St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary  >   01_A
 

قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

سفر نبوة إِرْميا | نبوات إرميا

 

اللغة الإنجليزية: Book of Jeremiah - اللغة العبرية: ספר ירמיהו - اللغة الأرامية: ܣܦܪܐ ܕܐܪܡܝܐ.

 

تتجلى حياة أرميا الروحية في سفره بوضوح. ولقد كانت رسالته رسالة قضاة على شعبه ولذا فقد جلبت على رأسه مقت مواطنيه وبغضهم. واضطره ثقل حملها أن يتوجع بمرارة من أنه ولد (إر 15: 1؛ 20: 14- 18) ولكنه بقي أمينًا لرسالته وللمهمة التي ألقيت على عاتقه. لقد كان رجلًا وحيدًا، أُسيء فهمه وافتري عليه واضطهد وكان مصير الجهود التي بذلها لأجل مواطنيه الفشل، وكثيرًا ما قاسى عذاب السجن ولم يكن له عزاء سوى في الله وحده. لقد اضطرته ظروف حياته أن يلقي نفسه على الله، لذا فأمكنه أن يقدر عن بصيرة ومقدرة الشعور بالمسؤولية لله (إر 17: 9؛ 31: 29، 30) ولذا فإننا نجد في سفر أرميا قوة الشعور بمسؤولية الفرد لله وحقيقة الشركة والاتصال بين النفس البشرية والله.

St-Takla.org Image: Prophet Jeremiah: Jeremiah with a rod, and linen sash that he wore as part of his prophecy (Jeremiah 13: 1) - from the book: Biblia Ectypa (Pictorial Bible), by Johann Christoph Weigel, 1695. صورة في موقع الأنبا تكلا: إرميا النبي: إرميا ممسكا بعصا، ومنطقة من كتاب كجزء من نبوته (إرميا 13: 1) - من كتاب: الكتاب المقدس المصور، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

St-Takla.org Image: Prophet Jeremiah: Jeremiah with a rod, and linen sash that he wore as part of his prophecy (Jeremiah 13: 1) - from the book: Biblia Ectypa (Pictorial Bible), by Johann Christoph Weigel, 1695.

صورة في موقع الأنبا تكلا: إرميا النبي: إرميا ممسكا بعصا، ومنطقة من كتاب كجزء من نبوته (إرميا 13: 1) - من كتاب: الكتاب المقدس المصور، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

والديانة بحسب مناداة أرميا هي ديانة القلب والحياة. لقد دعي للاضطلاع بعمله النبوي لخمس سنوات قبل اكتشاف سفر الشريعة في الهيكل أثناء إجراء بعض الإصلاحات في البناء . وكان لكلمات السفر أثر قوي في قلب الملك يوشيا. فقام بحرب شعواء على العبادة الوثنية وأجرى إصلاحات دينية كثيرة. فسرت في الشعب نهضة مباركة وعاد إلى عبادة الرب. وكان أرميا في تلك الأثناء يقوم بعمله النبوي على خير وجه فكان يحث الشعب على الطاعة مذكرًا إياه بالعهد الذي عمله الرب معه وبأن الشر الذي أصاب الشعب لم يأت جزافًا بل حلّ بالشعب نتيجة عصيانه. وأبان لهم أن الطاعة هي أولى مطالب هذا العهد (أرميا 11: 1- 8) ولقد حذر أرميا قومه من أن يقتصر الإصلاح على الأمور الخارجية، بل ينبغي أن يصل إلى أعماق الحياة الداخلية، أي إلى القلب نفسه. وأعلن لهم في صراحة بأن الرب لم يطلب منهم الذبائح فحسب بل إنه يتطلب من الإنسان الاستماع والطاعة. وإرادة الله هي أن يحيا الناس حياة خُلُقِيّة رفيعة (إر 7: 21- 28؛ قارنه مع 6: 20؛ 14: 20) والذبائح التي يرضى الله عنها هي ذبائح المستمع المطيع (ص 17: 24- 26؛ 27: 19- 22؛ 33: 10، 11، 18) أما صوم الذين يميلون إلى الزيغ عنه، وذبائحهم فغير مقبولة لديه (إر 14: 10- 12) وتواكل الشعب واستهتاره، وهم يزعمون أن الرب حاضر في وسط الهيكل وبين شعبه فبطل وبهتان. وكذلك الارتكان على أن شريعة الرب في حوزة الشعب. فلا نفع إلا في الطاعة (إر 7: 4- 7؛ 8: 7- 9) وينتج عن ذلك أن سيأتي وقت لا يذكر التابوت فيه (إر 3: 16) والله إنما ينظر إلى القلب فحسب (إر 11: 2؛ 17: 10؛ 20: 12) فعلى الإنسان والحالة هذه أن ينتزع من قلبه الشهوات الجسدية إن أراد أن يعبد الرب بالحق وأن يخدمه الخدمة التي تليق به وعليه أن يغتسل من شره وأن يرجع إلى الرب من كل القلب (إر 3: 10؛ 4: 4، 14؛ 17: 5). وقد أنبأ أرميا بالعهد الجديد حين يكون للشعب قلب جديد وتكتب شريعة الرب في هذا القلب (إر 24: 7؛ 31: 33؛ 32: 39، 40). ولقد وصف في رؤياه مجد المملكة العتيدة. ولذ فللحقائق التي أدلى بها مكانة راسخة، وقيمة أدبية في قلوب شعب الله.

