St-Takla.org  >   Coptic-Faith-Creed-Dogma  >   Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa  >   13-HolySacraments__Fr-Antonios-Fekry
 

الأسرار السبعة (الأسرار الكنسيَّة السبعة) - القمص أنطونيوس فكري

90- الكنيسة جسد المسيح

 

* قصد الله من نحو الإنسان حين خلقه أن :-

1. يمجد الله : "لمجدى خلقته" (إش43 : 7) أي ينعكس مجد الله على الإنسان فيُظهر مجد الله، وبالتالى يكون الإنسان فى مجد. وهذه مثل قول السيد المسيح "فليضئ نوركم هكذا قدام الناس، لكى يروا أعمالكم الصالحة .. ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (مت5 : 16).

2. يفرح : الله خلق آدم فى (جنة عَدْنْ) جنة = مكان جميل و عدْنْ = عبرية وتعنى فرح وبهجة.

3. يحيا للأبد: آدم كان معروضا عليه أن يأكل من كل شجر الجنة ومن ضمنها شجرة الحياة.

4. الوحدة : حواء كانت في آدم - وآدم في الابن - والابن في الآب.

 

* نتائج الخطية :

موت / مرض / عبودية / فقدان الفرح والسلام / فقدان صورة الله / نقص العمر / فقدان البركة ودخول اللعنة (وجود الله ورضاه هو البركة، واللعنة هي عكس ذلك تمامًا) / معرفة الخطية (عرف الإنسان الخطية فتعلق بها إذ كان ضعيفا بالجسد). والنتيجة دخل للإنسان الكراهية والحسد. وقتل قايين أخوه هابيل. فضاعت بالخطية الوحدة التي أرادها الله إذ خلق آدم واحدا -وحواء خرجت منه- والأولاد من كليهما، أي الكل كان واحدا فى آدم الواحد - وآدم في الابن - والابن في الآب.

 

St-Takla.org Image: Jesus in His Church with angels, Coptic art صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة فن قبطي، السيد المسيح في كنيسته مع ملائكته

St-Takla.org Image: Jesus in His Church with angels, Coptic art

صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة فن قبطي، السيد المسيح في كنيسته مع ملائكته

* حزن قلب الله على ما حدث :

ولاحظ غيظه وإشتياقه لخلاص الإنسان بالصليب (إش27 : 1 + 42 : 14 + 63 : 4 + 54 : 7).

فهل يفشل قصد الله ويموت الإنسان؟ استحالة.

بالخطية مات الإنسان وفسد. وكان يمكن أن يخلق الله إنسانا جديدا ويموت آدم للأبد. ولم يقبل الله هذا.

1- لأن الله يحب آدم ولذلك خلقه. ولا يريد موته أبديا.

2- الإنسان الجديد معرض للخطية أيضا بسبب حريته.

3- ليس الجسد الخارجى هو المسئول عن الخطية بل الشهوة الخاطئة الداخلية، وهذه أسماها بولس الرسول الإنسان العتيق.

والله أراد أن يعود للإنسان حبيبه ما أراده له منذ البدء

(المجد / الفرح / الحياة الأبدية / الوحدة)

 

معنى الفداء:-

* الفدية = شخص يدفع الدين الذي على المديون. فداء المسيح = موته عن المحكوم عليهم بالموت. ويجب أن يكون الفادى *بلا خطية - ويكون *إنسانا - *وغير محدود ليفدى كل البشر من كل خطاياهم.

* ولا يوجد من هو غير محدود وبلا خطية سوى الله.. والحل هو تجسد ابن الله ليفدى البشر.

* كان الحل في تجسد المسيح - ولكن في ملء الزمان أي في الوقت المناسب (غل4 : 4).

وذلك لفداء الإنسان فيحدث الصلح بين الله والإنسان، وبين السمائيين والأرضيين.

ويعود للإنسان [المجد والفرح والحياة الأبدية والوحدة]

* ولكن لم يكن الفداء وحده هو ما حصلنا عليه بتجسد المسيح

* بل عاد لنا أضعاف أضعاف ما فقدناه "ليس كما الخطية هكذا أيضا الهبة" (رو5 : 15) :-

· خسرنا جنة أرضية - حصلنا على مكان في عرش الله : أي نكون معه في مجده (رؤ3 : 21).

