St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary  >   23_L
 

قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

منطقة ليديا | مملكة ليديا

 

اللغة الإنجليزية: Lydia - اللغة اليونانية: Λυδία - اللغة الأمهرية: ልድያ.

 

وهي منطقة واقعة على ساحل آسيا الصغرى عاصمتها ساردس ومن مدنها أيضًا ثياتيرا وفيلادلفيا. وكانت هذه المقاطعة معتدلة المناخ خصبة التربة وبالتالي كثيفة السكان. وقد بلغت تلك المنطقة أعلى ذروة قوتها في سنة 689 ق.م. تحت ملكها جيجيس. وفي سنة 549 ق.م. انتصر كورش ملك الفرس على ملكها كريسوس وأصبحت ليدسا مستعمرة فلرسية. ومنذ ذلك الحين لم تسترد حريتها واستقلالها. وكان يقطنها كثير من اليهود كما أنه كان فيها عدد من الكنائس قد تأسس. وفي القرن الثاني ق.م. سلمها انطيوخوس الثالث ملك برغامس (1 مك 8:8). ثم انضمت ليديا إلى الولاية الرومانية التي سميت آسيا (رؤ 1 : 11).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(1) -جغرافيتها: كانت إقليميًا يقع في الجنوب الغربي من شبه جزيرة آسيا الصغرى، وأطلق عليها هذا الاسم لأنه قد سكنها الليديون منذ العصر الحديدي، وكانوا من الشعوب الآرية. وكان يحدها من الشمال ميسيا، ومن الشرق فريجية، ومن الجنوب وادي مياندر (ويسمي الآن: "بيوك منديرس")، وكاريا. أما الحد الغربي فكان شاطئ بحر إيجة، وإن كانت المستعمرات اليونانية قد اعتدت علي حدود ليديا. وكانت معظم مدن ليديا مدنًا داخلية (بعيدة عن البحر) بما فيها "ساردس" (العاصمة) وثياتيرا وفيلادلفيا التي كانت تقع علي نهر "هرموس" (Hermus ويسمي حاليًا نهر "جديز" "gediz").

وتتميز منطقة ليديا بخصوبة شديدة إذ تخترقها عدة أنهار منها نهر هرموس في الشمال، ونهر "كايستر" (Cayster) الذي يجري بين سلسلتي جبال "تمولس" و"ميسو جيز" في القسم الغربي من ليديا.

 

(2) - تاريخها: تذكر ليديا لأول مرة في (سفر التكوين 10: 22؛ ارجع أيضًا إلي 1 أخ 1: 17)، حيث يذكر "لود" بين أبناء سام بن نوح. ولا ينفي هيرودت الأصل السامي لليديين. وفي (إشعياء 66: 9) تذكر "لود" مع توبال وياوان والجزائر البعيدة". كما تذكر لود في (حزقيال 27: 10؛ 30: 5) كحليف لصور ثم لمصر. وتذكر كذلك في حوليات نبوخذنصر ملك بابل.

وبلغت ليديا أوج مجدها في عهد أسرة "ميرماناد" (Mermnad) التي أسسها "جيجز" (gyges - حوالي 685- 657ق.م.)، الذي قتل الملك "كاندوالس" (Canduales) وتزوج أرملته (كما يذكر هيرودت). ثم أخضع "جيجز" تدريجيًا المدن الساحلية: ميليتس وسميرنا وكوفولون،وأرسل هدايا لمعبد دلفي. ثم عقد محالفة مع "أشور بانيبال" ملك أشور (669- 633ق.م.)، ضد الكميريين فهزمهم. ثم نقض تحالفه مع "أشور بانيبال"، وتحالف مع فرعون مصر "بسماتيك الأول" (حوالي 663- 609 ق.م.) لمساعدته علي تحرير مصر من النفوذ الأشوري. ثم قام الكميريون بهجوم آخر علي ليديا، قُتل فيه "جيجز"، ولم يتم طرد الكميريين نهائيًا إلا في عهد "ألياتس" (alyattes - نحو 610- 565 ق.م.) رابع ملوك أسرة "المرماناد". وشن "ألياتس" حربًا ضد كايكرزيس (cyaxares) والميديين، ثم عقد معهم صلحًا في 585ق.م.، به اصبح نهر "الهالز" يشكل الحدود بين ليديا وميديا، وبذلك اتسعت حدود ليديا. وفي هذا الصلح تزوجت ابنه ألياتس، "أرفينس" (arrvenis) بأستياجيس (astages) ابن "كايكزريس"، وولدت له ابنة اسمها "ماندين" (mandane)، أصبحت أم "كورش" ملك فارس العظيم.