وقد دونت بعض نبؤات أرميا أثناء حكم يهوياقيم ولكن الملك مزّق الدرج وأحرقه (إر 36: 1، 23) ولكن لم يمض وقت قصير حتى دونت مرة ثانية وزيد عليها نبوءات أخرى كثيرة (إر 36:32) والسفر في وضعه الراهن يشمل تلك النبوءات، وكذلك ما نطق به النبي من نبوات بعد ذلك. وقد أعيد ترتيبها وتمّ إعدادها قرب ختام خدمة النبي.

 

محتويات سفر إرميا:

يحتوي سفر أرميا على مقدمة تسرد دعوة النبي للاضطلاع بعمله. وكيف كانت (إر 1) ويشمل السفر أيضًا ثلاثة أقسام نبوية مرتبة بحسب الحوادث التي دعت إلى النطق بهذه النبوات (إر 2: 51) ويختتم السفر بخاتمة تاريخية (إر 52).

 

أما الأقسام النبوية الثلاثة فهي :

(1) إِنباء بالقضاء الوشيك أن يحل بيهوذا والوعد بالرجوع من السبي (إر 2- 33) ويشمل هذا القسم :

أ: إعلان القضاء على يهوذا بوجه عام , بسبب شروره (إر 2- 20).

ب: إعلان القضاء على الحكام المدنيين والرؤساء الدينيين (إر 21- 23).

ج: إعلان الخطة التي سيتَّبعها القضاء والزمن الذي يستغّرقه (إر 24- 29).

د: نبوة بالبركات التي تتبع القضاء (إر 30- 33).

 

(2) تاريخ وقوع القضاء (إر 34- 44) ويشمل :

أ: إعلان القضاء على الفساد الذي كان متفشيًا قبل خراب المدينة مباشرة (إر 34- 38).

ب: بيان بالخراب الذي حلَّ بأورشليم وكيف كان وقوعه عليها. (إر 39) .

ج: حالة الشقاء التي كان عليها من بقي من السكان في البلاد والنبوات التي نطق بها النبي بشأنهم (إر 40- 44).

 

(3) نبوات على الأمم الغربية (إر 46- 51) ويمهد النبي لهذه النبوات بخطاب يوجهه إلى باروخ (إر 45).

وقد تحدث النبي عن المسيا في (إر 23: 5- 8؛ 30: 4-11؛ 33: 14- 26) وكذلك تحدث عن عهد الرب الراسخ والثابت بين الرب وشعبه في (إر 3: 31- 40؛ 32: 36-44؛ 33).

