St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-012-Father-Abdel-Messih-Basiet-Abo-El-Kheir  >   006-Al-Engil-Kayfa-Koteb
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟ - القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير

41- الحاجة إلى الإنجيل المكتوب

 

كان المؤمنون الأولون في أورشليم يحفظون التسليم الرسولي بدقة شديدة، وكان الكثير منهم شهود عيان لما عمله وعمله الرب يسوع المسيح، وكان الرسل شهود العيان الموحى إليهم موجودين في وسطهم يرجعون إليهم وقت الحاجة باعتبارهم المرجع الأول ووسطاء الروح القدس الذي كان يعمل فيهم وبهم ومن خلالهم. وعندما خرجت الكنيسة من فلسطين إلى عواصم الدول الكبرى مثل إنطاكية والإسكندرية وأثينا ومدن اليونان ومدن آسيا الصغرى الرئيسية وروما وقبرص، كان الرسل أنفسهم على رأي هذه الكنائس وقد عينوا لهم مساعدين من تلاميذهم وخلفائهم والذين دعوا بعد ذلك بالآباء الرسوليين، على رأس هذه الكنائس في حالة انتقالهم إلى أماكن أخرى، ومن هؤلاء المساعدين الذين ذكروا في سفر الأعمال ورسائل القديس بولس والقديس بطرس، لوقا الطبيب وتيمؤثاوس وتيطس وأكليمندس وفليمون وأنسيموس وسلوانس ونمفاس وتخيكس وأرسترخس.. إلخ. (8). هؤلاء استلموا الإنجيل من الرسل شفاهة وحفظوه بكل دقة وقداسة وسلموه لآخرين مشهود لهم بالكفاءة والإيمان وهؤلاء سلموه لغيرهم وهكذا.

St-Takla.org Image: Arabic daily Bible readings manuscript صورة في موقع الأنبا تكلا: مخطوط عربي يصور القراءات اليومية من الكتاب المقدس

St-Takla.org Image: Arabic daily Bible readings manuscript.

صورة في موقع الأنبا تكلا: مخطوط عربي يصور القراءات اليومية من الكتاب المقدس.

ولكن مع امتداد ملكوت الله وانتشار المسيحية في دول عديدة ومدن كثيرة وقرى لا حصر لها سواء بواسطة الرسل أو بواسطة تلاميذهم صار من المستحيل على الرسل أن يكونوا متواجدين في كل هذه الأماكن في وقت واحد، حتى جاء الوقت الذي آمن فيه الآلف بالمسيحية ولم يروا الرسل في عصر الرسل، بل وأصبح من دواعي سرور البعض وفخرهم أنهم شاهدوا الرسل واستمعوا إليهم وصار من دواعي فخر البعض الآخر أنهم تعلموا بواسطة تلاميذ الرسل بل ومن تلاميذ خلفاء الرسل، كما يفتخر إيريناؤس أسقف ليون بأنه رأى وسمع بوليكاربوس تلميذ الرسل، ويفتخر أكليمندس الإسكندري بأنه حفظ التقاليد التي تسلمها من الذين تعلموا على أيدي الآباء الرسوليين، تلاميذ الرسل وخلفائهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولذا فقد صارت الحاجة إلى جمع الإنجيل وتدوينه ونشره في جميع الكنائس تزداد كل يوم بالتدريج حتى صارت ملحة جدًا.

وكانت حاجة المؤمنين لمعرفة أكثر عن المسيح وتعليمه تزداد كل يوم وفى كل مكان، وكان الرسل يرسلون مساعديهم حاملين الرسائل للإجابة عن هذه الاستفسارات، بل وكان الكارزون بالإنجيل في كل مكان، خاصة من الجيل الذي قاد الكنيسة وقام بعمل الكرازة من تلاميذ الرسل، في حاجة إلى الإنجيل المكتوب ليؤازر كرازاتهم الشفوية وليتركوه للمؤمنين بعد رحيلهم سواء إلى أماكن أخرى أو إلى العالم الآخر وليكون المرجع الباقي والدائم والثابت لهم إلى المجيء الثاني.

كما كانت اجتماعات العبادة الأسبوعية والليتورجية والتي وجدت حيثما وجد المسيحيين في حاجة للإنجيل المكتوب للاستخدام الليتورجية والقراءة والتعليم والشرح والتفسير.

وكان هناك العامل الأهم والذي كان من أهم الدوافع لتدوين الإنجيل وهو رحيل الرسل شهود العيان من هذا العالم إلى العالم الآخر فقد استشهدت الغالبية العظمى منهم في أوقات مبكرة فقطع هيرودس أغريباس رأس القديس يعقوب بن زبدي بالسيف (9) في السنوات الأولى للكرازة وأستشهد القديسين بطرس وبولس في روما بعد الصعود بحوالي عشرين سنة (سنة 67م). على أية حال فقد كان من الطبيعي أن لا يبقى الرسل أحياء في هذا العالم إلى الأبد. ومن ثم فقد كانت عملية تدوين الإنجيل حتمية.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-012-Father-Abdel-Messih-Basiet-Abo-El-Kheir/006-Al-Engil-Kayfa-Koteb/The-Holy-Bible_Writing-n-Reaching-Us__041-Writting-1.html

تقصير الرابط:
tak.la/57v8dzr