St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary  >   27_O
 

قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

وسيط

 

الوسيط على وجه العموم هو شخص يجمع بين الأشخاص المتنازعين بقصد حسم الخلاف وإصلاح ذات البين. ولكن لهذه الكلمة أهمية دينية خاصة وهي تعني غالبًا وليس دائمًا، الذين يتقلدون الوظيفة الرعوية. وتعني بمعناها الديني شخصًا يمثل الله، شخصًا يعمل باسم الاثنين معًا، مقدمًا لله الدليل على توبة الإنسان ضمانًا لنعمة الله الغافرة.

والكتب المقدس يصف لنا الطريق الطويل في معاملة الله الإنسان الخاطئ ومصالحته. وهذا الطريق قائم على مبدأ ديني ويفسر لنا عمل الوسيط وأهميته، فالوساطة بهذا المعنى هي فكرة دينية فائقة غايتها توطيد العلاقات بين الله والإنسان. والعهد القديم يرينا بوضوح إقامة عهود مختلفة بين الله وشعب بني إسرائيل. وكان العهد بمثابة رباط متبادل، واتفاق، وثقة متبادلة بين فريقين. وفي مقدمة هذه العهود عهد الوساطة على يد موسى في جيل سيناء (خر 19)، وتجديد هذا العهد بعد حادثة العجل الذهبي (خر 34). وأمانة موسى الكهنوتية في تجديد العهد تظهر جليًا في (خر 32: 25- 35). وقد كان النبي أحيانًا يقوم بعمل الوسيط في جمع الله والإنسان معًا. وكان هذا الباعث على العمل الذي قام به هوشع في إنقاذ جومر، زوجته التي غدرت به. فقد حاول هوشع أن يجدد علاقة انقطع رباطها وانفصمت عراها (هو 3: 1- 5). وقد وصف اشعياء مبدأ الوسيط في (إش 53) أجل وصف بإشارته إلى العبد المتألم "الذي حمل خطايا كثيرين، وشفع في المذنبين".

وعرف الكاهن في العهد القديم بالوسيط. وكانت الوساطة نقطة الارتكاز في عمله. وحسب التقاليد اليهودية كان هارون مؤسس الكهنوت المتوارث (لا 8: 1- 9؛ قابل عد 17: 1 - 18: 7). ولكن لما كان الاحتفاظ بالأمر الوراثي أمرًا متعذرًا كان يجب بحسب مقتضى الحال أن يضاف اللاويون وهم من سبط هارون- إلى السلك الكهنوتي (انظر عد 4؛ قابل تث 10: 6- 9؛ 33: 8- 11). وكانت وظيفة الكاهن أن يخدم على المذبح ويقوم بتقديم الذبائح المتنوعة ولا سيما ذبيحة الإثم (انظر لا 1- 7). والصلوات الشفاعية [انظر البركة الكهنوتية (عد 6: 22- 27)] في حين كانت وظيفة اللاوي أن يقوم بأعمال بسيطة كممارسة الشعائر الدينية وخلافها. وكان رئيس الكهنة بصفة خاصة يمثل دور الوسيط في يوم الكفارة العظيم، الذي كانت فيه الذبائح العبرانية تبلغ قيمتها وذروتها (لا 16). إذ فيه كان يكفر عن جميع الخطايا التي اقترفها الشعب في خلال سنة كاملة (قابل عب 9: 6- 10).

إلا أن هذا كله لم يكن سوى استعداد لعمل "الوسيط الأوحد" بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح، الذي بذل نفسه فدية عن الجميع (1 تي 2: 5). يسوع المسيح هو "وسيط عهد أفضل" (عب 8: 6). "وعهد جديد" (عب 9: 15؛ 12: 24). فقد جمع بين الكاهن والذبيحة، وقدم نفسه ولم يقدم شيئًا آخر في سبيل المصالحة. وليس يسوع المسيح وسيط جماعة معينة من الناس، بل هو وسيط الجميع. وهو الوسيط الذي لم يكن في حاجة إلى وسيط آخر، كما كان يحتاج إليه رئيس الكهنة، لأنه بلا خطيئة (عب: 26- 28؛ 9: 7). وقام بمطاليب الشريعة اللاوية، إذ كان ذبيحة "بلا عيب" (لا 22: 20؛ عب 4: 15؛ 9: 14). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وقد استطاع ذلك لأنه ابن الله الذي لم يعرف خطيئة ولا وجد في فمه مكر (عب 2: 9-18؛ 4: 14، 15؛ 7: 26- 28؛ 1 بط 2: 22). وبسبب هذا قدم مرة واحدة (عب 7: 27). وذبيحة دائمة لا تحتاج إلى أن تعاد وتكرر (عب 10: 11- 14). وذبيحته وحدها تستطيع أن تطهر الضمائر من الأعمال الميتة (عب 9: 14 إلخ.). وبه صار لنا الدخول إلى قدس الأقداس (عب 10: 19، 20). لقد نطق الأنبياء بكلمة الله، ولكنها لم تكن كلمتهم، ولكن المسيح هو الكلمة المتجسد (يو 1: 14). يمتاز العهد القديم بوساطته الملوكية، والكهنوتية، والنبوية، لأن هذه الوساطة الثلاثية ليست سوى رمز إلى المسيح. وكان معلمو الكنيسة متفقين مع الكتاب المقدس عندما رموا إلى وساطة يسوع المسيح بهذه الوظيفة الثلاثية، أي وظيفة يسوع كملك، وكاهن ونبي.

موسى هو وسيط العهد القديم، والمسيح هو وسيط العهد الجديد. موسى هو وسيط الناموس الزائل، والمسيح هو وسيط الإنجيل. والفرق بينهما هو كالفرق بين الناموس والإنجيل. نعم إن الناموس مقدس، وعادل وصالح (رو 7: 12) وهو من صنع الله، ولكن الكلمة الأخيرة ليست للناموس. يستطيع الناموس أن يطلب برًا، ولكنه لا يستطيع أن يبرر (غل 3: 11). يستطيع الناموس أن يعرف الإنسان بأنه خاطئ، ولكنه لا يستطيع أن يمحو الخطيئة. التبرير هو بالإيمان بالمسيح وحده (رؤ 3: 28).. ولهذا فإن الخلاص المسيحي مؤسس على الإيمان البسيط لا على الأعمال الشكلية والمظاهر الخارجية، التي يقوم بها الإنسان نفسه. ومن أجل ذلك فإن المسيحي يصلي "باسم" المسيح (يو 14: 13). وبسبب هذا يغفر له، ولكن لا عن جدارة فيه واستحقاق بل من "أجل المسيح". (يو 1: 12). وللعهد القديم أهميته لأنه يشير إلى وساطة المسيح، العبد المتألم (اش 42: 1- 4؛ 49: 1- 5؛ 50: 4- 9؛ 52: 13- 53: 12).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/27_O/O_28.html

تقصير الرابط:
tak.la/akf3a4g