St-Takla.org  >   FAQ-Questions-VS-Answers  >   02-Questions-Related-to-Youth-and-Family__Al-Shabab-Wal-Osra
 

سنوات مع إيميلات الناس!
أسئلة عن الشباب والأسرة

يريد تغيير دينه بسبب مشاكل اقتصادية

نص السؤال كما ورد: أنا مسلم . لا أتعاطى أى كحوليات أو أية مخدرات . فقط السجائر. لم أزنى طوال حياتى . لم أبدأ بأذى أحد ولكن قد يكون رد فعل فقط . أحيانا أواظب على الصلاة لفترة قصيرة وأحياناَ كثيرة لا ألتزم بأداء الصلاة سوى أيام الجمع من كل أسبوع .كنت باراَ بوالدى ووالدتى إلى أن توفاهما الله . لا أحب الكذب إلا في حدود ضيقة جداَ أكون مجبراَ عليها وبما لا أؤذى أحداَ. أنهيت دراستي بنجاح منذ أعوام عدة.. كنت أعمل في وظيفة، نحيا منها حياة الطبقة المتوسطة التي لا ينقصها شىء .ولكن حدث من مدة أن فقدت عملي لظروف خارجة عن إرادتي، ولم يتم طلبي حتى الآن.. وخلال تلك الفترة أدعو وأتوسل إلى الله بأن يساعدنى عل عودتى للعمل . وكذلك يفعل أولادى وأمهم وأصبحنا أكثر مواظبة على الصلاة والدعاء ولكن هيهات . بل زادت المصائب بمرض زوجتى وأحد أبنائي، وأحتاج لآلاف الجنيهات للصرف على العلاج.. أخذت قرض من البنك على أمل الصرف من القرض وكذلك سداد أقساطه من المبلغ المقترض لحين عودتى للعمل وللأسف مبلغ القرض صرف ولم أعد للعمل حتى الآن.. المدارس على الأبواب والجامعة الخاصة على الأبواب . وأنا الآن لا أمتلك أية مبالغ حتى للصرف على الأكل والشرب ومستلزمات الحياة . الدنيا انسدت في وجهى واسودت . يئست من رحمة الله . أفكر في الإنتحار. ولكن أفكر القيام بعمل أولاَ كمحاولة أخيرة . أفكر جدياَ مادام تمسكى بالإسلام لا ينقذنى وأولادى فلأغير ديانتى . لعل وعسى . هل تساعدونى ؟

 

الإجابة:

إنه من الرائع حقًا أن تكون إنسانًا مُلتزمًا كهذا(*)..  في عصر مُتعِب جدًا كالذي نعيشه..  ونحن نحييك على التزامك بهذه الفضائل التي تَتَمَسَّك بها حتى في وقت الضيق..

أولًا، من الخطأ اليأس من رحمة الله بهذه الطريقة..  فالذي يبيع دينه بسبب الحاجة أو المال، لن يكون أمامه أي شيء غالِ آخر..  فكيف تفكر في أن تخسر حياتك في الآخرة بسبب مشاكل أرضية؟!  أنا لا أقلل مما تعانيه، ولكن -إن كان هذا هو سبب التفكير في تغيير الدين- فهو سبب غير سليم وغير مقبول..  فالدين هو البحث عن الله والحياة معه، وليس الهروب من مشاكل أو غيره، فكما حدثت لك مشاكل هنا، قد تحدث ضيقات هناك، أو حتى وأنت بلا دين وغيره..  فليس هذا هو التصرف السليم..

 أما عن موضوع الانتحار، فهو جريمة قتل، وستُحاسَب عنها في يوم الدين كقاتِل نفس..  ربما يفيدك تصفح المقال الذي يتحدث عن الانتحار هنا في موقع الأنبا تكلا..  فالانتحار ليس حلًا لمشاكل، بل سيكون بداية لمشاكل أعمق..  لك، ولأسرتك من بعدك، سواء نجحت عملية الانتحار أم تركتك عاجزًا!  ففي الانتحار تتخلى عن أسرتك وزوجتك وأبناءك المحتاجين إليك، وخاصة في تلك الأوقات العصيبة..  ولا تنسَ يا سيدي أن نفسك ليست ملكك، بل مِلك لله، والانتحار يُعتبر تدخُّل في إرادة الله..

