St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary  >   06_H
 

قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

حُلْم

 

أفكار تخطر للعقل أثناء النوم. ويمكن أن تنقسم الأحلام إلى ما يأتي:

(1) أحلام باطلة (أيوب 20: 8؛ مزمور 73: 20؛ إشعياء 29: 8).

 

St-Takla.org Image: The dream of King Solomon (1 Kings 3:5) صورة في موقع الأنبا تكلا: حلم سليمان الملك (ملوك الأول 3: 5)

St-Takla.org Image: The dream of King Solomon (1 Kings 3:5)

صورة في موقع الأنبا تكلا: حلم سليمان الملك (ملوك الأول 3: 5)

(2) أحلام يستخدمها الله لمقاصد ملكوته. وفي استخدام هذه الأحلام يعمل الله طبقًا لنواميس العقل، وهي أحلام أولًا يقصد بها أن تؤثر على الحياة الروحية للأفراد. فحلم المدياني ثبّط العدو، وشجع جدعون، الذي سمعه بتدبير العناية الإلهية (قضاة 7: 13). وربما كان كذلك حلم امرأة بيلاطس (متى 27: 19). وقد أرسلت العناية الإلهية من هذه الأحلام في العصور الحديثة. فيوحنا نيوتون، وهو مهتم بخلاص نفسه، أتى له حلم أَوضح له طريق الخلاص. ثانيًا أحلام توجيهية نبوّية. فقد أرسلت الإعلانات الإلهية في أحلام إلى أبيمالك (تكوين 20: 3)، وإلى يعقوب (تكوين 28: 12؛ 31: 10)، وإلى لابان (تكوين 31: 24)، وإلى يوسف (تكوين 37: 5، 9، 10، 20)، وإلى ساقي فرعون وخبازه (تكوين 40: 5)، وإلى فرعون (تكوين 41: 7، 15، 25، 26)، وإلى سليمان (1 ملوك 3: 5)، وإلى نبوخد نصر (دانيال 2: 1، 4، 36؛ 4: 1، 2)، وإلى دانيال (دانيال 7: 1، 2)، وإلى يوسف خطيب مريم (متى 1: 20)، وإلى المجوس (متى 2: 12). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وموهبة التفسير المضبوط للأحلام النبوية أعطيت لبعض الناس المحبوبين عند الله المقربين لديه، مثل يوسف (تكوين 41: 16، 25)، ودانيال (دانيال 2: 25-28، 47). والأحلام المعطاة كإعلانات للكنيسة كانت تعرض لامتحانات لتقرير طبيعتها. فإذا كانت تحرّض على تصرف فاسد، كانت بسبب هذه الحقيقة نفسها تعلن بأنها كاذبة، وأي إنسان كان يسعى بواسطتها أن يقود الشعب من عبادة يهوه إلى عبادة آلهة باطلة كان يحكم عليها بالموت (تثنية 13: 1-5؛ قارن أرميا 23: 25-32؛ 29: 8؛ زكريا 10: 2). وقد أعطى الله البعض أن يحلموا والبعض الآخر أن يفسروا الأحلام (تكوين 20: 3-6؛ 28: 12-15؛ 1 صموئيل 28: 6؛ دانيال 2؛ يوئيل 2: 28). وكان من يرى حلمًا يذهب إلى رئيس الكهنة بطريقه معينة ويستلم منه عن تفسير الحلم، غير أنه لم يكن يسوغ اعتبار الأحلام الاعتيادية ولا الاستفسار من العرافين، أو المجوس، أو السحرة (تثنية 13: 1-5؛ 18: 9-14). وقد تستخدم كلمة الرؤى بمعنى الحلم ى بمعنى الحلم (تكوين 46: 2؛ أيوب 33: 15؛ دانيال 2: 28؛ 7: 1)، على أنها غالبًا تشير إلى ما يعلن للرائي وهو يقظان (قارن 2 ملوك 6: 17؛ أعمال 18: 9؛ 23: 11؛ 27: 23؛ 2 كورنثوس 12: 1، 2، 4؛ لوقا 1: 22؛ 1 صموئيل 3: 15).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

تفاصيل:

كانت الأحلام وتفسيرها محل الكثير من الفضول والتساؤلات على مر العصور. وبسبب الغموض الذي يكتنف الأحلام، ونتيجة للرغبة الشديدة في استطلاع المستقبل، اكتسبت الأحلام أهمية كبرى، وبخاصة بين الشعوب الأقل حضارة، بل إن المثقفين أيضًا لا تخلو حياتهم من خوف خرافي من الأحلام يفسرونها حسب العادات الموجودة في بيئتهم.

