St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-012-Father-Abdel-Messih-Basiet-Abo-El-Kheir  >   009-3azazil
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب رواية عزازيل: هل هي جهل بالتاريخ أم تزوير للتاريخ؟ (ردا على رواية عزازيل للدكتور يوسف زيدان) - القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير

34- أكذوبة تدمير السيرابيوم والمعابد الوثنية!

 

St-Takla.org Image: A large upper part of a marble statue representing the god Serapis, which was the official god of Alexandria during the Greek-Roman age. I was one of the Alexandrian holy Trinity (Serapis, Isis and Harpocrates). The head is separated from the body, with holes in the shoulders for arms - Date: Hellenistic (photo 6) - Alexandria National Museum, Egypt (Greco-Roman Monuments) - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, November 13, 2019. صورة في موقع الأنبا تكلا: الجزء العلوي من تمثال رخامي ضخم يصور الإله سيرابيس، المعبود الرسمي لمدينة الإسكندرية طوال العصرين اليوناني والروماني، وكان أحد أعضاء الثالوث السكندري المقدس: سيرابيس، إيزيس، حربوقراط. الرأس منفصلة عن جسم التمثال، ويوجد على جانبيّ الكتفين ثقوب لتثبيت الذراعين، العصر: هلنستي (صورة 6) - من صور متحف الإسكندرية القومي، مصر (قسم الآثار اليونانية الرومانية) - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 13 نوفمبر 2019 م.

St-Takla.org Image: A large upper part of a marble statue representing the god Serapis, which was the official god of Alexandria during the Greek-Roman age. I was one of the Alexandrian holy Trinity (Serapis, Isis and Harpocrates). The head is separated from the body, with holes in the shoulders for arms - Date: Hellenistic (photo 6) - Alexandria National Museum, Egypt (Greco-Roman Monuments) - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, November 13, 2019.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الجزء العلوي من تمثال رخامي ضخم يصور الإله سيرابيس، المعبود الرسمي لمدينة الإسكندرية طوال العصرين اليوناني والروماني، وكان أحد أعضاء الثالوث السكندري المقدس: سيرابيس، إيزيس، حربوقراط. الرأس منفصلة عن جسم التمثال، ويوجد على جانبيّ الكتفين ثقوب لتثبيت الذراعين، العصر: هلنستي (صورة 6) - من صور متحف الإسكندرية القومي، مصر (قسم الآثار اليونانية الرومانية) - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 13 نوفمبر 2019 م.

كما صور د. زيدان البابا ثاوفيلوس وهو يدمر معبد السيرابيوم ولا يبقي منه إلا تمثال سيرابيس، فيقول بلسان الراهب: "كل ما حولي يومها كان بديعًا، إلا ذلك التمثال البائس الذي يتوسط الطريق. عرفت بعد أسابيع، أنه تمثال لإله كانوا يسمونه سيرابيس وقد استبقاه أسقف الإسكندرية السابق ثيوفيلوس من معبد السيرابيوم الكبير، بعدما هدمه على رؤوس الوثنيين المعتصمين فيه. وقد أقام الأسقف التمثال البائس في وسط الطريق، ليفجع الوثنيين بمصير معبودهم، ويخلد انتصاره عليهم بإهانة آلهتهم إلى الأبد. جرى هدم المعبد الكبير في العام الذي ولدت فيه، أعني سبع عشرة ومائة للشهداء، الموافقة لسنة إحدى وتسعين وثلاثمائة للميلاد المجيد"[120].

وهو هنا كعادته يربط المصائب، التي أوحى له بها عزازيله وشيطانه الشرير، بسنة 391م السنة التي أعلنت فيها المسيحية كديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية، وكأن السنة التي أُعلنت فيها المسيحية كديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية هي سنة مبتدأ المصائب والكوارث! ولست أدري عن أي مسيحية يتكلم د. زيدان؟! هل هي في كوكب المشترى أم في كوكب زحل، أم في كتاب أساطير ألف ليلة وليلة؟! ولا كيف أوحى بها له عزازيله الشرير الذي لم يستطع إلهه المألوه أن يعينه عليه فغرر به؟!