St-Takla.org Image: Peace in God, prayer, life of hope and faith, by Tasony Sawsan صورة في موقع الأنبا تكلا: السلام في المسيح، الصلاة، حياة الرجاء و الإيمان، رسم تاسوني سوسن

St-Takla.org Image: Peace in God, prayer, life of hope and faith, by Tasony Sawsan.

صورة في موقع الأنبا تكلا: السلام في المسيح، الصلاة، حياة الرجاء و الإيمان، رسم تاسوني سوسن.

هناك بعض النقاط الجانبية بخصوص رسالتك، من الأفضل أن نتناولها بسرعة، ليفيدك هذا المقال أكثر، وليفيد غيرك ممكن قد يكون في حياتهم ما هو مشابه لما تمر به..  بغض النظر عن الدين..

فالتدخين هو أمر خاطئ ضد حياتك وجسدك -الذي هو نعمة من الله- وضد أسرتك وحقوقها عليك، وها أنت تدفع ثمن ذلك..  فتخيل معي، عِلَب السجائر التي كنت تحرقها في جسدك وفي الهواء، والأموال التي كانت تتبخر بسبب عادة رديئة طوال تلك السنوات، بدلًا من أن تستفيد بها أنت وأسرتك..  فإن كنت تشتري علبتان من التبغ في الأسبوع، ومتوسط ثمن العلبة مثلًا خمسة جنيهات، فقد كنت تستنزف من جيبك وميزانية أسرتك ما يقرب من الـ500 جنيه على الأقل (إن لم تتعدى التكلفة السنوية الآلاف)..  فهذه المبالغ ألم يكن من الأفضل الاحتفاظ بها لتفيد في حياة أفضل، أو ربما سيتوفَّر معك أضعاف أضعافها إن ضربت هذا الرقم الذي تحرقه في عدد سنوات ممارسة تلك العادة..

الأمر الثاني هو الكذب، فالكذب هو كذب..  سواء كان بنية سليمة، أو ما يسميه البعض كذب أبيض، أو ما يفيد البعض أو النفس..

أيضًا كيف انتظرت كل تلك الفترة بدون بحث عن عمل يعطيك دخلًا، واعتمدت على احتمال رجعوك لعملك السابق مرة أخرى؟!  وكيف أخذت قرضًا من بنك بدون ضمان عمل؟ وكيف كنت ستسدده؟!

أما النقطة الأخطر في رسالتك، هي التفكير في تغيير الدين!!  فهدف الدين هو معرفة الله عز وجل، والحياة معه، وهو -تبارك اسمه- هو الهدف الوحيد..  أما المتاجرة بالدين فهي خطيئة عُظمى..  ولكن إن كان هناك أي هدف آخر جانبي هو الذي يجعلك تفكر في ترك دينك، فهذا غير مقبول على الإطلاق. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى).  إن كنت تريد الدخول في المسيحية أو أي دين آخر بسبب مشاكل زمنية، فستترك الدين الجديد لتذهب لغيره، وتعيش في حياة التذبذب والقلق، وتخسر الدنيا والآخرة..  الدين تدخله عن طريق الاقتناع والثقة، وليس بسبب أمورًا زمنية..  أي مَنْ يأتي إلى دين، يجب أن يأتي باحثًا عن الله، وليس غير ذلك..

 أما حول الحلول المُقترحة، فإن وصل بك الحال للبُعد عن الله والتفكير في تغيير الدين، أو قتل نفسك أو غير ذلك..  فَجَرِّب المحاولات العادية الأولى لترى ما يمكن عمله..  وتذكر أن ما لا يُدرَك كله، لا يُترَك كله..

  • لا تهمل الصلاة إلى الله عز وجل ليرفع هذه الغمة عنك وعن الأسرة..  واطلب إرشاده (أيًا كان هو)..  فالله واحد للجميع، الفرق هو معرفتنا نحن كبشر لله..  ولكن الخالق هو أب واحد للجميع..

  • تحلى بالصبر واستفِد من تلك الفترة في التقرب لله وقراءة كتابه..  وضع أمامك أمثال الصديقين الصابرين مثل أيوب الصديق..

  • تقول الحكمة: ما لا يُدرَك كله، لا يُترَك كله..  أي ابدأ في محاولات بسيطة، قد لا تسدد كل ديونك، ولكنها تُقَرِّب المسافة..  ولا تستهِن بأبسط الأشياء..

  • ابحث عن أي عمل، حتى وإن كان بسيطًا ويدر دَخْلًا بسيطًا على المنزل..

  • من الممكن أيضًا أن تعمل عملًا آخرً بعد الظهر..