· خسرنا جسد من طين، قابل للموت والخطية - حصلنا على جسد ممجد لا يموت ولا يخطئ.

الله في محبته قرر أن يجدد خلقة الإنسان لا أن يهلكه - ولكن كيف؟

* كان الحل أن يموت هذا الإنسان العتيق المسئول عن الخطية. ويقوم إنسان جديد داخلنا كخليقة جديدة.

* وتم هذا بالمعمودية. والمسيح أتى ليؤسس هذا الإنسان الجديد بجسده.

* ويصير آدم الأخير أو آدم الجديد أو الخليقة الجديدة

وكانت الأسرار الكنسية لتأسيس جسد المسيح (الكنيسة)

 

يقول السيد المسيح في صلاته الشفاعية

"ولست اسأل من أجل هؤلاء فقط، بل أيضا من أجل الذين يؤمنون بي بكلامهم، ليكون الجميع واحدا، كما أنك أنت أيها الآب فيَّ وأنا فيك، ليكونوا هم أيضا واحدا فينا، ليؤمن العالم أنك أرسلتني. وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني، ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحد. أنا فيهم وأنت فيَّ ليكونوا مكملين إلى واحد، وليعلم العالم أنك أرسلتني، وأحببتهم كما أحببتني. أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا، لينظروا مجدي الذي أعطيتني، لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم" (يو17 : 20 - 24).

فى جسد المسيح تحقق قصد الله الذي قصده منذ البدء

 

* كانت هذه الآيات هى آخر ما قاله الرب يسوع قبل أن ينطلق لبستان جثسيماني ليذهب للصليب، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ومعنى ذلك أنه قد أتى في الجسد ليحقق ما يطلبه في صلاته هنا، وهو ما كان يقصده الآب من الخليقة أولا. أتى المسيح ليجدد الخليقة التي أفسدتها الخطية.

 

  الأول               الآخر
  الابن الأزلي               الابن الأبدي
               
 
             
    في الزمان

خلق الابن قوة الله كل شيء

هو رأس الخليقة

           
    البداية   أخطأ الإنسان واختبأ من الله

واحتجب الله عن الإنسان لئلا يموت

    النهاية    
    خلق العالم كما أراد الآب

لتعلن الخليقة مجد الله وإرادته ومحبته

      المسيح أعاد العالم تمامًا كما أراد الله

خاضعًا له ليعلن العالم مجد الله

   
        الابن     å æ    
        الألف والياء   القديسين هم في مجد

يظهرون مجد الله ومحبته

  للأشرار رفضي الله من الشياطين والبشر

هم في الدينونة يظهرون مجد الله

في عدله وقداسته ورفضه للشر

 
        تجسد ليستعلن الآب للإنسان الذي أعمت

الخطية قلبه وما عاد يمكنه أن يرى الآب

         

 

جسد المسيح صار محور كل البركات التي حصلنا عليها

 

St-Takla.org Image: Graph: Jesus Christ, the Alpha and Omega - from the Sacraments book, by Fr. Antonious Fekry صورة في موقع الأنبا تكلا: شكل: السيد المسيح: الأول والآخر، البداية والنهاية - من كتاب الأسرار السبعة للأب أنطونيوس فكري

St-Takla.org Image: Graph: Jesus Christ, the Alpha and Omega - from the Sacraments book, by Fr. Antonious Fekry

صورة في موقع الأنبا تكلا: شكل: السيد المسيح: الأول والآخر، البداية والنهاية - من كتاب الأسرار السبعة للأب أنطونيوس فكري

فى الرسم العلوى نجد عمل المسيح فى إعادة الخليقة لتمجد الله كما أرادها الله منذ البدء (ستجد الجدول في شكل صورة كذلك).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

بركات تجسد المسيح

 

1. تجسد المسيح وإتخذ له جسدا، قدمه ذبيحة وقام به. وإستمر فعل موته وقيامته مستمرين، ولهما فاعلية مستمرة للأبد لذلك رآه يوحنا "خروف قائم كأنه مذبوح" (رؤ5 : 6). قائم = له فعل الحياة الأبدية. ومذبوح له فعل الموت المستمر. ماتت في المسيح طبيعة آدم العتيقة وقام بحياة أبدية. صار المسيح ذبيحة حية أبدية.