 

ويمكن ترتيب نبوات أرميا تاريخيًا كالآتي:

(أ) نبوات نطق بها في أثناء حكم يوشيا الملك وقد حكم يوشيا إحدى وثلاثين سنة. وبدأ النبي الاضطلاع بمهمته النبوية في السنة الثالثة عشرة لملك يوشيا وهذه النبوات مدونة في الإصحاحات (إر 1- 12؛ 14-20). يذكر الوحي أن النبي نطق بأية نبوة في أثناء حكم يهوآحاز ومدته ثلاثة أشهر.

(ب) نبوات نطق بها أثناء حكم يهو ياقيم ومدته إحدى عشرة سنة. وهي مدونة في الإصحاحات [(إر 22: 1- 19، 25، 26؛ 35، 36) وجزء من أصحاح (إر 45) وجزء من أصحاح (إر 46)].

(ج) نبوات نطق بها أثناء حكم يهوياكين ومدته ثلاثة أشهر وهي مدونة في (إر 13) والجزء الأخير من (إر 22).

(د) نبوات نطق بها أثناء حكم صدقيا ومدته أحد عشر عامًا وهي مدونة في الإصحاحات (إر 21؛ 24؛ 27؛ 28؛ 29؛ 32؛ 34؛ 37؛ 39) وجزء من (إر 49) وجزء من (إر 51).

(هـ) نبوات نطق بها في يهوذا بعد سقوط أورشليم وهي مدونة في جزء من (إر 39) وفي (إر 40: 1 - 43: 7).

(و) نبوات نطق بها في مصر وهي تشمل جزءًا من (إر 43) وكل (إر 44).

(ز) نبوات لم يذكر لها تاريخ ولكن فيها ما يمكن أن يستدل منه على الزمن الذي قيلت فيه على وجه التقريب وهي مدونة في الإصحاحات (إر 23؛ 30؛ 31) وجزء من (إر 45) وجزء من (إر 46) و(إر 47 - 50)؛ وجزء من (إر 51).

(ح) خاتمة، (إر 52).

والسفر هو الرابع والعشرون بين أسفار العهد القديم. وهو أهم مرجع لدينا عن تاريخ الربع الأخير من القرن السابع وأوائل القرن السادس قبل الميلاد. وأسلوب أرميا سهل العبارة سهل الفهم دقيق اللفظ يمثل لنا عصره والظروف التي جاز فيها فيذكر المنطقة لشدّ الحقوين (إر 13: 1- 11) وزق الجمر (إر 13: 12؛ وما بعده) والفخاري (إر 18: 1- 11) وابريق الفخار الذي تكسر (إر 19: 1- 3) وسلال التين (إر 24: 1- 10) وفي أسلوبه الكثير من فحص النفس وامتحانها ممّا يدل على تقدم عظيم في الفكر الديني وانتقاله من النظر إليه من الناحية القومية إلى اعتباره شيئًا يتعلق بالفرد وعلاقته بالله وأصبح للفرد قيمته وشخصيته المستقلة. فربما يزول الهيكل وتنتهي العبادة الرسمية للأمة كأمة ولكن يستطيع الفرد في أي مكان وفي أي وقت أن يرتفع إلى السموات العلى في الشركة مع الله. وقد حطمت نبواته صنم وحدة وتماسك ونجاح وانتصار إسرائيل بزعمه أنه شعب الله المختار. فشعب الله في كل أمة تتقيه. فبذلك ارتفع الفكر الديني من ميدان القومية الضيقة المحدودة إلى آفاق السمو الروحي ، فكل فرد يعبد الرب العبادة الحقة ويسلك السلوك الذي يرضيه يقبل لديه بغض النظر عن جنسه وقومه وأمته ولونه. هذه الديانة التي يعتنقها الفرد بعد أن يتوب إلى الرب ويرجع إليه تصبح الأساس الذي يبنى عليه العهد الجديد الذي يكتب على القلب بين الإنسان البشري والرب في السماء. [(انظر أرميا 31: 31؛ وما بعده؛ 34) ومواضع أخرى كثيرة في السفر].

 

* انظر استخدامات أخرى لكلمة "إرميامعلومات عن أسفار الكتاب المقدس، تفاسير ودراسات سفر ارميا.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/01_A/A_212_2.html

تقصير الرابط:
tak.la/hsb5dw7