St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-006-His-Grace-Bishop-Makarios  >   005-Lematha-Yokbel-Shabab-3ala-El-Rahbana
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

10- تواجد الرهبان في الحقل الرعائي

 

ساهم الرهبان بقدر في العمل الرعائي، فقد كانت الأديرة في وقت من الأوقات مسئولة عن خدمة بعض القرى والمناطق التي لا يوجد فيها كهنة حيث تقع تلك المناطق بالقرب من الدير وحوله، وقد اعتمد أساقفة الإيبارشيات على رهبان الأديرة الواقعة في دوائرهم، كذلك أصبحت الأديرة في الكثير من الأوقات بمثابة الكنائس التي يصلي فيها الناس الذين حولها ويمارسون فيها سر الاعتراف.

كما عرف التاريخ السابق تواجد الكثير من الرهبان في الريف والقرى لأسباب مختلفة مثل قضاء حاجات أديرتهم أو الاستشفاء، وكان الأب البطريرك في العصور السابقة يستحضر من ديره أثنين أو ثلاثة من الرهبان يسكنون معه (القلاية البطريركية) يساعدونه في بعض الشئون، ومنهم ناسخ القلاية البطريركية، والذي يتولى المكاتبات، كما اعتاد بعض الآباء المرور على القرى بتكليف من أديرتهم لجمع تقدمات المؤمنين في بعض المواسم، حيث كان الناس يتسابقون لنوال بركاتهم، يضاف إلى ذلك الرهبان المسئولون عن مقار أديرتهم في المدن أو القرى، وقد تأثر الكثير من الشباب بأولئك الرهبان بعدما سمعوا منهم الكثير عن أديرتهم، وفضائل وجهادات إخوتهم وزملائهم، وحروب الآباء مع الشياطين، مرددين عشرات القصص الروحية النافعة، كل ذلك في شكل تبشير نسكي تاركين بذلك أثرًا طيبًا لا يمحى بين سكان تلك البلاد.

St-Takla.org Image: A Coptic Orthodox monk in Egypt baptizing an infant صورة في موقع الأنبا تكلا: راهب قبطي أرثوذكسي من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يقوم بتعميد طفل صغير

St-Takla.org Image: A Coptic Orthodox monk in Egypt baptizing an infant.

صورة في موقع الأنبا تكلا: راهب قبطي أرثوذكسي من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يقوم بتعميد طفل صغير.

فاشتعلت قلوبهم بمحبة الرهبنة وحذوا حذوهم، وقد حمل أولئك الرهبان الكثير من سكان تلك البلاد إلى أديرتهم في زيارات لها، مما نمى في داخلهم محبة الرهبنة والأديرة وسكانها. فتتلمذ عشرات الآلاف منهم على أيديهم إبان فترات خدمتهم في العالم.

ويروي التاريخ قصة الراهب مرقص بن القنبر في القرن الرابع عشر والذي كان كفيفًا يطوف في الشوارع يعلم الناس، وكان أيامها مشغولًا بقضية الاعتراف على الكاهن وضرورة عودة هذا السر إلى طقسه وممارسته بعد إهماله زمانًا، ويعتبر البابا كيرلس الثالث ابن لقلق والذي أعاد هذا السر إلى مكانته عند توليه البطريركية تلميذًا لهذا الراهب المجاهد.

وفي الغرب على وجه الخصوص ثبتت الرهبنة الحضارات (الثقافات) وأطعمت الجياع ونشرت العلوم والمعارف وقدمت العديد من الاختراعات وعلم الرهبان هناك السكان الأوربيين آداب السلوك والطعام والحديث (يمكنك مقارنة سلوك الغربيين تجاه الطعام والحديث من خلال قوانين الرهبنة الواردة في الكتب النسكية والمستقاة بطبيعة الحال من الكتاب المقدس) بحيث تكونت جماعات رهبانية يتسم دورها بالخدمة بين الناس مثل التعليم والتمريض ورعاية الأيتام والأرامل. فشيدوا أول المستشفيات في العالم وأنقذوا قيم الجمال والخير ولقنوا الإنسان التقدم البشري، وحرثوا الأراضي وزرعوا القمح ورووا الأراضي وبنوا المنازل(كتاب أصول الحياة الروحية)

وقد ساهم الرهبان بقدر كبير في الخدمة وذلك بتكليف رسمي من رئاسة الكنيسة، ولاسيما في الأماكن الجديدة غير الممهدة أي التي لم يسبق لأحد الخدمة فيها، حيث يشق الراهب طريقًا للخدمة وسط ظروف قاسية وغير مواتية حتى يؤسس الخدمة هناك فإذا ما أعد الخدام ثم المكان صار الطريق بذلك ممهدًا لاستقرار أب كاهن (وجود أب كاهن في خارج مصر أمر مكلف جدًا من حيث إقامته هو وأسرته، مما يستلزم وجود راهب يمهد السبيل حيث يمكن للراهب الحياة بمفرده، بأبسط الإمكانيات).

يضاف إلى ذلك بعض الأعمال الإدارية في الإيبارشيات والبطريركية وهي تختلف عن العمل الرعائي، مثل وكلاء المطرانيات والرهبان الذين يتولون إدارة شئون بعض الأديرة التي يعاد تعميرها.

كما أن الاتجاه الآن يسير نحو تعمير الأديرة الأثرية رهبانيًا، حيث تتناثر مثل تلك الأديرة على طول صعيد مصر، وقد تم بالفعل تعمير عدد كبير منها رهبانيًا، بل وإنشاء أديرة قبطية خارج مصر مثل أمريكا وإيطاليا (حتى عام 1980 كانت أديرة رهبان مصر تبلغ تسعة، هي (البراموس/ أنبا مقار/ السريان/ الأنبا بيشوي/ الأنبا بولا/ الأنبا أنطونيوس/ المحرق/ الأنبا صموئيل/ مار مينا) وفي سنة 1980 تم الاعتراف بدير الأنبا باخوميوس بحاجر إدفو، وفي عام 1985 دير مار جرجس بالرزيقات، وفي عام 1987 دير العذراء بأخميم، وفي عام 1993 دير الأنبا أنطونيوس بكاليفورنيا، وفي عام 1995 دير مار جرجس بالخطاطبة، وفي عام 1997 كل من دير الأنبا شنودة بسوهاج والأنبا موسى والأنبا أنطونيوس بالخرطوم، وفي عام 1998 دير الأنبا شنودة بميلانو، وكذلك دير الأنبا باخوميوس (الشايب) ثم دير الملاك غبريال بالفيوم. وبذلك وصل عدد أديرة الرهبان العامرة تسعة عشر ديرًا. بينما بلغ عدد أديرة الراهبات ستة أديرة هي: (دير مار جرجس بمصر القديمة، دير أبي سيفين بمصر القديمة، دير العذراء بحارة زويلة، دير مار جرجس بحارة زويلة، دير الأمير تادرس بحارة الروم، دير القديسة دميانة بالبراري (والذي تم الاعتراف به في سنة 1979م) هذا ويصل الآن عدد الرهبان الذين يخدمون خارج أديرتهم حوالي المئة وعشرون راهبًا، تمثل أديرة وادي النطرون وحدها (البراموس والسريان والأنبا بيشوي) ثُلثيّ هذا العدد.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-006-His-Grace-Bishop-Makarios/005-Lematha-Yokbel-Shabab-3ala-El-Rahbana/Coptic-Youth-Monasticism-10-Field.html

تقصير الرابط:
tak.la/nz44qah