2. يقول السيد المسيح "أنا هو القيامة والحياة، من آمن بى ولو مات فسيحيا" (يو11 : 25). ولكن كيف نحيا؟ وكيف نستفيد نحن من موته وقيامته. هذا عمل الأسرار التي أسسها المسيح. والعامل في كل الأسرار هو الروح القدس بصلوات الكاهن الذي هو"وكيل سرائر الله" (1كو4 : 1). الكاهن يصلى والروح القدس يعطى نعمة غير منظورة.

3. فى المعمودية نموت مع المسيح (نتحد بموته الذي ماته بحياة آدم). ونقوم (بحياة أبدية عندما نتحد بحياته المقامة من الأموات رو6). نصير خليقة جديدة في المسيح (أف2 : 10 + 2كو5 : 17). ولاحظ أننا نتحد بحياته إذ هو خروف قائم حى، ونتحد بموته إذ هو كأنه مذبوح (رؤ5 : 6). وهذا ما يعمله الروح القدس في المعمودية بصلوات الكاهن في هذا السر، أن يوحدنا مع المسيح الخروف القائم كأنه مذبوح. وفى سر الميرون وبصلاة الكاهن ومسحة الميرون ونفخة الروح القدس في فم المعمد يسكن الروح القدس في المعمد، والروح القدس يُثَبِّتْ المعمد في المسيح.

4. بالمعمودية نتحد بجسد المسيح ونصبح أعضاء فيه "لأننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه" (أف5 : 30). كلٌ منا له عمل كعضو في جسد المسيح. وبإتحادنا به كأعضاء في جسده نصير كلنا جسدا واحدا هو الكنيسة، وهو رأس الجسد. فتعود لنا الوحدة التي فقدناها بخطية آدم.

5. المسيح كرأس لجسد الكنيسة سيقدم الخضوع للآب في النهاية (1كو15 : 28). فتعود الصورة كما أرادها الله منذ البدء. محبة متبادلة بين الله والإنسان. يحملنا المسيح فيه إلى حضن الآب. وعلامة محبة الله للإنسان، كل الخيرات التي يفيض بها عليه. وعلامة محبة الإنسان لله خضوعه لله.

6. كانت هناك مشكلة - ماذا لو أخطأ الإنسان؟ والخطية = موت. فهل يبقى عضو ميت في جسد المسيح. بالمفهوم الطبي حين ينقطع وصول الدم عن عضو في الجسم لفترة زمنية، هذا يُسمى غرغرينا، ويسبب موت الإنسان لذلك يجب بتر العضو الميت حتى لا يموت هذا الإنسان. فهل يبتر المسيح كل عضو يخطئ ويتركه ليموت؟! المسيح فى محبته لم يقبل هذا. وكان الحل في تأسيس سِرَّىْ (1) التوبة والإعتراف. (2) الإفخارستيا. (3) مسحة المرضى. وبهما تغفر الخطايا ونعود للثبات في جسد المسيح كأعضاء أصحاء. أي تعود الحياة للعضو الذى مات بالخطية (لذلك ففي الإفخارستيا نأكل ونشرب جسد ودم المسيح فتعود لنا الحياة "من يأكلنى يحيا بى + يثبت فىَّ" (يو6 : 56 ، 57). في سر الإفخارستيا يصلى الكاهن فيحول الروح القدس الخبز والخمر إلى هذه الذبيحة الحية الأبدية، جسد المسيح ودمه - الخروف القائم كأنه مذبوح. وفى سر التوبة والإعتراف يسمع الروح القدس خطايا المعترف وينقلها إلى الخروف القائم كأنه مذبوح فيحملها عنا فتغفر. ويصلى الكاهن التحليل فيعلن غفران الله للخطايا.

7. ضاعت الوحدة بيننا في جسد آدم، فعدنا واحدا ولكن في المسيح. وصار المسيح آدم الأخير (1كو15 : 45). تربط بيننا كأعضاء جسد المسيح المحبة التي يضعها فينا الروح القدس.

