St-Takla.org  >   Coptic-Service-Corner  >   Christian-Coptic-Stories  >   Hekayat-Kepteya-0001-0030
 

أرشيف القصص المسيحية والقبطية

قصة طفلان في مذود

 

كان الوقت قرب عيد الميلاد عام 1994، وكان هذا دور الملجأ ليستمع لأول مرة إلى قصة الميلاد. أخبرناهم عن يوسف ومريم ووصولهم إلى بيت لحم. وكيف لم يجدوا غرفة في الخان، وكيف ذهبا إلى المذود، حيث ولد الطفل يسوع ووضع في مذود البقر. أثناء سرد القصة كان الأولاد والمشرفين جالسين يسمعون وهم غاية في الانبهار. البعض منهم جلس على حافة كراسيهم، وهم يحاولون أن يحفظوا كل كلمة.

بعد الانتهاء من سرد القصة، أعطينا كل طفل منهم 3 قطع صغيرة من الكرتون ليعملوا منها مذود. وكذلك أعطي كل طفل منهم مربع ورقي صغير، قطع من مناديل صفراء كنت قد أحضرتها معي. فلم يكن هناك ورق ملون متاحًا في المدينة. في إتباع للتعليمات، قطع الأولاد بعناية الورقة الصفراء ووضعوا الأشرطة في المذود كأنها تبن. كذلك قطع مربعة صغيرة من القماش أخذت من رداء ليلي تخلت عن سيدة أميركية وهي تغادر روسيا، استخدمت لعمل دمية على شكل طفل.

St-Takla.org Image: Two babies in a manger صورة في موقع الأنبا تكلا: طفلان في مذود!

St-Takla.org Image: Two babies in a manger

صورة في موقع الأنبا تكلا: طفلين في المذود!

انشغل الأولاد الأيتام في صنع مذاودهم بينما تمشيت أنا بينهم لأمد يد المساعدة لمن يريد. وجدت الكل يسير على ما يرام حتى وصلت إلى منضدة يجلس عليها الطفل الصغير ميشا. بدا عليه أنه في السادسة من عمره وقد انتهى من عمله. أجفلت أنا حينما نظرت إلى مذوده حينما رأيت ليس طفلا واحدا فيه بل اثنين!!!!

وعلى الفور ناديت على المترجم ليسأل الطفل لماذا هناك طفلين في المذود؟ شبك الطفل يديه أمامه وبينما راح ينظر إلى المذود الذي صنعه، راح يسرد القصة وهو في غاية الجدية، لمثل هذا الطفل الصغير الذي سمع قصة الميلاد لأول مرة، ذكر الأحداث بدقة. وصل للجزء الذي يحكي أن مريم العذراء وضعت طفلها في المذود. بدأ ميشا هنا يضيف قصته هو وأنهى القصة التي رواها من عنده فقال: "عندما وضعت العذراء مريم الطفل في المذود، نظر يسوع إليّ وسألني هل عندي مكان أقيم فيه؟" فقلت له: " أنا ليس لدي ماما وليس لدي بابا، ولذلك ليس لدي أي مكان لأقيم به. وبعد ذلك قال لي يسوع أنه يمكنني البقاء معه، ولكنني قلت له أنني لا أستطيع لأنه ليس لدي هدية أقدمها له مثلما فعل كل واحد من الآخرين. ولكنني كنت أريد بشدة البقاء مع يسوع، ففكرت في ما الذي لدي ويمكنني أن أستخدمه كهدية؟ فكرت أنه ربما أنني إذا أدفأته، فقد تكون هذه هدية جيدة.... وهكذا سألت يسوع، "لو أدفأتك يا يسوع، فهل ستكون هذه هدية جيدة كافية؟" ويسوع قال لي "أنه إذا أدفأتني، ستكون هذه أحسن هدية قدمها أي شخص لي". وهكذا، دخلت أنا إلى المذود، ونظر يسوع إلي وقال لي أنه يمكنني أن أبقى معه دائمًا!!!! وعندما أنهى ميشا الصغير قصته، فاضت عيناه بالدموع التي أخذت تتساقط على وجنتيه. ووضع يديه على وجهه، ثم أسند رأسه إلى المنضدة وأخذت كتفاه تهتزان وهو ينشج وينتحب. لقد وجد الصغير اليتيم شخصًا لن يرفضه أو يسئ معاملته، شخصًا سيبقى معه دائمًا. ولقد تعلمت أنا أنه ليس ما هو لديك في حياتك هو المهم. بل من هو الذي في حياتك هو الأهم!

St-Takla.org              Divider!
شكل آخر للقصة السابقة
St-Takla.org              Divider!

في أحد دور الأيتام بمصر في سنة 1994، وفي فترة أعياد رأس السنة أتت مجموعة من الخدام المباركين وهم مملوءين عزم ونشاط.

كي يقدموا السيد المسيح "طفل المذود" للأطفال بطريقة سهلة وممتعة.. فتقدم أحدهم وبدأ يحكي القصة، وبالفعل أستطاع أن يرويها بإتقان. وبعدها استلمت أحدي الخادمات الدفة، وبدأت تشرح للأولاد تطبيق بسيط للدرس وهو عبارة عن كيفية عمل المذود والمغارة بالورق المقوي.. وهنا بدأ الأولاد بالعمل وهم في غاية السعادة.

وبعد فترة أنتهي الكل، فتقدموا الخدام ليروا ما صنع الأولاد.. وكانت المفاجأة لأحد الخدام إذ رأي طفل يضع بداخل المذود طفلين وليس طفل واحد!! فأنتابه استغراب.. وسأل الطفل: "لماذا وضعت طفلين في المذود؟ أليس في المذود طفل واحد وهو بابا يسوع؟ فمن أين أتيت بالأخر؟!"

فصمت الولد لبضع ثواني وقال: "أستاذ، أنت عندما رويت القصة أنا استمتعت بها جدًا، وأيضًا التطبيق كان جميل، ولكني عندما انتهيت اقتربت من المذود حيث الطفل لأسأله ماذا يريد حتى أحضره له كهدية.. فسألني هو: "هل لديك بابا وماما؟" فقلت أنا: "لا ليس لدي بابا وماما" وأكملت وقلت له: "أنا أتيت لك لأسألك ماذا تريد أن أحضره لك هدية؟" فقال هو: "لا أريد شيء" وأبتسم، فقلت له: "أنا لا أملك الآن هدية، فما رأيك أن أتقدم وأدخل معك المذود لأدفأك بجسدي؟! فبالتأكيد أن تشعر بالبرد وهذا القماط الملفوف به لم يعطيك التدفئة اللازمة..! فما رأيك؟! فنظر لي وأبتسم ومد لي يده إعلان منه بالموافقة.. فذهبت أنا ودخلت وجعلت من جسدي هدية له لأدفئه بها

ولهذا يوجد في المذود طفلين؛ بابا يسوع وأنا!

St-Takla.org              Divider!

هذه كانت القصة لطفل يملك من العمر 6 سنوات، وقدم لطفل المذود جسده كله بما أنه لا يملك شيء..  أما نحن نملك الكثير، فماذا سنقدم لطفل المذود؟!


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Coptic-Service-Corner/Christian-Coptic-Stories/Hekayat-Kepteya-0001-0030/Coptic-Stories_10-Teflan-Fe-Mezwad.html

تقصير الرابط:
tak.la/n46fn9m