كما يصور المسيحيين وهم يهللون لهدم الأوثان: "مررت بجماعة من رجال الكنيسة يتجهون شمالا، وحولهم عمال يحملون معاول. كان العمال يرددون خلفهم: باسم يسوع الإله الحق، سنهدم بيوت الأوثان ونبني بيتا جديدا للرب"[121]!. ويحكي بلسان أوكتافيا ما صوره وزعمه أن المسيحيين قتلوا زوجها فيقول: "غلب عليها الأسى  وهي تقص ما جري مع زوجها، في اليوم الذي وصفته بالمشئوم.. فقد كان زوجها الوثني، يوصي دوما سيده الصقلي أن يجلب له البخور من أسفاره، ويوصله للمعابد، ويعود في المساء سعيدا. كانت تخشي عليه، وكان يستهين بقلقها. لم يكن يعتد بأن المعابد صارت أماكن خطرة، وكان يردد علي مسامعها العبارات الجوفاء التي لا معني لها: إلهنا سيرابيس هو اله العالم، ولابد من أن نظهر احترامنا له رغم انف كل المسيحيين، بمن فيهم الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني نفسه... وكانت تكمل حكايتها فتخبرني أن زوجها خرج ذات صباح ليضع البخور في المعبد الصغير الذي كان قائما بشرق الميناء، فحوصر هناك، تقصد حاصره أهل ديانتنا... أجهشت وهي تقول: قتله المجرمون وقادتهم من الرهبان، وهم يدمرون المعبد.

- ما هذا الذي تقولين؟.. الرهبان لا يقتلون..

- رهبان الإسكندرية يفعلون.. باسم ربهم العجيب، وببركات الأسقف ثيوفيلوس المهووس، وخليفته كيرلس الأشد هوسا.

- أرجوك يا اوكتافيا.

- طيب، ما علينا من هذا الكلام الآن. ولكن لماذا تبدو يا حبيبي متألما هكذا، ومنحازا لهم؟ أنهم يطاردوننا في كل مكان، ويطردون أخوانهم اليهود، ويهدمون المعابد علي رؤوس الناس، ويصفوننا بالوثنيين الأنجاس. إنهم يتكاثرون حولنا كالجراد، يملأون البلاد مثل لعنة حلت بالعالم"[122].

وهنا يصب عزازيل د. زيدان وشيطانه الشرير لعناته على رب الكنيسة المسيحية الذي يصفه بـ"ربهم العجيب" الذي يقتلون باسمه! ويصف البابا ثاوفيلس والبابا كيرلس بـ"الأسقف ثيوفيلوس المهووس، وخليفته كيرلس الأشد هوسًا"! بل ويصف المسيحيين باللعنة التي حلت على العالم "أنهم يطاردوننا في كل مكان، ويطردون أخوانهم اليهود، ويهدمون المعابد علي رؤوس الناس... إنهم يتكاثرون حولنا كالجراد، يملأون البلاد مثل لعنة حلت بالعالم"! فهل يوجد سب وازدراء أكثر من هذا؟! الدكتور يتباكى في كل مكان ويدعي أنه لم يسيء لا للكنيسة ولا عقائدها ولا قادتها! فماذا كان يمكن أن يفعل أكثر من هذا حتى يعتبره إساءة؟! أن ما قاله د. يوسف زيدان وعزازيله الشرير لم يقل به الشيطان نفسه!