8. أخذ المسيح الجسد الإنسانى وتمجد به ولن يتخلى عنه للأبد. وبهذا صار لنا أن نتمجد بجسد ممجد (1يو3 : 2 + فى3 : 21). وهذا معنى أن المسيح صار وارثا لكل شيء (عب1 : 2).

9. بإتحاده بنا بالجسد - وبإتحاده لاهوتيا بالآب - صار هو لنا مصدرا لكل كنوز الحكمة والعلم (كو2 : 3). وصرنا شركاء الطبيعة الإلهية (2بط1 : 4) = نأخذ من الله كل ما نحتاج إليه وليس موجودا سوى في الطبيعة الإلهية (حياة أبدية كلها مجد وفرح أبديين / حكمة / مجد / قداسة). أما الأشرار فسيكونون في الظلمة الخارجية بلا فرح.

10. سكن فينا الروح القدس. الذي يملأنا بالنعمة.

11. أتاح لنا أن نحيا السماويات على الأرض، إذ "طأطأ السموات ونزل" (مز18 : 9). وهذا معنى قول بولس الرسول "أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع" (أف2 : 6).

12. كل ما عمله بجسده كان لحسابنا : (أ) صام وغلب الشيطان فإمتلأ من قوة الروح (لو4 : 14) = وأصبح كل من يصوم ويغلب يمتلئ. (ب) كان يصلى فأعطى لجسدنا أن تكون له علاقة بالله. (ج) صار كل من هو ثابت في المسيح قادر أن يغلب.

13. هو أخضع الإرادة الإنسانية للإرادة الإلهية، ولاحظ قوله "إن أمكن أن تعبر عنى هذه الكأس، ولكن لتكن لا كإرادتى بل كإراتك" وكان هذا عكس ما فعله آدم والبشر جميعا. وهذا معنى قول الرسول "مع كونه إبنا تعلم الطاعة" (عب5 : 7 - 9). فصار هذا ممكنا لكل القديسين. صرنا فيه قادرين أن نخضع إرادتنا الإنسانية لإرادة الله.

14. عادت لنا فيه البنوة والسلطان على الأرواح الشريرة.

15. لأنه بلا خطية وأكمل الناموس وحده صار كل من يثبت فيه يُحسب كاملا وبلا لوم وبلا دينونة (كو1 : 28 + أف1 : 4 + رو8 : 1).

16. هو صار الألف والياء لنا = فيه رأينا صورة الآب وإرادته من ناحيتنا.

17. صار لنا نموذج يُحتذى بحياته وأقواله ومعاملاته مع الناس.

18. حمل أحزاننا وأوجاعنا تحملها. وهذا معنى "إحملوا نيرى فهو هين وحملى خفيف" (مت11 : 29 ، 30). من يرتبط معه ويحفظ وصاياه يشعر بالتعزية وسط ألامه، فصار لنا فيه سلام يفوق كل عقل (يو16 : 33 + فى4 : 7). ووسط أوجاعنا يحمل المسيح عنا ألامنا، وهذا سر أفراح الشهداء وسط ألامهم بل وكثير من المرضى والمتألمين أن الفرح الذي يسكبه المسيح فيهم يغلب ألامهم فلا يستطيع الوجع أن ينزع أفراحهم (يو16 : 22).

19. وضع لنا دستور الحياة بكل تعاليمه (مثلا عظة الجبل مت5 - 7 والأمثال مت13).

20. فى جسده عادت *الوحدة كما قصدها الله من البدء (يو17 : 20 - 23). وفي جسده عاد لنا *المجد إذ تمجد هو بجسده إذ جلس عن يمين الآب. وحيث أننا أعضاء جسده سنتمجد نحن أيضا معه. قارن (يو17 : 4 ، 5 مع يو17 : 22 ، 24). وعادت لنا *الحياة الأبدية (يو11 : 25). الفرح الأبدى (يو16 : 22) + (1بط1 : 8). فقصد الله لا بد أن يثبت.

لكل ذلك يقول رب المجد

"إثبتوا فىَّ وأنا فيكم" (يو15 : 4)


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa/13-HolySacraments__Fr-Antonios-Fekry/church-body-of-christ.html

تقصير الرابط:
tak.la/gvszbn8