St-Takla.org  >   Coptic-Faith-Creed-Dogma  >   Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa  >   13-HolySacraments__Fr-Antonios-Fekry
 

الأسرار السبعة (الأسرار الكنسيَّة السبعة) - القمص أنطونيوس فكري

88'- الكنيسة جسد المسيح تحقق القصد الإلهي

 

الله خلق آدم ومنه كون الله حواء ومن كلاهما يولد الأبناء أي أن الخليقة كلها هي آدم. وآدم في البداية كان في الإبن، والإبن في الآب. ومن هنا نفهم أن القصد الإلهى كان هو  الوحدة - البشر كلهم من آدم واحد. وآدم في الإبن، والابن في الآب. ولأن البشر كانوا من واحد فالمفروض أن يعيشوا فى محبة، وكانت إرادة الله أن يحيا الإنسان للأبد. وكان الحب متبادلا بين الله وآدم، وعلامة حب الله عطاياه غير المحدودة لآدم. وهذا يتضح من أن الله ظل يُعِّد الجنة بلايين السنين ليحيا فيها آدم في فرح وللأبد - إن أكل من شجرة الحياة، أي يختار بحريته الإتحاد الكامل بالله. وكان إختيار آدم عكس المفروض، وأخطأ فإنفصل عن الله فلا شركة للنور مع الظلمة.

ودمرت الخطية هذه الوحدة وفسد الإنسان ومات، ودخلت الكراهية فقتل الأخ أخيه. تشتتت الوحدة ولم يعد الإنسان واحدا. ومات الإنسان منفصلا عن الله وكارها لأخيه.

فهل يفشل القصد الإلهى؟

قطعا هذا لن يحدث - وكان الفداء

الله خلق الإنسان لأنه يحب الإنسان. كنا في عقل الله فكرة، وخرجت الفكرة يوم خلق الله آدم. وحينما مات الإنسان كان لا بد من حل، لأن الله يحب الإنسان منذ الأزل أي منذ كان فكرة في عقل الله. وكان الفداء ليس فقط لكى يدفع المسيح ثمن الخطية، بل ليعيد خلقة الإنسان في خليقة جديدة.

St-Takla.org         Image: The Apostles, the Twelve Disciples, Coptic art صورة: الآباء الرسل - التلاميذ الإثنى عشر، من الفن القبطي

St-Takla.org Image: The Apostles, the Twelve Disciples, Coptic art

صورة في موقع الأنبا تكلا: الآباء الرسل - التلاميذ الإثنى عشر، من الفن القبطي

تجسد المسيح ومات وقام، وبالمعمودية يموت إنساننا العتيق، ونقوم بإنسان داخلى جديد متحد بجسد المسيح. رفض آدم أن يتحد بشجرة الحياة فيحيا للأبد، فأتى المسيح شجرة الحياة (رؤ2 : 7) ليتحد هو بنا فنحيا للأبد. ونستمر ثابتين في جسد المسيح الواحد بسر الإفخارستيا. وكان سر الإفخارستيا لازما لأننا نحيا في عالم مملوء بالخطية "العالم كله قد وضع في الشرير" (1يو5 : 19). ونتأثر بالخطية الموجودة فنخطئ. والخطية ينتج عنها عدم الثبات في المسيح وتتهدد الوحدة وإستمرارية حياتنا الأبدية. والرب يطلب أن نثبت فيه (يو15 : 4) لنظل أعضاء جسده ونظل أحياء "إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم" (يو6 : 53). ووضع الرب هذا السر الذي به نستمر ثابتين في جسده "من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فىَّ وأنا فيه" (يو6 : 56). ونلاحظ أن سر الإفخارستيا أي التناول من جسد المسيح ودمه ليس عقيدة للخلاف على ألفاظ، وهل هناك تحول حقيقى للخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه أم هو مجرد رمز للذكرى، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. بل هو عقيدة أساسية في المسيحية بها يجمع المسيح الكل كجسد واحد، فتصير أجسادنا أعضاء المسيح (1كو6 : 15)، نصير "أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه" (أف5 : 30). ويقول الرسول أيضا عن هذا السر "الخبز الذي نكسره هو شركة جسد المسيح. وبه نصير نحن الكثيرين خبز واحد، جسد واحد، لأننا جميعا نشترك في الخبز الواحد" (1كو10 : 16 ، 17). ولنتساءل كيف يتم هذا أن نكون نحن الكثيرين خبز واحد وجسد واحد إن لم يتحول خبز الإفخارستيا إلى جسد المسيح الواحد الذي يجمعنا معا فيه في جسد واحد. الإفخارستيا هي عقيدة من صميم فكر الوحدة التي يريدها الله بحسب القصد الإلهى الأزلى. فما شتته آدم بالخطية أتى المسيح ليعيد تجميعه وتوحيده في جسده. ولنرى الفكر الإلهى في صلاة المسيح الشفاعية