  • إن كان لك أبناء شباب أو فتيات في سن الجامعة، يستطيعون العمل في المحال أو المطاعم وغيره في فترات الصيف..  فهو دخل إضافي مفيد..

  • الزوجة من الممكن أن تعمل أي عمل من خلال المنزل..  مثل الأعمال اليدوية، والتطريز والخياطة، أو إن كان لها موهبة الطبخ، تستطيع أن تتعامل مع أي فرن أو مخبز أو محال أو حتى عربة تبيع الطعام في الشارع قريبة منكم، تتعاقد مع أصحاب تلك الأعمال لترسل بعض الحلويات يوميًا، في مقابل مبلغ معين يُدفع لصاحب المحل أو العربة، وتأخذ أنت العائد..

  • فكر في الاقتراض -ولو أي مبالغ بسيطة- من أقربائك الأقربين واحدًا فواحدًا..  أنت من جانب، والزوجة من جانب آخر، حتى تستطيع أن تسدد أهم شيء وهو العلاج مبدئيًا..

  • لا تضيع يومًا ثانيًا في انتظار عودة الوظيفة..  بل استفِد من الوقت الحالي، وإذا أتت يكون أمامك بدائل، وإن لم تأتِ، تكون لم تضع كل الوقت..

  • لا أعرف الحال في المساجد أو غيره..  ولكن هل يصلح أن تأخذ معونة من جمعية خيرية تابعة لمسجد، أو ترى رأي شيخ جامع حكيم في الأمر، أو في إمكانية المساعدة منه..

  • إن أردت أن تجرب كذلك أن تحصل على أي مساعدة من كنيسة قريبة، بإمكانك المحاولة..  أو راسِلنا مرة أخرى واخبرنا بالمنطقة التي أنت فيها لنعطيك بيانات الاتصال بالكنيسة القريبة..

  • أظن أيضًا أن هناك بعض البرامج التليفزيونية التي لها علاقة بمشاكل الناس، وخصوصًا في شهر رمضان..  ربما يفيدك الاتصال بأيها..  لا أعرف..

  • قلِّل المصاريف على السلع الكمالية أو الأطعمة الغالية في تلك الفترة..

  • هناك أيضًا حسبما أسمع بعض المراكز العلاجية الطبية الخيرية التي من الممكن أن تقوم بعمل العمليات مجانًا أو بمقابل رمزي بسيط..

  • قم ببيع بعض الممتلكات غير الضرورية لتغطية العجز المؤقت للعلاج، من أثاث غير أساسي أو حُلى ذهبية أو فضية أو غيره.. أو مقتنيات فريدة من عملات قديمة أو طوابع أو خلافه (إذا توفرت)..

  • فترة شهر رمضان على الأبواب..  وهي فترة مناسبة لتوفير بعض المال الذي تحتاجه، مع عدم التبذير غير المطلوب خلال شهر الصوم، أو حتى بعد انتهاء الشهر الكريم..

  • وربما تكون هذه فترة مناسبة لك للحصول على بعض المساعدات من أقارب أو هيئات خيرية أو غيرها..  أَعْلَمْ أن الأمر مُحْرِج وصعب، ولكنك في موقف أصعب..  وبإذن الله ستقوم بالتسديد حينما ينفرج الحال..

  • وطبعًا من المهم جدًا طبعًا أن تُقَلِّل من عادة التدخين هذه، ثم تتوقف عنها بداية من شهر رمضان..  وتستمر بعده في التوقف عنها بمعونة الله والإرادة القوية..

قد يكون بعض هذا الكلام كلامًا نظريًا، ولكنها بعض الأفكار التي قد تفتح أمامك السبيل لأفكار أخرى..  وكما أخبرتك يا سيدي، لا تستهِن بأي قرش تستطيع الحصول عليه، سواء من أعمال أو من قروض أو من تقليل تكلفة سلع أو سجائر أو كهرباء أو غيره..  فهذه تتجمع معًا لتعطيك مبلغًا مقبولًا..

نسأل الله أن يعمل الصالح لأجلك..  فهو يرى الأفضل لنا، ولخيرنا..

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(*) المصدر: من مقالات وأبحاث موقع الأنبا تكلاهيمانوت www.st-takla.org (م. غ.) - مراجعة لغوية: سامي فانوس.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/02-Questions-Related-to-Youth-and-Family__Al-Shabab-Wal-Osra/034-Various-Problems-01.html

تقصير الرابط:
tak.la/6gv3mv3