ومن الطبيعي كما يحدث في كل الظواهر العادية والطبيعية الأخرى التي لا يجد لها المرء تفسيرًا عقلانيًا أو عمليًا أن ينظر الإنسان إلى الأحلام بنوع من الخوف الخرافي الذي لا سند له.

 

(1) الأساس الفسيولوجي والسيكولوجي للأحلام:

بينما لم تظهر إلى الوجود أي نظرية عن الأحلام مرضية تمامًا، ولعله من المستحيل أن يظهر أي تفسير مقنع لكل حلم على حدة، إلا أن الاكتشافات المتلاحقة في علم النفس الفسيولوجي في العقدين الأخيرين، قد ألقت أضواء جديدة على هذا الموضوع. وما أسهم به علم النفس الحديث، في معرفتنا عن تداعي الأفكار من خلال علاقة الارتباط بين بعض المناطق والمراكز المعينة في قشرة الدماغ، جعلنا نكاد نؤكد أن إحداث إثارة ما في أعضاء معينة أو مناطق محددة في الجسم، يؤدي إلى استثارة مناطق معينة في المخ. كما أن استثارة مناطق معينة في الدماغ، تحدث تجاوبًا في مناطق معينة في الجسم، هي التي تسيطر عليها تلك المراكز في الدماغ. ومن ثم يعتمد الربط بين عمليات التفكير على الربط الصحيح بين الأفكار من خلال ما يعرف فسيولوجيًا ووظيفيًا باسم "مراكز التداعي". فإذا حدث كما في الأحلام أن تعبره أجزاء من الأفكار أو سلسلة غير مترابطة تمامًا من الأفكار - وهو ما يحدث كثيرًا - يحدث ارتباط لحظي لكنه ضعيف بالنسبة لما يحدث في اليقظة. ومن السهل أن نرى أن استثارة مراكز معينة يوقظ سلسلة معينة من الأفكار ليس لها سوى ارتباط واهٍ بميزان عمليات التفكير في الإنسان. ويقال الكثير عن تشتت الأفكار واضطراب الشخصية التي تكون الأحلام بعض أشكاله العديدة، أما الأشكال الأخرى فهي الهلوسة والهذيان والرؤى وغيرها. وقد تكون الأحلام في بعض الأحيان غير طبيعية، بل قد تكون مرضية. وينبغي أن يخلو النوم الطبيعي السليم من الأحلام التي نعي حدوثها. ومن الناحية السيكولوجية، لا يمكن أن يوجد نوم خالٍ تمامًا من الأحلام، فهذه الحالة هي الموت بعينه.

وللطبيعة بلا شك عيون ساهرة صامتة تراقب دواخِل النفس خلال النوم العميق. والفرق الوحيد هو أنها لا تتخطى أعتاب الوعي. وهكذا تكون الأحلام للنائم، مثل الرؤى والهذيان للمستيقظ، ولها -مثلهما- أسباب في اختلال وظيفة التصور. وبينما قد لا يكون مصدر الإثارة واحدًا في كلتا الحالتين، إلا أنه -وظيفيًا- نفس الشيء.

ولعل مثيرات الأحلام نوعان: قد يكون المثير موضوعيًا وماديًا، أو قد يكون نتيجة للإيحاء وتداعي الأفكار. وقد تأتي الأحلام نتيجة لاضطراب جسماني مثل سوء الهضم أو اضطراب الدورة الدموية، أو سوء التهوية، أو الحرارة غير المناسبة، أو لوضع غير مريح في أثناء النوم. وحيث أن من طبيعة الأحلام أنها لا تحدث في حالة اليقظة، فلا يمكن معرفة السبب الحقيقي بسهولة، وذلك بعد أن يكون النائم قد استيقظ بتأثير الحلم عليه.