"ولست اسال من اجل هؤلاء فقط، بل ايضا من اجل الذين يؤمنون بي بكلامهم، ليكون الجميع واحدا، كما انك انت ايها الاب فيَّ وأنا فيك، ليكونوا هم ايضا واحدا فينا، ليؤمن العالم انك ارسلتني. وانا قد اعطيتهم المجد الذي اعطيتني، ليكونوا واحدا كما اننا نحن واحد.  انا فيهم وانت فيَّ ليكونوا مكملين الى واحد، وليعلم العالم انك ارسلتني، واحببتهم كما احببتني" (يو17 : 20 - 23).

فما شتته آدم بالخطية وصار جسده ميتا وبلا إتحاد، وبلا محبة بين أعضاءه، أتى المسيح آدم الأخير ليؤسس جسدا جديدا واحدا يحيا للأبد بحياته هو المقامة من الأموات. والروح القدس الذي أرسله المسيح بعد صعوده أول ثماره المحبة، ويعطى الروح القدس المحبة في قلوب كل شعب المسيح. وبالمحبة يترابط الجسم معا ويتحد كوحدة واحدة مع جسد المسيح. وتعود الصورة التي أرادها الله منذ الأزل - إنسان واحد، جسد واحد في المسيح ابن الله، والابن في الآب. ويفيض الآب بمحبته على الإنسان الواحد الثابت في إبنه المحبوب، والابن الوحيد الجنس في الآب، وتعود الصورة كما أرادها الله منذ الأزل. ونلاحظ أن الابن بجسده أي كنيسته يعيد الخضوع للآب بحسب القصد الإلهى الأزلى (1كو15 : 28)، بعد أن صدَّق أبوينا الأولين الشيطان ولم يصدقا الله. المسيح أعاد صورة الوحدة للإنسان لنصير نحن واحدا، وأيضا واحدا فيه، وهو في أبيه. وأعاد الحياة والمجد للإنسان. وأعاد المحبة المتبادلة بين الله والإنسان "سكب محبة الله في قلوبنا بالروح القدس" (رو5 : 5). الله يفيض بمحبته على الإنسان الثابت في إبنه المحبوب، والإنسان في محبته يثق في الله ثقة تجعله يخضع فى حب لله.

كان آدم الأول رأس الجسد القديم الذي مات بسبب الخطية. وصار آدم الأخير رأس الكنيسة الجسد الحى، الخليقة الجديدة في المسيح. وكما كانت الإمرأة حواء أما لهذا الجسد الميت، صارت الإمرأة العذراء مريم أما للجسد الحى - الكنيسة، لذلك قال الرب على الصليب لأمه "يا إمرأة هوذا إبنك" - وليوحنا "هوذا أمك" (يو19 : 77).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa/13-HolySacraments__Fr-Antonios-Fekry/Holy-Sacraments__88-3-god-will.html

تقصير الرابط:
tak.la/r2wyhnk