وأشهر ملوك ليديا وآخرهم هم ("كروزوس" croesus) المعروف عند العرب باسم "قارون"، (مضرب المثل في الثراء الخرافي). ابن "ألياتس"، وكان صديقًا لليونان، وشجع الثقافة اليونانية، كما يتضح ذلك في تقديمه الهدايا للمعابد الإغريقية وبخاصة في "دلفي"، وفي إعادة بناء هيكل أرطاميس في أفسس. وعندما بدأت قوة فارس في الظهور، ظن "كروزوس" أنه يستطيع توسيع تخوم مملكته بالعدوان علي حدود فارس، وكانت تلك حركة خاطئة منه، إذ هاجم "كورش" ليديا، واستولي ساردس وخلع "كروزوس"في 546 ق.م. (كما يذكر هيرودت)، ففقدت ليديا استقلالها السياسي وأصبحت ولاية فارسية، إلي أن غزا الاسكندر الكبر آسيا الصغرى في 334 ق.م.، ومنها مملكة ليديا. وبموت الأسكندر أصبحت ليديا تحت حكم "أنتيجونس" (Antigonus) أحد قواد الإسكندر، ثم انتقلت لحكم السلوقيين. وعندما انهزم سلوقس الثاني أمام الرومان في معركة "مفنيسيا" في 190ق.م. قدمها الرومان هدية لحليفهم "أومنيس (Eumenes) الثاني ملك برغامس. وفي 133ق.م. أهدي "أتالوس الثالث" (Attalus) ابن "أومنيس الثاني"، برغامس لروما، فأصبحت ليديا جزءًا من ولاية أسيا الرومانية، وظلت هكذا إلي أن أصبحت ولاية منفصلة في عهد دقلديانوس (حوالي 316 م.).

 

(3) -سكانها: ما زال أصل الشعب الليدي غامضًا، ولكن يبدو أنهم كانوا من عرق سامي -كما سبقت الإشارة- وفي عهد أنطيوكس الثالث (223- 187 ق.م.) استقر عدد كبير من اليهود في ليديا (كما يذكر يوسيفوس في تاريخه). ويمكن إدراك التأثير الأناضولي منذ العهود المبكرة مع تزايد التأثير اليوناني، فقد كان هناك توتر دائم بين التأثيرين الأناضولي واليوناني. ويبدو من نقوش القرن الرابع قبل الميلاد أن اللغة الليدية كانت نوعًا من عائلة اللغات الآرية (الهندو أوربية)، ولكن في بداية العصر المسيحي أصبحت اليونانية هي اللغة السائدة.

 

(4) -الصناعة: كانت ليدية غنية بمواردها الطبيعية. ففي أيام حكم كروزوس- كما يقولون- كان الذهب ينحدر مع مياه نهر "بكتولوس". ويذكر "سترابو" - المؤرخ الروماني- وجود مناجم للذهب استنفدوها في أيامه- وكانت ليدية مشهورة بخصوبة تربتها، التي كانت تنتج الزيتون والتين والكروم والحبوب. وكانت أهم صناعتها هي المنسوجات التي اشتهرت بها ثياتيرا، وبخاصة الأنسجة الأرجوانية (المصبوغة بالأرجوان) وكان من الإنجازات الهامة لليديين سك النقود المعدنية، وكانت عملاتها الأولي مصنوعة من سبيكة من الذهب الذي كان يشكل 36,33% منها. وكان ذلك سببًا في هز ثقة الشعب بالنقود. ولعل هذا كان السبب الذي دفع "كروزوس" إلي سك النقود من الذهب الخالص أو الفضة الخالصة. ولكن هذا الاختراع الجديد كان موضوع ترحيب اليونانيين في المدن الساحلية، ثم في العالم كله.

 

(5) -أهمية ليديا في العهد الجديد:

كانت ليدية بياعة الأرجوان من مدينة ثياترا- إحدي مدن ليديا- وكانت ليدية أول من آمن بالمسيح علي يد الرسول بولس، في مدينة فيلبي (أع 16)، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. كما كانت أفسس إحدي مدن ليديا، وفيها مكث الرسول بولس نحو ثلاث سنوات (أع 19). كما أن خمس كنائس من الكنائس السبع التي وجه إليها الرب رسائله في سفر الرؤيا، كانت في "ليديا" (أفسس، سميرنا، ثياتيرا، ساردس، فيلادلفيا). وكتَّاب العهد الجديد لا يذكرون في رسائلهم إليها أنها مدن في ليديا، بل في أسيا، وذلك لأنها قد أصبحت مدنًا في ولاية أسيا الرومانية.

 

* هل تقصد: ليديا بائعة الأروجوان.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/23_L/L_83.html

تقصير الرابط:
tak.la/jkvc6sb