كما جانب عزازيل د. زيدان وشيطانه الشرير الصواب خاصة عندما يقول أن أسقف الإسكندرية السابق ثيوفيلوس هدم "معبد السيرابيوم الكبير، بعدما هدمه على رؤوس الوثنيين المعتصمين فيه". ووضع على غلاف كتابه هذه الصورة المجاورة التي تشير إلى انتصار البابا ثاوفيلس على الوثنيين. وهنا نقل الحدث بعكس ما قاله المؤرخون المعاصرون له، حيث يقول المؤرخون الكنسيون الذين كانوا معاصرين للأحداث، سوزومين (Sozomen) وروفينوس (Rufinus) وسوقريتس (سقراط -Socrates)، أن الإمبراطور ثيودوسيوس الأول (Theodosius I، 379 – 395 م.) هو الذي طالب بتحويل المعابد الوثنية إلى كنائس وليس هدمها كما زعم عزازيل د. زيدان! فلم يقم البابا ثاوفيلس ولا غيره من باباوات الإسكندرية بهدم معبد واحد، بل حولوا بعضها أو أجزاء داخلها إلى كنائس وتركوا الباقي كما هو، والدليل على ذلك العدد الكبير من بقايا المعابد التي ما تزال قائمة حتى اليوم مثل معبد حتشبسوت بالدير البحري ومعبد الرامسيوم الذي بناه رمسيس الثاني ومعبد أبي سمبل الذي بناه رمسيس الثاني أيضًا ومعبد منتوحتب الثاني الذي بجوار معبد حتشبسوت بالدير البحري ومعبد الكرنك والذي كان يعد أكبر دار للعبادة في العالم القديم ومعبد الأقصر ومعبد ادفو لعبادة الإله حورس ومعبد الملك خفرع بجوار هرم خفرع ومعبد مصطبة بجوار هرم زوسر المدرج.. إلخ.

St-Takla.org Image: Ancient statue of Ramesses II (Ramesses the Great: 1304-1213) (photo 4) - Museo Egizio: Egyptian Museum of Turin, Turin (Torino), Italy. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 8, 2014. صورة في موقع الأنبا تكلا: تمثال أثري يصور الملك رمسيس الثاني: 1304-1213 (صورة 4) - صور المتحف المصري في تورينو (تورين)، إيطاليا. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 8 أكتوبر 2014.

St-Takla.org Image: Ancient statue of Ramesses II (Ramesses the Great: 1304-1213) (photo 4) - Museo Egizio: Egyptian Museum of Turin, Turin (Torino), Italy. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 8, 2014.

صورة في موقع الأنبا تكلا: تمثال أثري يصور الملك رمسيس الثاني: 1304-1213 (صورة 4) - صور المتحف المصري في تورينو (تورين)، إيطاليا. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 8 أكتوبر 2014.

وتنقل لنا الراحلة إيريس المصري في كتابها قصة الكنيسة القبطية عن الأب ميشيل جوليان الفرنسي الذي زار مصر سنة 1902م وتم نشر ملاحظاته في مجلة "الآثار القبطية" العدد السادس (1940م) بعنوان "الآثار القبطية تبعا لملاحظة الأب جوليان (بالفرنسية)"، والذي زار عددا من المعابد القديمة التي تركها الفراعنة ولاحظ أن المصريين اعتنقوا المسيحية ولم يهدموا معابدهم القديمة بل حولوها إلى كنائس وفي بعض الأحيان كرسوا جزءًا من المعبد كنيسة ولم يجدوا حرجا أن يقيموا صلواتهم داخل هذه المعابد القديمة. وقد وجد الأب جوليان كنيسة في صحن معبد دندرة واثنتين في معبد الأقصر واثنتين أخريين في معبد الكرنك. كذلك وُجد أن معبد الملكة حتشبسوت قد تحول إلى دير أطلقوا عليه الدير البحري. على أنه لم يبق الآن أثر لهذا الدير غير الصلبان المرسومة على جدرانه[123].