وقد تحدث الأحلام نتيجة لتداعي الأفكار. ويلعب الإيحاء دورًا كبيرًا، ففي خلال ساعات النوم، قد يظهر على السطح -من أعماق العقل الباطن أو اللاوعي- انطباعات الوعي الحديثة النشطة التي حدثت في حالة اليقظة.

وترجع الصورة المشوهة للأحلام -بلا شك- إلى الفصل بين مجموعات الأفكار، من خلال الفصل بين مراكز تداعي الأفكار في القشرة المخية، فبعضهما يكون أقل تأثيرًا بالمثير من بعضها الآخر.

ولا يلزم أن تكون موضوعات الأحلام حديثة، فقد تعدها العمليات الواعية منذ أمد بعيد، لكنها لا تصل إلى الأعتاب الفاصلة إلا بسلسلة من الأفكار في خلال حالة نصف الوعي. ومن الهام أن نعرف أنه بينما يبدو عنصرا الزمان والمكان حقيقيين في الحلم، فإن الحلم قد يغطي مساحة كبيرة من الزمان أو المكان في لحظة واحدة.

 

(2) تاريخ الإيمان بالأحلام:

تلعب الأحلام دورًا هامًا في آداب وديانة كل الشعوب، فهي تمد الشعوب بالأساطير، كما هي أساس عمليات استحضار الرواح، كما أنها مفتاح تفسير كل أعمال العناية التي لا سبيل آخر لتفسيرها. ومن هذه الأحلام تكونت نظريات عن الكوابيس والأرواح الشريرة. والأحلام كانت مصدر لأقوال الأنبياء الحقيقيين والوثنيين، ولم تخل حضارة العصور الوسطى من تأثير الأحلام، وما زالت الحضارات الحديثة تنظر بعين الرهبة للأسرار الغامضة لبعض الأحلام، ومع أننا خرجنا من نطاق التعلق بالاعتقاد الخرافي في الأحلام، إلا أنه يجب أن نعترف بإمكانية التأثير العميق للأحلام على الناس.

 

(3) الأحلام في العهد القديم:

نرى من الكتاب المقدس أن الأحلام مصادر ثلاثة، وعلى هذه المصادر تتوقف أهميتها:

(أ) أحلام طبيعية (جامعة 5: 3).

(ب) أحلام سماوية (تك 28: 12).

(ج) أحلام من الشرير (تث 13: 1، 2؛ إرميا 23: 32).

واكثر ما يستخدم العهد القديم كلمة "حلم" هو باعتباره وسيلة لتبليغ رسالة من الله: "إن كان منكم نبي للرب، فبالرؤيا استعلن له في الحلم أكلمه" (عدد 12: 6)، "لكن الله يتكلم مرة وباثنتين.. في حلم.. ليحول الإنسان عن عمله ويكتم الكبرياء عن الرجل، ليمنع نفسه عن الحفرة وحياته من الزوال بحربة الموت" (أيوب 33: 14 - 18) وبهذه الصورة "جاء الله إلى أبيمالك في حلم الليل" (تك 20: 3). ويقول يعقوب: "قال لي ملاك الله في الحلم" (تك 31:10، 11). كما " أتى الله إلى لابان الأرامي في حلم الليل" (تك 31: 24). "وتراءى الرب لسليمان في حلم" (1 مل 3: 5).

