الرقيب على الحواس والأفكار، والإفراز هو الحكمة الروحية والرأي السديد الصائب الذي يتعلمه الإنسان من علاقته بالله والكتاب المقدس كما يتعلمه من كثرة المشورة وسؤال العقلاء والحكماء الروحانيين والشيوخ المختبرين.

الإفراز يوصل الإنسان إلى الاعتدال، والاعتدال في الحياة الروحية وفى الممارسات النسكية هو الطريق الوسط الملوكي الهادئ الذي يوصل إلى الهدف بسلام. وتوجد حكمة مشهورة عند الآباء الرهبان يرددونها كثيرًا قائلين "الطريق الوسط خلص كثيرين" أي أن الاعتدال والبعد عن التطرف والمغالاة يوصل كثيرين إلى طريق الخلاص والحياة الأبدية.

لذلك كان المرنم يصلى لله بحرارة أن يهدى خطواته في الطريق المستقيم فلا ينحرف ولا يتطرف يمينًا ولا يسارًا فيقول "عرفني يا رب الطريق التي أسلك فيها لأني إليك رفعت نفسي. علمني يا رب أن أصنع مشيئتك لأنك أنت هو إلهي. روحك القدوس فليهدني إلى الطريق المستقيم" (مز 143: 8-10) والطريق المستقيم هو الطريق الوسط. والخط المستقيم هو أقصر الطرق للوصول إلى الهدف.

الفضيلة دائمًا هي الطريق الوسط بين رذيلتين، والإنسان الذي يمارس الفضائل بحكمة وإفراز يسير دائمًا في الطريق الوسط المعتدل المستقيم عالمًا أن الإفراط (المغالاة والتطرف اليميني في الفضيلة) مثل التفريط (التهاون اليساري في الرذيلة) وكلاهما له نتيجة واحدة هي ضياع الفضيلة وفقدانها.

ينصحنا ربنا يسوع المسيح قائلًا "كونوا حكماء كالحيات بسطاء كالحمام" (مت 10: 16) أي امزجوا الحكمة بالبساطة فتكون لكم الحكمة البسيطة والبساطة الحكيمة، لا تتطرفوا في الحكمة فتتحول إلى خبث ومكر ولا تتطرفوا في البساطة فتصل إلى البلاهة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). سيروا في الطريق الوسط الملوكي كما قال موسى عظيم الأنبياء "في طريق الملك نمشى، لا نميل يمينًا ولا يسارًا" (عدد 20: 17).

والذي يسير في الطريق الوسط المعتدل المستقيم في ممارسة الفضيلة يسير بخطى ثابتة متمكنة فينجو من الهزات والشطحات ويكمل مسيرته الروحية بسلام وأمان. ويقول في ذلك إشعياء النبي "ذو الرأي الممكن تحفظه سالمًا سالمًا" (أش 26: 3) كما يقول "طريق الصديق استقامة (أي اعتدال)" (أش 26: 7).

وكان القديس العظيم الأنبا أنطونيوس أب الرهبان معتدلًا في نسكه فنقرًا عنه أنه أمضى عشرين سنة في المغارة في الصوم والنسك وخرج منها لا نحيفًا ولا بدينًا، وهذا كنتيجة لاعتداله واتزانه في النسك والصوم والعبادة.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-013-His-Grace-Bishop-Metaos/003-El-Hekma/Wisdom-in-Spiritual-Life-03-Simplicity.html

تقصير الرابط:
tak.la/hqrw7c2