وقد بدأ  المسيحيون، الذين كانوا في ذلك الوقت يمثلون الأغلبية، في تحويل السيرابيوم إلى كنيسة بعد موافقة الإمبراطور ثيودوسيوس الأول وقاموا بإنزال تمثال سيرابيس وكشفوا تمثال الإله الوثني ديوناسيوس الذي كان مخفيًا وعرضوه أمام الجميع وقطعوا الأجزاء التناسلية منه والتي كانت ترمز للخصوبة والتي كانت ظاهرة ورأوا أن بقاءها يخل بالآداب العامة. وتصور المسيحيون أن كشف هذه التماثيل للعامة والطواف بها يخجلهم ويجعلهم يؤمنون بالمسيحية، ولكن ذلك أثار حفيظة الوثنيون من ذلك فدبروا مؤامرة في صمت وقتلوا عددًا كبيرًا من المسيحيين وجرحوا آخرين وأحاطوا بمعبد السيرابيوم ( أي معبد سيرابيس) الذي كان يقف كالقلعة فوق هضبة مما اقتضى بناء مئة سلم للوصول إليه، وكان بناؤه الضخم يضم بين جوانبه هيكليّ إيزيس وسيرابيس والمتحف والمكتبة. وقبضوا على الكثير من المسيحيين وقاموا بتعذيبهم وأجبروهم أن يقدموا ذبائح للأوثان والذين رفضوا، من المسيحيين، تقديم هذه الذبائح صلبوهم وكسروا أرجلهم وقتلوا البعض بطريقة وحشية جدًا فسادت الفوضى وعمت الفتنة فجاء الحكام وحثوا الوثنيين على أتباع القوانين وأن يضعوا سلاحهم ويسلموا السيرابيوم، وجاء إيفاجروس (Evagrius) (391م) حاكم الإسكندرية ورومانوس (Romanus) قائد الكتائب بمصر ولكنهم لم يستطيعوا فعل شيء فأرسلوا للإمبراطور ليبلغوه بما يحدث. فأغلق الوثنيون السيرابيوم على أنفسهم وأعدوا مقاومة شرسة بسبب خوفهم من عقاب الإمبراطور بسبب ما اقترفوه. وكان يقودهم ويغذي ثورتهم شخص كان يرتدي زي الفلاسفة يدعى أوليمبيوس Olympius والذي استغل أنهم كانوا ثائرين بسبب تدمير آلهتهم وكان يقول لهم أن الموت أفضل من ترك آلهة آبائهم وأن القوى التي تختبئ فيها ستترك التماثيل وتصعد إلى السماء بسبب تدميرها. ولما علم الإمبراطور بهذه الأحداث أعلن أن المسيحيين الذي قتلوا في هذا الحدث يعتبرون من الشهداء لأنهم تألموا لأجل الإيمان، وأمر بالعفو والحرية للذين قتلوهم وكان يأمل بذلك أن يدركوا الحب المسيحي ويقبلوا الإيمان وأمر بهدم المعابد في الإسكندرية والتي كانت سببًا في التحريض العام على الفتنة. وعند قراءة الأمر الإمبراطوري على العامة صاح المسيحيون صيحة عالية من الفرح لأن الإمبراطور ألقى بالكرة في ملعب الوثنيين، فأرتعب الوثنيون الذين كانوا يحرسون السيرابيوم عند سماع هذا الصياح فأخذوا في الهرب وسيطر المسيحيون على المنطقة وصارت لهم[124].

ولم يتعرض المسيحيون مطلقا للوثنين أثناء فرارهم من السيرابيوم ولم يلحقوا بهم أي أذى لأنهم رأوا أن الانتقام هو أهدار لدم الشهداء الذين لا ينتقم لهم إلا الله وحده. كما لم يفكر المسيحيون في هدم المعبد أو إشعال النار فيه بل أن بعض الوثنيين هم الذين أشعلوا النار عند خروجهم وانسحابهم من السيرابيوم غضبا وحنقًا. فسارع المسيحيون على إلى إخمادها حرصا منهم على الكنوز التي تضمها المكتبة. وهكذا استطاع المسيحيون أن يحافظوا على مبنى السيرابيوم ولم يتهدم منه غير هيكل سيرابيس[125].

St-Takla.org Image: Temple of Edfoo (Edfu), by Carl Werner - from the book: Egypt: Descriptive, Historical, and Picturesque - Vol. 2 - by Georg Ebers (tr. Clara Courtenay Poynter Bell), 1885. صورة في موقع الأنبا تكلا: معبد إدفو، رسم الفنان كارل فيرنر - من صور كتاب: مصر: وصفيًّا، تاريخيًّا وتصويريًّا - جزء 2 - لـ جيورج إبيرس (ترجمة كلارا كورتناي بوينتر بيل)، 1885 م.

St-Takla.org Image: Temple of Edfoo (Edfu), by Carl Werner - from the book: Egypt: Descriptive, Historical, and Picturesque - Vol. 2 - by Georg Ebers (tr. Clara Courtenay Poynter Bell), 1885.