وبعض الأحلام في العهد القديم، كانت تحمل نبوة عن أحداث مستقبلية، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. ومنها أحلام يوسف التي قصها على إخوته (تك 37: 5-11). وأحلام رئيس السقاة ورئيس الخبازين وتفسير يوسف لها (تك 40: 1-23). وأحلام فرعون (تك 41: 1-32). وكيف تشجع جدعون عندما سمع في محله المديانيين أحد المديانيين يروى لصاحبه حلمًا، وتفسير صاحبه له بأن الله قد دفع المديانيين إلى يد جدعون (قض 7: 13-15). وحلم نبوخذنصر عن الإمبراطوريات العالمية (دانيال 2: 1-45)، وحلمه عما سيصيبه نتيجة كبريائه (دانيال 4:4 - 27). وحلم دانيال عن الرياح الأربع وهجومها على البحر الكبير وصعود الأربعة الحيوانات العظيمة (دانيال 7: 1-28).

وكان على بني إسرائيل أن يميزوا بين الأحلام وتفسيرها، فقد تكون أحلامًا كاذبة لغواية الشعب بالأكاذيب (إرميا 23: 32) ولكن المحك في ذلك هو كلمة الله ووصاياه (تث 13: 1-5).

كما يذكر الكتاب أن الأحلام قد تأتي نتيجة أسباب طبيعية: "لأن الحلم يأتي من كثرة الشغل" (جا 5: 3)، كما قد تكون مصدرًا للأباطيل: "لأن ذلك من كثرة الأحلام والأباطيل وكثرة الكلام" (جا 5: 7).

كما تستخدم كلمة "الحلم" مجازيًا للدلالة مثلًا على سرعة فناء الشرير: "كالحلم يطير فلا يوجد" (أيوب 20: 8). "صاروا للخراب بغتة، اضمحلوا فنوا... كحلم عند التيقظ" (مز 73: 19، 20)، كما للدلالة على الشيء المدهش المذهل الذي لا يكاد يصدق: "صِرْنَا مثل الحالمين" (مز 126: 1). وكذلك لوصف الآمال الكاذبة وخراب أعداء أورشليم (أريئيل): "ويكون كحلم كرؤيا الليل، جمهور كل الأمم المجندين على أريئيل... كما يحلم الجائع أنه يأكل ثم يستيقظ وإذا نفسه فارغة، وكما يحلم العطشان أنه يشرب ثم يستيقظ..." (إش 29: 7، 8).

 

(4) الأحلام في العهد الجديد:

تستخدم كلمة " حلم" ست مرات في إنجيل متى، وجميعها تتعلق بشخص ربنا يسوع المسيح، فظهر ملاك الرب ليوسف " في حلم قائلًا له يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك، لأن الذي حبل به فيها هو الروح القدس" (مت 1: 20-23). كما أن الرب أوحى للمجوس " في حلم أن لا يرجعوا إلى هيردودس" (مت 2: 12)، وحدث " أن ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلًا: قم خذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر.." (مت 2: 13). وحدث مرة أخرى أن " ملاك الرب قد ظهر ليوسف في مصر قائلًا: قم وخذ الصبي وأمه وأذهب إلى أرض إسرائيل" (مت 2: 19، 20). كما أن يوسف " لما سمع أن أرخيلاوس يملك على اليهودية.. إذ أوحي إليه في حلم انصرف إلى نواحي الجليل" (مت 2: 22). كما أرسلت زوجة بيلاطس إليه تحذره قائلة: "إياك وذلك البار لأني تألمت اليوم كثيرًا في حلم من أجله" (مت 27: 19).

أما المرة السابعة والخيرة التي ذكرت فيها " الأحلام" في العهد الجديد، فهي ما جاء في كلام الرسول بطرس في يوم الخمسين اقتباسًا من نبوة يوئيل: "... ويرى شبابكم رؤى ويحلم شيوخكم أحلامًا" (أع 2: 17).

ولا تذكر الأحلام بعد ذلك في العهد الجديد، فلم تعد وسيلة لتوصيل رسائل الله للناس، بعد أن أصبح الروح القدس يسكن في المؤمنين ويرشدهم إلى كل الحق المعلن لنا في كلمة الله، وما أروع القول: "الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديمًا بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا هذه الأيام الأخيرة في ابنه" (عب 1: 1، 2).

 

* انظر أيضًا: المبيت في المدافن.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/06_H/H_174.html

تقصير الرابط:
tak.la/j976rac