صورة في موقع الأنبا تكلا: معبد إدفو، رسم الفنان كارل فيرنر - من صور كتاب: مصر: وصفيًّا، تاريخيًّا وتصويريًّا - جزء 2 - لـ جيورج إبيرس (ترجمة كلارا كورتناي بوينتر بيل)، 1885 م.

وهنا يؤكد لنا المؤرخ سوزومين ومعاصرة روفينوس أيضًا أن الوثنيين هم الذي قتلوا عددًا كبيرًا من المسيحيين وعذبوا عدد آخر وأجبروا الكثيرين على تقديم ذبائح للأوثان، هذا الفعل الذي كان يعد من أشنع الخطايا بالنسبة للمسيحيين لأنه يخالف قول الكتاب "للرب إلهك تسجد وإياه وحدة تعبد"، وصلبوا الذين رفضوا منهم ذلك وعذبوا الكثيرين، ومع ذلك لم يعاقبهم الإمبراطور المسيحي على ذلك بل منحهم عفوا وحرية. وهذا عكس ما أدعاه عزازيل د. زيدان وشيطانه كذبا وتلفيقًا، ثم هربوا من المعبد بعد أمر الإمبراطور بهدم المعابد ومن كان يقودهم هرب إلى إيطاليا ولم يمس أحدهم لا من المسيحيين ولا من الإمبراطور!

والسؤال الآن: من أين أتي د. زيدان بأن البطريرك ثاوفيلوس قد دمر المعبد على رؤوس من فيه؟! ولا توجد أي إجابة سوى أن شيطانه أو عزازيله الشرير قد تغلب عليه وخدعه أو أوهمه، ولم يستطع إلهه المألوه أن يعينه عليه فراح يلفق ذلك متأثرا بأفكار بعض الكتاب الغربيين العصريين المتحاملين على الكنيسة دون سند أو دليل تاريخي أو وثائقي سوى قولهم أن البابا ثاوفيلوس كان يميل أحيانًا إلى العنف! وكما بينا أعلاه فقد أكد جميع المؤرخين الذين كانوا معاصرين للحدث عكس ذلك تماما، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وقد أكد مصداقية هؤلاء المؤرخين الكاتب أفوتيوس الذي عاش في القرن الرابع الميلادي حيث قال في كتابه (وصف جبانة الإسكندرية): "أن هذه المكتبة (مكتبة السيرابيوم) التي كانت مفتوحة للجمهور في ساعات النهار كانت دعوة مستمرة تهيب بأهالي المدينة أن يستقوا من منابع الحكمة[126].

وفي هذا المعنى يقول الأرشمندريت جيتي (تأييدًا لهذه الشهادات): "لقد أنب بعض الكتاب مسيحي مصر لحرقهم مكتبة السيرابيوم، وبما أن هذا التأنيب قد تجدد في أيامنا هذه فقد أذعنا نشرة أثبتنا فيها ما يلي:

(1) أن السيرابيوم الذي كان يتألف من عدة مبان لم يحرق.

(2) أن الجزء الوحيد الذي هدم من ذلك المبنى هو محراب سيرابيس.

(3) أن مباني السيرابيوم قد ظلت قائمة بعد هذا الحريق المزعوم بعدة قرون.

(4) أن المؤرخ أوروز الذي عاش في أيام ثيودوسيوس الصغير قد رأى بعينية الخزانات المليئة بالكتب في معبد السيرابيوم كما رآها في غيره من المعابد. وقد أساء بعض الكتاب فهم ما صرح به أوروز هذا فبنوا عليها تهمة الحريق الذي الصقوها بالقديس ثاوفيلس[127].

وهنا نقول للدكتور يوسف زيدان؛ يا دكتور أتق إلهك المألوه لعله يجعلك تتغلب على عزازيلك وشيطانك الذي تغلب عليك وأوقعك في كل هذه التلفيقات والأكاذيب، بدون أي سند أو دليل وثائقي إلا تخمينات بعض الكتاب المتحاملين على الكنيسة!


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-012-Father-Abdel-Messih-Basiet-Abo-El-Kheir/009-3azazil/Azazil-Youssef-Zidan-34-Destruction.html

تقصير الرابط:
tak.la/7t5th4k